الوزراء يلطمون والوكلاء ينوحون والبسطاء يونون!!

بقلم:علـي البصــري
[email protected]

يبدو من عنوان المقال ،انه مقال ساخر ولكن الحقيقة ليس كذلك ،لان ما شاهدته على شاشات التلفاز وشاهده العالم كله يوم امس ، امر يثير الاستغراب ويثير الدهشة في نفس الوقت ، فيوم امس اقام المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في مكتب السيد عبد العزيز الحكيم حفلا تابينيا لضحايا العمليات الارهابية التي استهدفت مناطق متعددة في بغداد مؤخرا ، وبالتحديد منطقة الكرادة والشعلة ، واستمر الحفل لعدة ساعات وحضره وزير ووكيل ،ومسؤول عن صياغة الدستور اضف الى الكثير من الصور ،فبعضها معلق في السطح والاخر موضوع على المنصة وامام الجمهور والبعض الاخر مرفوع على اعواد العنبر والبخور!!!،ناهيك عن الشعارات والهتافات ، والاهازيج والهوسات ، فبعضهم اصبح تاجا على الرؤوس والاخر قائد فريد بلا منازع، ووحيد بلا مقارع!!، كل هذا لايهمني ابدا ، ولست ضد الحفل التابيني فالشهداء يستحقون اكثر من ذلك بكثير ، انما الامر المريب هو ان ارى السيد الوزير والسيد الوكيل والشيخ رئيس لجنة صياغة الدستور وغيرهم من كبارها وصغارها، اراهم يلطمون!!...ومن شدة الحر ينوحون!!، طبعا انا لست ضد اللطم ولست ضد اظهار الحزن ، لان الامام الحسين عليه السلام ، بكاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغيرا ، وبكته ملائكة السماء قبل سكان الارض ، ومازالت تبكيه الى يوم الدين ، فهو عليه السلام سيد الشهداء وابي الاحرار وقائد الثوار ، والامام الحسين ثورة ضد الباطل وضد الانحراف والفساد وثورته مستمرة ومتوهجة في كل عصر ، ولكن كيف نسير على خطى سيد الشهداء وعلى نهجه ومبادئه ، هل باللطم فقط؟؟ ، وهل ثار الامام الحسين واستشهد وآل بيته واصحابه الطاهرين من اجل ان نبكي عليه ونلطم فقط ؟؟ام نسير بثبات على مبادئه ؟؟ ثم ناتي الى موضوعنا ونناقش الامر وبدون تصعب ،هل حقا ان الوزير وغيره من الذين حظروا الحفل ،لم يستغلوا حفلهم لامور سياسية ؟؟ فعندما يجلس السادة المسؤولون لساعات عديدة في حفل تابيني منقولا عالميا ومحليا عبر شاشات التلفاز ويتظاهرون باللطم امام الملئ وامام الشعب العراقي الجريح ، اليس هذا متجارة حتى بدم سيد الشهداء وبدماء ال بيته الاطهار؟ اليس هذا استغلالا لعقول البسطاء من الشعب ،والظهور بمظهر الحزين والذي تورقه عينه من شدة الحرص على شعبه ؟ انها اوراق
مكشوفة ومحروقة ايها السادة ولا اعتقد انها تنطلي على احد ، فبدلا من هذه الهيصة الاعلامية ، وبدلا من قيام السيد الوزير والاخرون بلطم الصدور وشق الجيوب ، وقطع الاربطة !! وبدلا من الشعارات الرنانة ، والهتافات الطنانة!! والتي كانت الغاية في هذا الحفل ، والغاية تبرر الوسيلة حسب قول البعض !!! ،، كان الاجدر بكم ايها المحتفلون وايها اللطامون وايها النائحون وايها الهتافون وايها المنشدون وايها المصورون وايها المهوسون وايها الوزراء الموظفون وايها العامون والمعممون!!! كان الاولى والافضل من كل هذا ،ان تقوموا بزيارات لعوائل الشهداء وان تتفقدوا نسائهم وايتامهم وان تساعدهم بما تملكون من رزق كثير ، وبما تملكون من ملايين ومئاتها!!
فان لم يكن لديكم مالا فاستلفوا من السفير الامريكي او من النصابين والمحتالين وهم معكم يعيشون ، فهؤلاء لن يترددوا عن نصرتكم ابدا!!! فخزائنهم مليئة جدا ، وسيأتي اليوم الذي سيغلبونكم فيه ، فتصبحون درجة ثانية ماديا !! ..... الهي وربي اليـك المشـتكى.