كاتبة مصرية تدعو الى تحرير الرجل
GMT 10:30:00 2006 الخميس 22 يونيو
رويترز



--------------------------------------------------------------------------------


بعد مئة عام على "تحرير المرأة

القاهرة: بعد مئة عام على صدور كتاب (تحرير المرأة) لقاسم أمين تدعو كاتبة مصرية الى تحرير الرجل مما اعتبرته زيفا وازدواجية ثقافية يكون ضحيتها الرجل والمرأة معا. وقالت عزة أحمد هيكل في كتابها (تحرير الرجل) ان "الرجل الجديد هو ذلك الرجل القادر على تحرير ذاته والتعبير عن معتقداته وأفكاره دون تزييف أو ازدواجية ثقافية" مشيرة الى أن الحاجة الى هذا الرجل ذات أبعاد اجتماعية وانسانية. وأضافت أن الرجل الان يعاني قيودا اجتماعية وسياسية تجعله عاجزا عن ممارسة حريته الشخصية ولا يجد تعويضا لهذا "النقص" الا المرأة فيستخدم معها وسائل يتصور أنها تؤكد تفوقه وهيمنته في مجتمع تحركه "ثقافة الخوف".
والكتاب الذي صدر عن مكتبة نهضة مصر بالقاهرة يقع في 135 صفحة متوسطة القطع. وقالت المؤلفة ان أعمال قاسم أمين "الكاتب المستنير" كانت دعوة الى تحرير فكر المرأة المصرية على غرار المرأة الغربية التي استطاعت أن تكتسب حريتها "وتبدأ في خوض تجربة جديدة وهي أن تكون شريكا منافسا للرجل." وكان أمين قد أصدر عام 1900 كتاب (المرأة الجديدة) ثم أتبعه عام 1906 بكتابه الثاني (تحرير المرأة).
وقالت عزة هيكل ان المرأة المصرية حققت مكاسب في النصف الاول من القرن العشرين حتى السبعينيات التي أعقبها فترة ازدهر فيها ما أطلقت عليه المد الخليجي الذي مهد للافكار "المتسربلة برداء الدين والتي تتخذ من بعض المرجعيات الدينية المتطرفة سندا فيما تطرحه من قضايا تخص المرأة." وشهد عقدا السبعينيات والثمانينات ما يشبه الهجرة الجماعية للمصريين خاصة من ينتمون للطبقتين الدنيا والمتوسطة. وكان العائدون من المملكة العربية السعودية يتأثرون بفائض الفكر السائد هناك فيقلدون الطرف الاقوى اقتصاديا وهكذا ظهر النقاب.
وقالت المؤلفة "لاننا (المصريين) نعيش فيما يسمى بفترة المد الخليجي وسيطرة الاقتصاد النفطي على مستويات الحياة الاقتصادية والاجتماعية فان الفكر الوهابي والمنتمي للحركة الوهابية (الذي يتخذ من السعودية نقطة انطلاق) أثر بشكل كبير على أسلوب الحياة الاجتماعية والاقتصادية... ثم امتد أثره الى البلاد المجاورة مع سطوة أصحاب رأس المال السياسيين وتدخلهم في الاعلام والفن وكل ما يؤثر على أسلوب ونمط الحياة في العالم العربي." وأضافت أن الخطاب الادبي للمرأة يركز على رفض سلطة الرجل والاستقلال عنه بدون الحاجة الى "شريك ذكوري... هذا خطاب مغلوط ومخالف لطبيعة المرأة". وعلى الجانب الاخر فان الخطاب النسوي الفني يشدد على حرية الجسد وهو ما لم تعتبره الكاتبة تحررا. وقالت "كأنما المرأة قد استسلمت لنوع جديد من العبودية دون أن تشعر وساقها الرجل الى هذا المنزلق."