سجلت اسعار اسطوانات الغاز السائل هذه الايام ارتفاعا كبيرا اذ بلغت قيمة الاسطوانة الواحدة 18 الف دينار في السعر التجاري و 15 الف دينار للاسطوانة التي تشترى بموجب قسيمة المحروقات النفطية.

ويبدو ان عوامل عديدة قد اوصلت العزيزة الغالية الانسة اسطوانة الغاز ليكون مهرها بهذا الغلاء والارتفاع الفاحش في مقدمتها تردي الظروف الجوية وغرق الكثير من احياء ومناطق المدن بمياه الامطار وهبوط وارتفاع درجات الحرارة والمناسبات الدينية التي تطلبت استعمال اعداد كبيرة من هذه الاسطوانات لاعداد الطعام وجشع الباعة الجوالين الذين لا يرضون بأي سقف تصله اسعار هذه الاسطوانات ويتوج كل هذه الاسباب غياب المتابعة الجادة والمسؤولة من لدن الجهات والدوائر المعنية والمسؤولة في وزارة النفط لمعامل انتاج وتعبئة الغاز.
منافذ توزيع وبيع اسطوانات الغاز وخاصة الاهلية هي بأمس الحاجة الى المتابعات الميدانية والوقوف على عملية تجهيز المواطنين ومدى تمسك والتزام اصحابها بالاسعار الرسمية فقد اطمأن هؤلاء الى المواقف المائعة للجهات التفتيشية ولجان المتابعة التي توقفت تماما عن محاسبة هؤلاء مما جعلهم يتصرفون بعيدا عن المسؤولية الوطنية والاخلاقية والدينية.
اذا كان عامل الربح الحرام هو العامل المسيطر والمتحكم بتصرفات هؤلاء اي اصحاب ساحات بيع الغاز السائل واذا كانت لجان المتابعة والتفتيش لا تصل واذا وصلت غضت الطرف عن ما هو موجود من مآخذ وسلبيات وماذا لو التقى افراد هذه اللجان بالمواطنين واستمعوا الى ملاحظاتهم وانتقاداتهم فهذه الاوضاع دفعت أصحاب هذه الساحات الى عقد الصفقات المشبوهة وبيع حصص المواطنين المساكين الى زبائنهم الذين لا يتورعون عن امتصاص موارد وارزاق الناس باسعارهم الجنونية التي ستدخل قاموس غينيس من اوسع ابوابه.
اننا نعتقد جازمين ان مثل هذه الاسعار الجنونية التي بلغتها اسطوانات الغاز رغم وجود ما يسمى بقسيمة المحروقات النفطية التي لم تعد تغني من برد ولا تسمن من جوع تستدعي من مسؤولي وزارة النفط وخاصة لجان التفتيش والمتابعة في دائرة انتاج وتوزيع المنتجات النفطية القيام بحملة منظمة وواعية ومشاركة الناس معاناتهم والبحث عن مواقع الخلل ولجم التصرفات اللا مسؤولة بل الطلب منهم الدوام في هذه الساحات والمنافذ لمعالجة مثل هذه الازمة الطاحنة والا فان التقاعس والتعامل بروح اللا مبالاة وترك المواطن يكتوي بهذه الاسعار يشير الى الكثير من المؤشرات ويخدم الكثير من الاهداف غير الحميدة..!!