بقلم : رأي البيان

الى متى يظل نزيف الدم هو المشهد اليومي الذي نتابعه ضمن فصول المأساة العراقية؟ ومن المسئول عن اخراج هذه المشاهد الدامية التي تثير الهلع في نفوس كل من يتابعها داخل وخارج ارض الرافدين؟
بل اننا نتساءل ايضا: هل بات مكتوبا على اشقائنا العراقيين ان يتحملوا ويتعايشوا مع حالة الفوضى الامنية التي حرمت كل بيت عراقي من ان يأمن ساكنوه؟
تساؤلات تشغل اهتمام رجل الشارع العراقي البسيط الذي يدفع وحده دون سواه ثمن الاحتلال الانجلواميركي، ذلك الاحتلال الذي جلب الفوضى الامنية والعنف الدامي ويتحمل وحده مسئولية كل ما يحدث.
لقد سقط خلال اربع وعشرين ساعة اكثر من مئة قتيل وجريح نتيجة للهجمات التفجيرية والسيارات المفخخة، بل وصاحب ذلك حملة اغتيالات استهدفت الحكومة العراقية المؤقتة التي تتولى السلطة من الاحتلال الاميركي البريطاني في الثلاثين من يونيو الجاري كما يقال. فقد سقط وكيل وزارة الخارجية العراقية، ثم احد مسئولي وزارة التربية بل وشملت حملة الاغتيالات ايضا احد اساتذة الجامعة الذي لا ناقة له ولا جمل فيما يجري ترتيبه واعداده لمرحلة ما بعد الثلاثين من يونيو.
تلك هي المشاهد اليومية الدامية التي نتابعها كل يوم، ولم يعد بالامكان تحديد المسئول عما يحدث. فقد اختلطت الامور وبات من الصعب التمييز بين ما هو ينتسب الى المقاومة ومواجهة المحتلين، وبين ما هو عمل اجرامي وارهابي يستهدف تحقيق مآرب اخرى يستفيد منها الاحتلال نفسه. لقد اصبح البعض يتشكك في نوايا سلطات الاحتلال.
وما اذا كانت تسعى الى تسليم السلطة كاملة للحكومة المؤقتة الجديدة، ام ان في الامر شيئا آخر يستهدف اطالة امد الاحتلال بحجة عدم قدرة العراقيين على تصريف شئون امنهم!
ان ما حدث خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية من تفجيرات لا يمكن ان ينتسب الى المقاومة العراقية، فهل ترضى المقاومة مثلا ان يكون ضحاياها مدنيين عزل من السلاح؟!
ان المقاومة بريئة من مثل هذه الاعمال الاجرامية، فمن ضمن ضحايا هذه الحوادث الدامية، عناصر اجنبية تنتسب لدول رافضة للاحتلال الاميركي ـ البريطاني، فعلى سبيل المثال كان من بين الضحايا امس مواطن فرنسي مدني، والكل يعرف ان بلاده على المستوى الرسمي والشعبي تناهض الاحتلال بل انها في طليعة الدول ـ بما فيها الدول العربية ـ التي قالت صراحة لاميركا: لا لغزو العراق.
اننا في ظل ما نراه ليس امامنا سوى ان نقول للذين يعبثون بأمن وحياة المواطن العراقي: ارفعوا ايديكم عن ارض الرافدين. كفاكم قتلاً وتدميراً


جريدة البيان الاماراتية 2004-06-15