السيد البولاني والاخفاقات المتكررة
المصدر : جريدة البينة
لمْ يتعرض هذا الشعب لمؤامرة على امنه واستقراره كتلك المؤامرة التي من خلالها ازيح السيد باقر الزبيدي من منصبه كوزير داخلية ولم نجد رجلا مثل الزبيدي دفع ثمنا لنجاحه وضريبة لاخلاصه .. فالسيد الزبيدي وبفترة قياسية تمكن ان يوطد الامن والاستقرار في بغداد وفي بعض المحافظات. والزبيدي اعتمد على رجال كونّوا فريقا رغم تباين مشاربهم ومذاهبهم ورغم ان الرجل لم يبن مؤسسة ولم يأت بهؤلاء بل انه بنى على من وجدهم من قادة وضباط امثال الغراوي والحلفي الذين مثلوا صمامات امان وكانت قواتهم تمثل عنصر استقرار في بعض المناطق حتى صارت لهم شعبية ومقبولية لدى السكان ورهبة في قلوب عصابات الارهاب.. ولما رأى ذلك البعض ممن يراهن على هذه العصابات في تخريب العملية السياسية والتجربة الديمقراطية من خلال الانفلات الامني، وجدوا ان يركزوا جهودهم على ازالة هذا الرجل من الطريق والاتيان بغيره وقد تم لهم ذلك بعد وقوف بعض القوى موقف المتفرج اما مجاملة او فئوية دفعتهم للنظر بعين الحسد لهذا الرجل ولجهته التي ينتمي
اليها.. وفقدنا بيان جبر في اسوأ حملة تشويه وافتراء سيتحدث التاريخ عنها طويلا وفقدنا معه الامن الذي تحقق في الكرخ اجمعها وفي الموصل وغيرها من المدن.
وجاء السيد البولاني بدعم مكشوف من تلك القوى التي تضع قدماً على ضفة السياسة وقدم على ضفة الارهاب حتى قيل ان عدنان الدليمي سأل قبل ذيوع اسماء حملة الحقائب الوزارية عن الحقيبة التي تسلمها صولاغ؟ قيل له المالية فهدأ وقال مبتسماً في المال ولا في الرجال.
ونعود للسيد البولاني الذي تراجع الامن في فترة الستة اشهر الماضية من توليه الى حد تقهقر الامن فيه حتى في الرصافة التي بدأت اسواقها بالاغلاق عند العصر .. بعد ان كنا نتسوق فيها حتى العاشرة ليلاً.. واخيرا حدثت سلسلة الاخفاقات التي هي بمثابة عارٍ يلطخ سمعة اي مسؤول يستدعي منه الاستقالة فوراً ودون تردد ومن تلك الاخفاقات هروب ايهم السامرائي من سجنه ومن قبله هروب عمر السبعاوي من سجنه قبل اسبوع.. ولا ادري ان كانت زيارة السيد الوزير لسوريا وطلب دعمها الامني سينفعنا ان كنا لا نستطيع حماية سجون الداخلية.. وما حكَّ جلدك مثل ظفرك!..