لم يكن مقتل حارث العبيدي مفاجأة،
فبعد الانكشاف الواضح لتعامل الحزب الاسلامي مع القاعدة و تنظيمات ارهابية اخرى.
و بعد تورط الحزب الاسلامي الواضح في عمليات اغتيال و تفجيرات و تصفيات و تطهير طائفي في عدد من مناطق العراق المختلفة خاصة في ديالى و بغداد.
و بعد الكشف عن أسماء شخصيات قيادية في الحزب الاسلامي هي قيادات في تنظيمات ارهابية طائفية
و بعد الاعترافات الخطيرة التي ادلى بها ابوعمر البغدادي عن علاقات دولة العراق الاسلامية بالحزب الاسلامي
و بعد تحول مقرات الحزب إلى مقرات للمؤامرات و الخطط و التنفيذ الارهابي
بعد هذا كله اضطر الحزب الى اعادة تشكيل نفسه، وسط خلافات كبيرة بين خط البعث المتشد و خط البعث الاقل تشدداً في الحزب، مع بيروز خلافات مع اطياف سنية اخرى اتهمته بانه يستحوذ على قيادة الطائفة السنية بالعراق
و كي يقلل الخسائر السياسية ما امكنه ذلك، خاصة بعد ظهور اسم طارق الهاشمي بانه احد الراعين الرئيسيين للارهاب
و لكن يبدو ان هذه الامور كلها لم تنفع الحزب، حيث شهد انخفاضاً شديداً في شعبيته اثبتتها الانتخابات الماضية
وسط بوادر هزيمة واضحة يبدو ان الحزب انتهى الى استخدام العلاج الذي يحسن استخدامه حالما يتعرض الى نكسة سياسية قوية، التصفية و القتل كي يحقق ضجيجاً اعلامياً بأنه مستهدف،
و هكذا فقد عمد الى تصفية واحد من اعضائه الاقل تشدداً كي يوهم الناس بأنه مستهدف من القاعدة، و هي ضربة عدة عصافير بحجر. ابعاد الشبهة و التخلص من عنصر اقل تشدداً في الحزب و القاء اللوم على الحكومة و تحرك العنف مرة اخرى.
النتيجة:
القاتل هو الحزب الاسلامي من خلال احد اذرعه الارهابية الكثيرة.