الأكراد...عندما يتحول المناضل!!؟... إلى طاغية



كتابات - الدكتور محمد الغريب



لقد شهد التاريخ القديم والحديث الكثير من المناضلين الذين كانوا يدافعوا عن حقوق بلدانهم وكانوا يتلقوا الدعم الكبير من قبل جميع الأحرار..إن هؤلاء المناضلين سرعان ما تحولوا بعد تسلمهم المسؤولية في بلدانهم إلى طغاة عتاة أضاقوا شعبهم الأمرين نتيجة إلى ظلمهم لشعبهم الذي وثق فيهم من خلال مسيرة نضالهم من أجل تحرير بلدهم ولا ينكر احد على هؤلاء هذا النضال ولو حاولنا ذكر أسماء فهناك الكثير التي تنطبق عليهم تلك السلوكيات فهم قد دنسوا تاريخهم النضالي بالدكتاتوريات التي أقاموها لأنفسهم وحولوا شعوبهم إلى أدوات تعمل لصالحهم وربما كانت الشعوب قد انخدعت بهم من خلال أطروحاتهم التي تدغدغ المشاعر والأحاسيس العاطفية لهم حيث كانوا في الأساس يستغلوا شعوبهم من أجل تحقيق أحلامهم الخاصة...ونحن في العراق وبالتحديد أهل الجنوب كنا متعاطفين مع أخواننا الأكراد إلى ابعد الحدود في مطالبهم العادلة من اجل قيام حكم ذاتي لهم في إقليم كردستان وكنا ولا نزال نكن الاحترام الكبير للتاريخ النضالي للمناضل ملا مصطفى البر زاني بصورة خاصة وللشعب الكردي بصورة عامة، حيث نحن أهل الجنوب العراقي والإخوة الأكراد في الشمال تعرضنا من ظلم وقمع وتشريد بنفس الدرجة من قبل النظام البائد، ويرجع الفضل لنا بجعل أخواننا الأكراد يتمتعون بحكم مستقل ذاتي عن نظام الطاغية صدام لأن هذا كان تحصيل حاصل للانتفاضة الشعبانيه التي انطلقت شرارتها الأولى في البصرة الفيحاء عام 1991. كان أقصى ما يطالب بيه الأكراد في ذلك الوقت وقبل ذلك هو قيام حكم ذاتي على ارض كردستان الحالية وكانوا يطلبوا من النظام السابق فقط تنفيذ اتفاقية الحكم الذاتي عام 1970...وكان الأكراد وقتها على استعداد لعمل أي شيء من اجل التزام نظام صدام المقبور باتفاقيته مع الأكراد حتى لو كان ذلك على حساب جميع عرب العراق...لكن بعد سقوط النظام البائد بدأت الصورة تتضح في شمال الوطن الحبيب فهناك خلافات ومعارك ضارية بين الأطراف الكردية المختلفة حول تقاسم السلطة بين مناضلي الأمس وإن هؤلاء الذين حاربوا الحكومات العراقية المتتالية تحولوا إلى أدوات قمع للشعب الكردي وأصبح كل من كاكا جلال وكاكا مسعود من طغاة كردستان اليوم ففي الوقت الذي يسير العراق نحوا بناء دولة الديمقراطية فإن إقليم كردستان يعاني من طغاة يكمموا الأفواه ولا يسمحوا بأي كلمة حرة يمكن أن تنطق من هنا وهناك. وأصبحت المعارضة الكردية في الخارج تتضاعف نتيجة حملات القمع والاضطهاد الذي يمارسه حكم مسعود البرزاني في إقليم كردستان كما إن مصادرة ثروات هذا الإقليم لمصالحه الخاصة ومصالح كاكا جلال باتت لا تخفى على احد من المراقبين السياسيين. ولعل ما حدث في مدينة حلبجة مؤخرا وتمزيق لصور كل من كاكا جلال وكاكا مسعود و تحطيم التماثيل يعكس مدى الظلم الذي يعاني منه الشعب الكردي في إقليم كردستان الذي يعاني من شغف العيش بينما يتمتع الطغاة بقصورهم الفارعة...والطاغية كلما تسنح له الفرصة يحاول أن يمتد ويوسع دائرة طغيانه وذلك بالاستيلاء على أراضي أضافية مستغلا حالة عدم الاستقرار التي يعيشها العراق وتلعب فلول البيشمركة الدور الرئيسي للحالة التي وصل إليها العراق...لقد عكس حديث كاكا مسعود لقناة الحرة من خلال المقابلة التي أجريت معه مدى التماثل الواضح بين طاغية العراق صدام وطاغية كردستان مسعود في أطروحاتهم التوسعية على حساب الغير وعدم إيمانهم بالديمقراطية التي يتكلمون عنها ومصادرتهم للصوت الحر مهما كان مصدره...وهنا لا بد لنا أن نتوقف مع بعض ما قاله كاكا مسعود في حديثة لقناة الحرة والتي تبين صواب ما ذهبنا إليه...فردا على سؤال حول تطلع الأكراد لقيام دولة كردية مستقلة أجاب كاكا مسعود أن الأمة الكردية من حقها كباقي الأمم أقامة دولتهم المستقلة ولكن من مصلحة الأكراد في الوقت الحاضر البقاء مع العراق وتحقيق المكاسب ضمن الدولة العراقية...وواضح أن المكاسب التي يتكلم عنها كاكا مسعود والتي سوف يحققها الأكراد يعني بها منطقة كركوك والأراضي المحيطة بها والتي تشمل أجزاء من محافظة ديالى وأجزاء من محافظة الموصل وأجزاء من محافظة صلاح الدين وهذه الأجزاء يسميها الدستور العراقي المناطق المتنازع عليها...انظر عزيزي القارئ كان جل ما يتمناه الأكراد هو حكم ذاتي داخل إقليم كردستان أما اليوم فهم يتكلمون عن مكاسب يحققها الأكراد وبالتأكيد هذه المكاسب على حساب حقوق العرب والتركمان في العراق فهم يستغلوا الوضع الراهن لكي يقطعوا وصل العراق أو يقطعوا العراق إلى أوصال...وردا على سؤال حول إذا حدث وجاءت نتيجة الاستفتاء المزمع إجراءه في شهر كانون الأول عام 2007 حول مصير محافظة كركوك عكس ما يشتهي الأكراد؟...أجاب كاكا مسعود بأننا سوف لا نقبل تلك النتيجة على الإطلاق...لاحظ عزيزي القارئ إن كاكا مسعود يفترض جدلا إن جميع الأكراد في كركوك سوف يصوتوا لصالح انضمامهم إلى إقليم كردستان وكأن الصوت الكردي مصادر من قبل الزمرة الحاكمة في كردستان مسبقا وبعد ذلك هل هناك كلام عن الديمقراطية يتبجح بها طغاة كردستان...إن كلام كاكا مسعود لم يأتي من فراغ فهو يعرف العدد الحقيقي من الأكراد من حزب العمال الكردستاني والأكراد الإيرانيين والذي دفع لهم مليارات الدولارات من اجل يوم الإحصاء ويوم الاستفتاء وبعد ذلك ليذهب كلا حيث يشاء ولذلك يقول بأنه سوف يرفض نتيجة الاستفتاء إذا جاءت عكس ما يشتهي...هل تسمع ذلك يا رئيس وزراء العراق الجديد وهل عرفت معاناة الدكتور إبراهيم الجعفري من إرهاب طغاة كردستان...وهل عرفت لماذا نحن العراقيون يجب أن نقف وقفة إجلال للدكتور إبراهيم الجعفري...لقد منع كاكا مسعود قبل أيام العراقيين العرب من دخول إقليم كردستان تحت ستار أبعاد كردستان عن دائرة الإرهاب وهو يعلم ويعلم الجميع إن العراقي الشريف لا يمكن أن يتحول إلى قنبلة مفخخة يفجر نفسه هنا وهناك لأن هذه الثقافة هي ثقافة تكفيرية لا يؤمن بها العراقيون سواء كانوا سنة أو شيعة...ما هو دور البرلمان العراقي في هذا وهل يحق لرئيس إقليم طاغية أن يمنع باقي العراقيين من التجول في وطنهم...لقد فتح كاكا مسعود إقليم كردستان على مصراعيه للاستثمارات التركية ضمن خطة خبيثة من قبل السياسي الكردي، حيث يحاول ربط الاقتصاد التركي ونموا هذا الاقتصاد على المردودات والفوائد التي تجنى من الاستثمارات في إقليم كردستان لكي تستعمل في المستقبل كورقة ضغط ضد الحكومة التركية إذا اعترضت على انضمام كركوك إلى إقليم كردستان فهل يعي السياسي العربي العراقي حقيقة ما تحاك ضده من مؤامرات وهل يعي نواب الشعب هذه الحقيقة وهل باستطاعتهم تغيير الغول الكردي الذي يحاول ابتلاع الأراضي العراقية؟!!!!!