بالزغاريد و الدموع استقبل اهالي الغزالية عائلة ابو مرتضى
مآسي صامتة لعوائل عراقية كانت ضحية العنف البعثي الطائفي..جيران لم يكن يهمهم معرفة مذهب جارهم بل كلما همهم كان هو ..انه جار العمر.. ولكن الارهاب البعثي فكك الروابط الانسانية بين العراقيين وجعل الجميع ضحايا لعصاباته.. فهل نعيد اللُّحمة العراقية الى وحدتها ..؟؟
- 28-02-2007
بعد سبعة أشهر من التهجير عادت إلى منزلها من جديد
بغداد - نجلاء الخالدي
لم تكن السيدة فوزية ناصر مصدقة ان السيارة المتوجهة نحو مدخل الحي هي سيارة جارها”ابو مرتضى “.تعثرت خطواتها وهي تندفع من حيث لا تشعر نحو السيارة التي توقفت امام منزل ابو مرتضى، انسابت دموعها
وهي تحتضن رفيقة الصبا وصديقة العمر واعز جاراتها”ام مرتضى “ ثم راحت تحتضن اطفالها وتقبلهم وهي التي فارقتهم منذ اكثر من نصف عام عندما دخلت عائلة ابو مرتضى الى منزلها كان الجيران قد اجتمعوا ليمتلئ المنزل بهم واختلطت الزغاريد بالدموع بينما كانت مجموعة من الشباب تقوم بانزال بعض الحاجيات البسيطة التي حملتها العائلة العائدة من رحلة معاناة ارغمتها على الخروج قسرا حيث غادرت الحي بسبب التهديدات الارهابية ليتركوا منزلهم الذي عاشوا فيه نحو 23 عاما.
وعندما وصلنا الحي حيث تسكن عائلة ابو مرتضى رافقنا اطفاله وبينهم اطفال العائلة العائدة وسام ومرتضى الى المنزل الذي طالما لعبوا في رحابه مع ابناء الجيران وهناك التقينا”ابو مرتضى “ الذي استذكر معنا سبعة اشهر من المعاناة عاشها وافراد عائلته بعيدا عن الدار والجار والاصدقاء يقول ابو مرتضى: عندما وصلني تهديد بترك منزلي كنت قد عدت للتو من محلي وهو مصدر رزقي الوحيد دارت الدنيا برأسي ولم اعرف كيف اتصرف حينها وبدأ الوقت يداهمني ولم يبق امامي الا القليل، اغلقت المحل بسرعة تاركا فيه البضاعة الجديدة، وحملت زوجتي ومعها الحاجيات الضرورية والمواد الغذائية واستقلينا سيارة بدون ان اعلم الى اين سنتجه والساعة قاربت السابعة مساء، توقفت امام ابواب احد المساجد في مدينة الحسينية وناشدت امام الجامع بايجاد مأوى لعائلتي في الاقل لهذه الليلة فقط وبالفعل تدبر الرجل امري واسكنني في غرفة تابعة الى المسجد، بان التعب على قسمات وجه”ابو مرتضى “ فاكملت زوجته قائلة: لم ينته مسلسل معاناتنا الى هذا الحد بل اخذت المعاناة اشكالا متعددة فقد نفد كل المال الذي بحوزتنا فزوجي طوال تلك الفترة بلا عمل بعد ان اغلق محله في الحي الذي هجرنا منه، وقد كان مصدر رزقنا الوحيد وفقدنا بطاقتنا التموينية في زحمة رحيلنا المفاجئ عن منزلنا كما اصيب احد اطفالي بالتهاب الكبد الفايروسي، ولم يستطع ابنائي مواصلة دراستهم، ولولا مساعدة الناس في هذه المنطقة لكانت حالتنا اسوأ مما هو عليه، برغم كل ما لنا من سوء.
وهنا قطعت السيدة فوزية كلامنا ودخلت بصينية للحلوى والشربت عندما علمت اننا ضيوف”ابو مرتضى “ من
الصحافة.
قالت موجهة كلامها لي اود ان تنقلي كلامي هذا بامانة لكل الناس ان الذين قاموا بتهجير العائلات الساكنة في منطقتنا ليسوا عراقيين ولا مسلمين ونحن براء من افعالهم التي لا يقدم عليها سوى الجبناء. ويشاركنا الحديث زوجها المهندس عصام العاني لقد ترك تهجير جارنا”ابو مرتضى “ وغيره من ابناء الحي ألماً وحسرة في نفوسنا وكم كنا نشعر بالخجل لاننا لم نستطع توفير الحماية لهم من هؤلاء المجرمين وانا اعتقد ان الفرصة تبدو سانحة امام الحكومة لتضييق الخناق على هذه الثلة التي عاثت في احيائنا وشوارعنا الخراب والدمار واود من خلال صحيفتكم ان اوجه نداء الى كل العائلات التي كانت تسكن في منطقتنا بالعودة من جديد الى منازلهم واعمالهم ونحن ممتنون لابناء القوات المسلحة الذين وفروا المناخ الملائم لعودة العوائل المهجرة، فنحن عشنا مع هذه العوائل في السراء والضراء وتقاسمنا معهم الحلوة والمرة.
محافظ بغداد حسين الطحان قال: شكلت المحافظة لجنة باشرت مهامها في الغزالية والمدائن لتقييم الاضرار التي لحقت ببيوت وممتلكات العائلات المهجرة ومنها عائلة السيد ابو مرتضى التي تعرضت داره لبعض الاضرار وسرقت محتويات محله وتوقع الطحان عودة عشرات العائلات خلال الايام المقبلة الى مناطق الدورة والعامرية والعدل في اطار خطة امن بغداد التي بدأت بالاتساع لشمل الفماصل الخدمية والصحية والأمنية.
رد مع اقتباس
