آية اللّه المجاهد السيد محمد باقر الحكيم
إطلالة على السيرة الذاتية
تأليف محمد هادي
مـقدمة
الحديث عن الرجال والمواقف يحتاج دائماً إلى رؤيـــة موضوعية وحس محايد يفصل بين ما هو عاطفي وبين ما هو واقعي وحقيقي.
هذه الحقيقة واجهتنا ونحن نخوض غمار كتابة هذا العرض الموجز عن آية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم، وهي كتابة تريد ان تقوم بمهة التعريف الموجز أكثر مما تريد ان تقدم دراسة شاملة عنه، وعن حياته وحركته وجهاده وانجازاته على الاصعدة الاجتماعية والسياسية طيلة اكثر من أربعين عاماً من العمل الحركي في مختلف المقاطع والمراحل التاريخية التي مرت على العراق والعالم الاسلامي.
ولأننا لمسنا الحاجة والضرورة للكتابة عنه بسبب الطلبات الكثيرة التي ترد من أوساط مختلفة عراقية وغيرها ترغب في التعرف عليه أكثر، فقد أصبحنا بين خيارين في الكتابة عنه:
الخيار الأول، يتمثل في أن نقوم نحن باعداد أسئلة محددة يتحدث سماحته من خلال الاجابة عليها عن حياته ورؤاه وجهوده ونشاطاته بصورة شاملة.. لنقوم نحن بدور الاعداد والتقديم.
والخيار الثاني، هو أن نقوم نحن بصورة مباشرة في الكتابة عنه من خلال ما نعرفه عنه، وعن نشاطاته وجهوده، مستعينين في ذلك بالرجوع الى الوثائق المنشورة وغير المنشورة المتوفرة وبعض المعلومات الشخصية التي تجمعت من خلال المعرفة الشخصية بسماحته.
وقد رأينا ان الخيار الأول يواجه صعوبات متعددة منها عدم تفرغه لمثل هذه اللقاءات، ومنها أيضاً عدم رغبته في التحدث عن نفسه خصوصاً إذا كان يراد للحديث أن ينشر ويطبع، فلم يكن أمامنا سوى الخيار الثاني على الرغم من كل ما يكتنفه من صعوبات.
ونود أن نوضح انّ هذه الاطلالة على كل حال، لا تأتي من فراغ، بل هي نتاج معايشه يومية ومشاهدات عينية، وتجارب عمل متواصل تمتدّ الى ما يقارب العشرين عاماً، عشتها قريباً من سماحته وشاهدت الكثير من التجارب وتعلمت الكثير أيضاً، ولذلك فأن ما كتبته هو رواية شاهد عيان عاش الاحداث عن قرب وأرجو أن أكون دقيقاً فيما نقلت وفيما سمعت ايضاً، وقد شرعنا في بداية الامر في أواسط العام 1994م بكتابة موجز عنه تمت ترجمته الى عدة لغات.... ثم رأينا انّ ما كتبناه لم يكن وافياً بالغرض ولم يكن مستوعباً لكل مراحل حياته وأنشطته... فأدخلنا بعض الاضافات في العام 1996... ثم كررنا المحاولة هنا وأدخلنا فصولاً لم تكن موجودة اصلاً في الكتابات السابقة.
ونود التأكيد على اننا لم نبين في هذا الموجز الكثير من التفاصيل، بل اكتفينا هنا ببيان العناوين مع شروح موجزة لكل عنوان، ونحن نأمل ـ بعون الله تعالى ـ أن نوفق في قادم الايام الى استكمال هذا الكتاب من خلال الخوض في التفاصيل واستيعاب جهده ونشاطه وانجازاته بصورة أشمل.
وفي نفس الوقت نعتقد ان هذا الموجز قادر في المرحلة الحاضرة على تقديم صورة عن الرجل الذي تميز بالنبوغ .. والشجاعة.. والتقوى.. منذ مطلع شبابه، وهذه المواصفات هي التي اهلته ليكون من أول الأصدقاء للشهيد الصدر (رض) في أواخر الخمسينيات ثم يستمر معه على الدرب صديقاً ورفيقاً لم تفرق بينهما الأحداث والضغوطات الصعبة حتى شهادة السيد الشهيد (رض) عام 1980، وهي التي أهلته ليحتل موقعاً مرموقاً ومتميزاً في جهاز مرجعية والده الامام الحكيم (رض)، وينال بها ثقة الإمام الخميني (رض) التي عبر عنها في الكثير من الاشارات والمواقف، ومنها وصفه له بأنه (الإبن الشجاع للاسلام)([1]).
انّ ما نقدمه في هذا الموجز هو اطلالة أردنا لها ان تكون صادقة بعيدة عن لغة العواطف بما هي منحازة.
محمد هادي
27 ربيع 1419 هـ/ رجب 1422هـ.