[align=center]زعيم سُني عراقي يقول ان مطالبة بعض الشيعة بحكم ذاتي أمر خطير [/align]
[align=center][/align]
الأثنين 11/7/2005 بغداد (رويترز) - قال زعيم تنظيم سُني رئيسي يمثل مظلة لجماعات سُنية بالعراق يوم الاحد ان مطالبة شيعة علمانيين بحكم ذاتي في الجنوب الغني بالنفط سيُعَمق الانقسامات السياسية ويزيد إراقة الدماء. وقال عدنان الدليمي زعيم التجمع السُني لرويترز ان جماعته تُريد أن ترى عراقا موَحدا. مشيرا الى أن هذا الحديث خطير ويمكن ان يؤدي الى مزيد من العنف. ومضى يقول ان الدعوات لاقامة حكم ذاتي تنطوي على مخاطر للعراق وللمنطقة. وتابع الدليمي ان موقف التجمع من هذا الامر واضح جدا.
وكان سياسيون علمانيون من الشيعة طالبوا يوم السبت بحكم ذاتي في جنوب العراق الغني بالنفط في خطوة قد تعمق التوترات وسط أعمال العنف المستعرة.
ويأمل مسؤولون عراقيون في تضييق شقة الخلافات من أجل ضمان وضع دستور قبل الموعد المحدد بمنتصف اغسطس اب.
والفيدرالية هي احدى القضايا الملتهبة التي يمكن أن تؤخر هذه العملية التي تعتبر خطوة رئيسية في اطار الجهود المبذولة لتعزيز الديمقراطية بعد عقود من الدكتاتورية تحت حكم صدام حسين.
وقال بهاء الاعرجي العضو البارز باللجنة البرلمانية المكلفة بصياغة الدستور ان اللجنة تجتمع مرة أخرى يوم الاحد ومن المتوقع ان تهيمن قضية الفيدرالية ودور الدين في الدولة على المناقشات.
وقد أضيف عدد من العرب السنة من خارج البرلمان الى اللجنة الاسبوع الماضي لتعويض نقص تمثيلهم في اللجنة الناجم عن انخفاض الاقبال على التصويت في المناطق السنية في يناير كانون الثاني. وفي الاجتماع الاول للجنة الموسعة اعترض السنة على اقتراحات بالسماح لمناطق بالمطالبة بالحكم الذاتي.
وقال باقر التميمي وهو عضو بارز في الحملة الرامية الى اعطاء حكم ذاتي للجنوب ان المطالب تتضمن تشكيل برلمان اقليمي وحكومة محلية وهي امور حساسة بالنسبة لحكومة مركزية تكافح بالفعل من أجل فرض الامن والنظام.
وجاءت المطالبة بالحكم الذاتي للجنوب خلال مؤتمر عُقد في البصرة ثانية كبرى مدن العراق وحضره ما يربو على الف من مؤيدي هذه الفكرة.
وينظر السنة الى الدعوات بين الاغلبية الشيعية المطالبة بحكم ذاتي بوصفها تهديدا جديدا لنفوذهم الذي كان يوما نفوذا طاغيا في ظل حكومة صدام حسين المركزية التي كان يهيمن عليها السنة.
كما يعارض الشيعة الذين يقودون الحكومة فكرة اقامة حكم ذاتي في الجنوب وتعهدوا بالابقاء على وحدة البلاد وسط مخاوف من أن يؤدي العنف الى اشعال حرب اهلية في العراق.
وقال عبد الكريم قاسم وهو تاجر خزف شيعي في بغداد "الفيدرالية هي مجرد وسيلة للهرب من مشكلة الى مشكلة أكبر". ولكنه قال انه سينتقل جنوبا اذا كان قيام اقليم شيعي يتمتع بالحكم الذاتي كفيل بتوفير حماية أفضل له ولاسرته من العنف الذي يجتاح العاصمة.
وينظر كثير من العراقيين بعين الحسد الى الهدوء النسبي والرخاء الذي يسود الاقليم الكردي الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
ووعدت الحكومة الاقلية السُنية التي تشعر بالاحباط بدور أكبر في ادارة البلاد على أمل أن يؤدي ذلك الى احتواء التمرد الذي يقوده السنة.
ويضغط الاكراد وهم القوة الاخرى المهيمنة على الحكومة العراقية من أجل ضمانات دستورية للحكم الذاتي الذي يتمتعون به. وللاكراد حاليا برلمان وقوات عسكرية خاصة بهم.
وقد تمثل المطالبة بحكم ذاتي للجنوب والتي يمكن أن تعزز أيضا موقف الاكراد مشكلة معقدة نظرا لوجود اكبر احتياطيات النفط العراقي في الجنوب.
وتثير القضية بالفعل غليانا بمدينة كركوك بشمال العراق حيث يتنافس الاكراد والعرب السنة والتركمان من أجل السيطرة على المدينة التي تمثل مركزا نفطيا مهما.
ويمكن أن تثير المطالب بحكم ذاتي في الجنوب المخاوف في أسواق النفط العالمية التي تنظر للحكومة العراقية باهتمام من أجل اشاعة الاستقرار في البلاد وتوفير امدادت مستقرة من الخام.
وأعرب عاصم جهاد المتحدث باسم وزارة النفط عن تحفظه تجاه فكرة الحكم الذاتي وقال ان سكان الجنوب الذين حرموا من عائدات النفط تحت حكم صدام حسين سوف يلقون معاملة عادلة من الحكومة المركزية الجديدة.
وقال جهاد ان من حق جميع العراقيين السعي وراء حقوقهم. وأضاف ان الجنوب تعرض في السابق للتجاهل من حانب النظام القديم وأن الحكومة الحالية ستعمل لضمان توزيع موارد العراق على المواطنين بجميع أنحاء البلاد.
ويقول بعض العراقيين ان الدعوات المطالبة بالحكم الذاتي تمثل إشارة الى ان السياسيين العراقيين لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة.
وقال المهندس نايل احمد من بغداد "كل شخص يهتم بمصالحه. لا أحد يهتم بمصلحة العراق .. كم وزارة دفاع يمكن أن تكون في بلد واحد."