الاحد 19 فبراير 2006م، 20 محرم 1427 هـ

عبر تشكيل ائتلاف سني كردي علماني
مزاعم حول خطة أمريكية لإطاحة الجعفري وتولية الأكراد حكومة العراق




الخطة تهدف لإبعاد الجعفري وتولية المهدي رئاسة الجمهورية

بغداد- قدس برس

قالت مصادر عراقية، مقربة من دائرة الاجتماعات والمفاوضات الجارية حالياً بشأن تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إنّ السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زادة يسعى –على ما يبدو- باتجاه "انقلاب أبيض"، لتغيير التوازنات السياسية في البلاد، وسحب البساط من تحت أقدام الائتلاف الشيعي المسيطر عبر تشكيل ائتلاف كردي سني علماني أوسع تعهد إليه بتشكيل الحكومة الجديدة.

وبحسب تلك المصادر التي تحدثت لوكالة قدس برس؛ فإنّ الاختيار الشيعي، لإبراهيم الجعفري، لرئاسة الوزراء لفترة جديدة، قلب الكثير من الحسابات الأمريكية، وحسابات الأطراف السياسية الأخرى، وخاصة بين الكتلتين الكردية والسنية.

وتشير المصادر إلى أنّ اتجاهاً قوياً تغذيه الإدارة الأمريكية في العراق، يسعى إلى تشكيل كتلة برلمانية جديدة، تتألف من الأكراد، وجبهة التوافق العراقية (السنية)، والقائمة العراقية (مختلطة) بزعامة إياد علاوي، بالإضافة إلى القوائم السنية الأخرى، وهي قائمة صالح المطلك، وقائمة مشعان الجبوري.

وسيكون لهذه الكتلة مجتمعة 138 مقعداً برلمانياً، مقابل 130 مقعداً، لصالح الائتلاف، وبالتالي فإنّ بإمكانها ترشيح رئيس الوزراء بعد رفض ترشيح الائتلاف العراقي الموحد لإبراهيم الجعفري من خلال التصويت. وتبني خطوة كهذه على أساس أنّ الائتلاف الشيعي يحتاج إلى ثمانية أصوات إضافية من أجل دفع مرشحه للفوز بتصويت البرلمان بالأغلبية البسيطة، وهو أمر ستكون قادرة عليه الكتلة الجديدة.

وتتابع المصادر أنّ الكتلة الجديدة تملك رؤية مختلفة لقراءة توزيع المناصب، تتلخص في إسناد رئاسة الوزراء إلى القيادي الكردي البارز "برهم صالح"، الذي يلقى قبولاً من قبل العرب السنة وعدد كبير من الشيعة، إضافة إلى الأكراد، مقابل إسناد منصب رئاسة الجمهورية إلى الشيعي عادل عبد المهدي، فيما سيكون منصب رئاسة البرلمان من نصيب العرب السنة. ويتوقع أن يكون بين عدنان الباجه جي، العضو في قائمة علاوي، وطارق الهاشمي الأمين العام للحزب الإسلامي، عضو جبهة التوافق.

وتقول المصادر أنه باعتبار أنّ ضمان نجاح التوزيع الجديد سيعتمد بالدرجة الأساسية على عملية التصويت لصالح إبراهيم الجعفري في البرلمان؛ فإنّ الأطراف السياسية في العراق ترغب على ما يبدو في حسم الموضوع قبل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان.

ويعتقد كثير من المحللين أنّ الأكراد ليسوا راضين عن هذا الاختيار، بسبب تهميش وزرائهم في الحكومة المؤقتة، وتجاهل قضية كركوك، التي أصبحت مثار جدل بين التحالف الكردستاني والائتلاف الشيعي.

كما أنّ اختيار الائتلاف للجعفري لرئاسة الوزراء، وجد عدم رضا من العرب السنة، الذين يتهمون حكومته "بالطائفية" وبشن سلسلة طويلة من عمليات الانتقام ضد مدنهم وقراهم ومساجدهم.

ويزيد من وزن هذه المواقف المعارضة للجعفري؛ وجود أطراف داخل الائتلاف الشيعي نفسه، رفضت اختياره لهذا المنصب، ولم تحسم تسميته إلا بالتصويت الذي أظهر تفوقه بفارق صوت واحد عن مرشح المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عادل عبد المهدي.

ويرى المحللون أن محاولة إبعاد الشيعة عن موقع الصدارة قد يكون أيضا مرتبطا بالمساعي الأمريكية لإبعاد الورقة الإيرانية في العراق، والتي تخشى الولايات المتحدة توظيفها من جانب طهران إذا ما وقعت مواجهة مفتوحة بين البلدين.