النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,596

    هــــل سوف تتعرض مدرسة الشهيـــد الصـــدر الفكرية للإنقــــراض؟

    [align=justify]
    [align=center][mark=FFCCFF]
    [mark=999900][mark=FFCC33]هل سوف تتعرض مدرسة الصدر الفكرية للانقراض؟[/mark][/mark]
    [/mark]
    [/align]
    [align=center][/align]
    [align=center]محمد عبدالجبار[/align]



    كشف الطاغية صدام حسين في لقائه الاخير بالامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر عن الدوافع الحيقيقة التي دفعته الى التخلص من الامام وتصفيته جسديا، بعد ان اتضح له صعوبة تصفيته فكريا.
    ودار ذلك الحوار الذي قدر لي ان اطلع على مسودة محضره بقلم الشخص الثالث الذي كان حاضرا في ذلك اللقاء الفريد، وما زال يرفض نشره، حول ثلاثة مسائل هي:

    اولا، موقف الامام من الثورة الاسلامية الايرانية والامام الخميني، وقد عبر الامام بوضوح وحسم كاملين عن تأييده للثورة، وقال لصدام اذا كنتم ثوريين ومعارضين للاستعمار حقيقة فعليكم ان تؤيدوا هذه الثورة التي قضت على احد ركائز النفوذ الاميركي في المنطقة. ورد صدام على الامام قائلا ان الخميني خاطب رئيس الجمهورية احمد حسن البكر بقوله السلام على من اتبع الهدى، فكيف يمكن ان نؤيده، وسأل الامام الصدر ان كان يوافق الخميني على هذا فرد الامام قائلا ان الامام الخميني فقيه ومجتهد وهو الذي يقدر عمله.

    اما المسألة الثانية، فهي الموقف من حزب البعث العربي الاشتراكي والطلب من الامام اعلان تأييده له الامر الذي رفضه الامام بطبيعة الحال.

    ولا اذكر ان صدام توقف كثيرا امام هاتين المسألتين لأن المساحة الاكبر من الحوار تركزت حول

    المسألة الثالثة في ذلك اللقاء التاريخي الحاسم. وتلك هي الموقف من المشروع الاسلامي.

    في هذا المقطع من الحوار كشف صدام ليس فقط عن جهله بالاسلام، وانما عن موقفه العدائي منه ايضا. وقال للامام انك تريد ان تعيدنا الى القرن السادس الميلادي بالدعوة الى تطبيق القانون الاسلامي الذي جاء به محمد، في حين ان القوانين تتغير بتغير العصور والمجتمعات. فرد عليه الامام قائلا انه لا يدعو الى تطبيق القانون الاسلامي كما جرى تطبيقه في المدينة، بغض النظر عن تطور المجتمعات، وانما يدعو الى استلهام القيم والمبادئ العريضة العامة التي جاء بها الاسلام، من اجل صياغة قوانين جديدة تناسب المجتمعات الجديدة، واذا لم تخني الذاكرة فأن السيد الصدر قال بحسب المحضر المذكور ان المجتمع هو الذي يضع قوانينه، بحسب حاجاته. وقد اسهب الامام الصدر في شرح تصوره للاسلام وفهمه له فيما يمكن ان نطلق عليه الان الفهم الحضاري للاسلام ، رغم الموقف الصعب الذي كان يحيط بالحوار الغريب الدائر بين طاغية متفرعن وبين امام اعزل سوى من الايمان بالله والعلم الذي من له عليه. وهو حوار يذكرني بنظيره الذي دار بين ابراهيم و طاغية عصره والذي يذكره القران الكريم في بعض اياته كما في قوله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِي حَآجّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ؛ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيم:ُ رَبّيَ الّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ. قَال:َ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ‍. قَالَ إِبْرَاهِيم:ُ فَإِنّ اللّهَ يَأْتِي بِالشّمْسِ مِنَ الْمَشْرق،ِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ‍‍‍‍‌ فَبُهِتَ الّذِي كَفَر وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ} (البقرة 258). مع فارق ان طاغية ابراهيم تركه يمضي الى حال سبيله، في حين ان طاغية الصدر قتله، ولهذا نعلم ان حتى الارهاب تطور مع توالي الازمان والعصور.

    وكان هذا هو في الحقيقة مقتل الامام الصدر؛ وليس مجرد رفضه اعلان التأييد لثورة صدام وحكومته، وليس مجرد رفضه اعلان موقف معارض لأيران. ذلك ان قتل الصدر لأنه لم يعلن تأييده لثورة صدام لا ينتج منه اي موقف على هذا الصعيد، بل قتل الامام يؤدي الى حرمان صدام من اي امكانية لتبديل الموقف مستقبلا، وهي امكانية يحسبها اي سياسي ناضج. لكن الذي قتل الصدر هو كونه صاحب مدرسة فكرية وطريقة خاصة في فهم الاسلام، ومن شأن هذه المدرسة ان تشكل تحديا مباشرا لكل طموحات صدام المريضة. وبالتالي قتله قد يساهم في اجهاض هذه المدرسة الفكرية و تصفيتها، خاصة وان التصفية الجسدية لصاحب المدرسة الفكرية ثم لأتباعها تخلي الساحة بنظر صدام من المنافسين الحقيقيين لأطروحته المتخلفة في الحكم.

    وقد يجادل البعض في هذا الكلام ويعتبر انه ينطوي على مبالغة، في كون الصدر صاحب مدرسة فكرية، الامر الذي يقتضي منا وقفة سريعة امام مصطلح المدرسة والمدرسة الفكرية ومدى انطباقه على السيد الصدر.

    يشير هذا المصطلح عادة الى ثلاثة امور، هي:

    اولا، منهج خاص في التفكير،

    ثانيا، محتوى معرفي يتراكم على اساس ذلك المنهج،

    ثالثا، مجموعة من الاشخاص يتبعون المنهج ويؤمنون بالمحتوى الفكري الناتج عنه. وقد يتألف هؤلاء الافراد من مفكر مبرز او عدد من المفكرين المبرزين من جهة، ومن عدد من الاتباع والمريدين والانصار من جهة ثانية.

    وتشير قوامس اللغة الانجليزية على سبيل المثال الى هذه العناصر الثلاثة في مصطلح المدرسة والمدرسة الفكرية. فقاموس اكسفورد الجديد يقول ان المدرسة هي منهج او طريقة او اسلوب او مقترب ذا مواصفات مشخصة، من جهة، وهي مجموعة من الاشخاص وغالبا ما يكونون من الكتاب والمفكرين والفنانين الذين يشتركون في نمط معين من المنهج او الاسلوب او الطريقة او المقترب.

    وهذا هو تقريبا نفس المعنى الذي تذهب اليه الموسوعة البريطانية في تعريف المدرسة حيث تقول ان المدرسة هو مجموعة اشخاص يتبنون فكرا مشتركة او يتبعون معلما او فيلسوفا مشتركا.

    وتنطبق هذه التعريفات على السيد الصدر خير انطباق. فقد كان الصدر وقبل كل شيء مفكرا وليس مجرد فقيه او باحث او كاتب او مناضل سياسي. وانا اعتقد ان المفكر يمكن ان يعرف ويشخص بثلاثة امور هي:

    [mark=FFCC00]اولا، الاتجاه النقدي لما حوله ولما بين يديه من افكار و ظواهر. [/mark]

    وهذه ظاهرة ملموسة بقوة في اعمال السيد الصدر، بل ان اعماله كانت عبارة عن محاججات وردود ونقض لأفكار اخرى، سواء على الصعيد الاسلامي ام على الصعيد الفكري العام، ثم العمل على تقديم بدائل لها، وهذه هي صورة المنهج النقدي الكامل لدى الصدر، مما فصلناه في دراسة سابقة. وينطبق هذا على ماقدمه الصدر في علم الاصول والفقه والتفسير والاقتصاد والمنطق والفلسفة.

    [mark=FFCC00]ثانيا، القدرة على الانتقال من الملموس الى المجرد، اي القدرة على التجريد وبالتالي ابتداع النظريات. [/mark]

    ويكفي ان نذكر في هذا المجال ان الصدر كان هو صاحب الدعوة الى انتاج فقه النظريات الاسلامية في مختلف مجالات الحياة، الامر الذي كان كتاب اسلاميون بارزون يتجنبون الخوض فيه لهذا السبب او ذاك.
    ثالثا، القدرة على توليد الافكار وانتاجها. واثبات هذه الخاصية للسيد الصدر لا يحتاج الى مؤونه وتكلف فقد ترك الصدر مكتبته ضخمة من الاعمال الرائدة ما زالت بحاجة الى الكثير من العمل والاكتشاف والدراسة.

    ولم يكن الصدر مفكرا فقط، بل كان مفكرا ذا منهج فكري ومعرفي خاص به؛ يقول الصديق غالب الشابندر، وهو باحث قدير، في رسالة بعثها لي حول السيد الصدر:"وفي ضوء هذا المعيار يمكننا ان ندعي بان محمد باقر الصدر مدرسة فكرية، ليس لأنه خزين من المعلومات فقط، بل لأن الرجل قبل كل شيء اختط لنفسه قواعد تفكير مبتكره تتيح له ولغيره الاكتشاف اولا، والخلق ثانيا، والاستشراف ثالثا"[1]، باعتبار ان المفكر او صاحب المدرسة الفكرية يبدأ في طموحه وحركته وانتاجه من منهج خاص به، وليس من المعلومات التي يختزنها مهما اتسمت هذه المعلومات بالجدة والطراوة، حيث تتعلق المسألة بقواعد التفكير اكثر مما تتعلق ب(كم) معلوماتي، حسب تعبير الشابندر.

    وفي التفصيل رصد الشابندر ثلاث ظواهر في الابداع الصدري اضفت عليه صفة المفكر، وجعلت منه صاحب مدرسة فكرية.

    اما الظاهرة الاولى فهي "منطقه الذاتي" الذي تجاوز فيه كلا من المنطق العقلي والتجريبي.

    ويكمن الابداع هنا في نقض ارسطو، وليس في تصحيح ارسطو واسترجاع الهوية الحقيقية لمصادرات واوليات المعرفة الارسطية، كما يتصور البعض.

    و الظاهرة الثانية ، هي اكتشاف فكرة المثل الاعلى كمحرك اساسي للتاريخ، وهي فكرة تطرح منهجا تفسيريا لفهم حركة التاريخ، في الوقت الذي تعلمنا فيه كيف نصنع التاريخ حيث يمثل المثل الاعلى قاعدة مذهبية قبل ان تكون صورة مجسدة في الذهن.

    والظاهرة الثالثة اعتبار الاخلاق صيرورة تاريخية تنبع من مجمل حركة المجتمع، الامر الذي يقود الى القول بان لكل مجتمع هويته الاخلاقية الخاصة. وفي التطبيق يؤدي ذلك الى القول بصعوبة التوسل بالاخلاق الغربية لأنهاض المجتمع الاسلامي، ومن ثم التشديد على ضرورة الدمج بين النهضة والاخلاق.
    [2]

    لقد شكل الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر بناء على هذا التفصيل مدرسة فكرية لها اصولها وخصائصها الفكرية والمنهجية المتميزة، وقد تمثلت هذه المدرس في ما خلفه الصدر من بحوث ودراسات سواء على مستوى النشر العام ام على مستوى الدراسات الحوزوية وبحوث الخارج التي نشر بعض تلامذته قسما منها، كما تمثلت في المريدين والتلاميذ والانصار الذي تركهم السيد الصدر.

    بل اننا نقول هنا ان المدرسة الفكرية للامام الصدر لا تتمثل فقط في ابداعاته على مستوى الفقه والاصول، مع ما يحتله هذان العلمان الجليلان من اهمية فائقة على الصعيد الاسلامي، وانما في منهجه الفكري والعقلي وفي مساهماته الرائدة في الكشف عن كنوز النظرية الاسلامية في الاقتصاد والتاريخ والاجتماع وغيرها من مجالات المعرفة. مع فارق جوهري هو ان ابداعته الاصولية والفقهية تهم قطاع محدود من الامة هم المشتغلين في العلوم الحوزوية، في حين ان ابداعاته الاخرى تهم عموم الناس من مختلف الاتجاهات.

    لكن يجب ان لايصيبنا هذا الاعتقاد المقرون بحب الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر الى عدم القدرة على رؤية الخطر المشير الى امكانية تعرض مدرسة الشهيد الفكرية الى الا نقراض والانزواء في احدى زوايا التاريخ الخاص بالفكر الاسلامي. ذلك ان انقراض اي مدرسة فكرية ليس بدعا من الامر. فلطالما لف النسيان الفكري مفكرين عظام لم يبق من جهودهم الفكرية سواء الذكرى الحسنة التي يقيمها اولئك المعجبون والمحبون دون ان يتمكنوا من اعادتها الى الحياة مرة اخرى.

    وانما يتحول اي مفكر الى مدرسة فكرية فيما لو امكن تعميم منهجه الفكري والعلمي وادخاله في الدوائر الفكرية والعلمية المختلفة، من جهة، وفيما لم امكن تحويل افكاره الى قاعدة للانطلاق الى افكار جديدة، من جهة ثانية، وفيما لو شكل اتباع مدرسته الفكرية تيارا موحدا مؤثرا في حركة الفكر والحياة في مجتمعاتهم. حصل هذا لمفكرين كبار، امثال بولس و الطوسي والاشعري وكارل ماركس وغيرهم، لكنه لم يحصل لمفكرين عظام اخرين مثل ابن رشد. ونخشى ان نلحق اسم الصدر في القائمة التي تضم ابن رشد وامثاله.
    اننا نشير الى هذه المخاوف مدفوعين بثلاث ظواهر غير مسرة هي:

    [mark=CCCCCC]الظاهرة الاولى، تقاعس تلاميذ الصدر:[/mark]

    يلعب تلاميذ اي مفكر دورا كبيرا في تعميق منهجه وتعميمه ونشر افكاره وتطويرها، حتى تعرف مدرسته بهم، اذ بدون هؤلاء وجهدهم لا يكون للمفكر موقع اكثر من رفوف المكتبات وكتب تاريخ الافكار. ولعلنا لا نغالي اذ قلنا ان تاريخ الافكار يكشف ان صاحب المدرسة الفكرية لا يبذل جهدا في نشر مدرسته اكثر مما يفعله تلاميذه والمؤمنون بمنهجه. الم يعلب لينين، مثلا، الدور الاكبر في الترويج لافكار كارل ماركس وتطويرها بل تحويلها الى دولة ومجتمع حتى اصبحت النظرية تنسب له كما تنسب لصاحبها؟ ولا نغالي ايضا اذا قلنا ان تلاميذ الصدر لم يلعبوا مثل هذا الدور بالنسبة لأستاذهم. لقد تعاملوا معه كأستاذ من اساتذة الحوزة، نالوا على يديه مرتبة الاجتهاد، وحملوا لقب اية الله، واخذ كل واحد منهم يشق طريقه الخاص، اما في مركز قيادي مهم في جسم الدولة الاسلامية، او مركز قيادي مهم في جسم الحوزة ومساحة التقليد، فيما انغمس قسم اخر منهم في بحر الحزبيات والاطر السياسية ولم يكن لهم من الصدر سوى التغني باسمه، حتى لا اقول المتاجرة به!

    يتحمل التلاميذ المباشرون للسيد الصدر وعلى رأسهم اية الله السيد كاظم الحائري واية الله السيد محمود الهاشمي وغيرهما مسؤولية خاصة ليس على مستوى الحفاظ على مدرسة الصدر الفكرية انما على مستوى تعميمها ونشرها وتطويرها واستخراج مكنوناتها واكتشاف ممكناتها. لكننا لا نذيع سرا ولا نتحامل على احد منهم، ونحن نجل كل واحد منهم، اذا قلنا ان هؤلاء التلاميذ المباشرون مقصرون جدا في الوفاء لأستاذهم في تعليم الاجيال الاسلامية قواعد منهجه العقلي ومضامين محتواه المعرفي والفكري.

    لقد قال لي السيد الصدر ذات يوم: " فيما يتعلق بأسألتك الفكرية اذهب الى فلان (وذكر لي اسم احد تلامذته)، فأني ربيته لكم". وقد ذهبت فعلا الى (فلان) بعد استشهاد الصدر لكي اواصل على يديه دراسة افكار السيد، فوجدت التلميذ الذي رباه السيد لنا، نحن المثقفين، لا يدري شيئا عن الكثير من افكار استاذه باستثاء الاصول والفقه، وهما علمان للمتخصصين فقط وليس لعموم الامة كما قلت قبل قليل.

    [mark=CCCCCC]الظاهرة الثانية، ضآلة الاعمال الفكرية التي تستلهم منهج وفكر الصدر. [/mark]

    توجد الان صحيفتان ترفعان اسم الصدر وصورته، احداهما "لواء الصدر" في ايران والثانية "المنبر" في لندن، ، وتذكر احدى النشرات الداخلية لحزب الدعوة الاسلامية انها تعتمد افكار الصدر فيما يتعلق بالدولة، وهذه ظواهر صحية مشكورة، لكن في المقابل لا نجد الا القليل من الاعمال الفكرية الاسلامية مما يستند الى نظريات الصدر وافكاره ومنهجه. انني ادعي، مثلا، ان الكثير من اعمال الصدر الفكرية جاءت مكثفة جدا، وبحاجة الى تفصيل وشرح وتطوير، مما يستدعي عملا بحثيا وفكريا و ثقافيا كبيرا، لكننا لا نجد اثر جادا لمثل هذا. صحيح يقوم بعض محبي الصدر من امثال الاخوة الشيخ عبد الجبار الرفاعي وغالب الشابندر وعلاء والجوادي وغيرهم ممن فاتني ذكر اسمائهم بالتحليق في الفضاءات الفكرية للسيد الصدر، لكن غيرهم يقوم بتأليف كتاب عن الدولة الاسلامية، مثلا، و لا يكلف نفسه عناء الرجوع الى السيد الصدر في استجلاء بعض النظريات المتعلقة بها.

    يحضرني مثال مؤلم الان. فقد اعد الباحث الاسلامي القدير الصديق رشيد الظالمي رسالة دكتوراه عن المشكلة الزراعية تحدث في بعض فصولها عن مفاهيم التنمية في الفكر الاقتصادي، لكنه لم يتعرض لمفهوم التنمية عن السيد الصدر، وحينما سألته عن السبب قال انه لم يكن يعرف ان للصدر مفهوما خاصا لها!

    [mark=CCCCCC]الظاهرة الثالثة تشتت اتباع المدرسة الصدرية فكريا وسياسيا.[/mark]

    يعاني الصدريون من ظاهرة خطيرة ومؤلمة هي ظاهرة التشتت والتشرذم، واحسب انها امتداد لظاهرة اكبر هي التشتت العام في الحالة الاسلامية العراقية. وقد اعددت دراسة خاصة لهذه الظاهرة امل ان اوفق الى نشرها قريبا. ولهذا فسوف اترك الحديث عن هذه الظاهرة الان، مكتفيا بالقول ان تشتت الصدريين الى فئات واحزاب وجماعات وافراد يضعف المدرسة الفكرية الصدرية ويقلل من قدرتها على العطاء والتأثير والتواصل.

    [mark=CCCCCC]الظاهرة الرابعة، تحجيم الصدر:[/mark]

    لقد تعرض السيد الصدر الى ابشع عملية تحجيم يمكن ان يتعرض لها اي مفكر مثله. وربما ارتكب البعض ممارسات التحجيم عن حسن نية، لكني هنا لا احاسب على النيات، وانما اشير الى نتائج الاعمال. لقد كان مقدرا للصدر ان يطل على الساحة كمفكر اسلامي عام، فضلا عن القول كمفكر انساني تتسح له كل افاق الانسانية العالمية. لكن بعض الممارسات الخاطئة حولته الى شخصية حزبية مؤطرة، مرة، والى مرجع تقليد لابد ان يفقد مسوغات الرجوع اليه بالقول بعدم شرعية تقليد الميت، مرة ثانية،وغير ذلك مما شابهه.
    وبعد..

    قد يكون فكر الصدر ومنهجه من القوة بمكان ما يضمن لهما البقاء والديمومة، لكن ظواهر التقاعس والاغفال والتشتت والتحجيم قد تؤدي الى تحويله الى ذكرى سنوية بعد ان كان ينغي له ان يبقى كمدرسة فكرية تفسر العالم وتسعى الى تغييره، على اساس فهم حضاري متميز للاسلام.


    --------------------------------------


    [1] غالب الشابندر، رسالة خاصة بتاريخ 6 نيسان 2001، ويلاحظ ان الشابندر يعطي للمنهج العقلي اولوية في تعريف ا لمدرسة الفكرية، حيث يقول في رسالته ان "مصطلح مدرسة فكريةينقل الذهن بشكل مباشر او غير مباشر الى مصطلح منهج التفكير لأن المدرسة بحد ذاتها امارة ارشاد وليست مجموعة متراكمة من المعارف والمعلومات مهمت بدت عميقة وواسعة ومتماسكة" ويظيف بان المنهج المعرفي هو "طريق اكتشاف وسبيل خلق ووسيلة استشراف".
    [2] غالب الشابدر، المصدر السابق
    [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    1,948

    افتراضي

    لعن الله صدام حسين وزمرته اولا
    الشهيد يبقى شهيد ومخلد ان شاء الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني