أن الفكرة في خط التطبيق علي أرض الواقع , هي ما تعطي الاهمية و القيمة للفكرة , لذلك أن الافكار الخيالية السائحة في عالم الاحلام لا تلاقي أي قبول من العامة , فيما عدا من يعيشون الاستثناء في التفكير و الاهداف , و من يعيشون العزلة المجتمعية عن الناس , و نقصد بهؤلاء الخياليين , هذه الفئة من أنطوانيتيين التفكير ( اذا صح التعبير ) ممن يطالبون للشعب بالكعك , و الشعب ليس لديه حتي الخبز ليأكله.

أن الاحساس بمعاناة الاخرين من المحرومين و المظلومين و المسحوقين تحت سياط التأمر الاستكباري المستمر علي شعب العراق الجريح منذ زمن طويل , أن مثل هذا الاحساس و التفاعل مع هموم الناس , هو أمر مطلوب لكي لا نصبح من الذين يطالبون بالكعك و الناس ليس لديهم حتي قطعة الخبز.

و يقول علي بن أبي طالب : لو كان الفقر رجلا لقتلته.
و قال أبو ذر الغفاري : أعجب لمن لا يجد قوت يومه , لم لا يخرج علي الناس شاهرا سيفه.

أن الحرمان و الفقر شي فظيع علي الانسان تحمله , و الافظع أن تعيش في أغني بلد في العالم , و لا تجد من أساسيات الحياة الانسانية البسيطة , المتوافرة في أفقر البلدان في أفريقيا و أسيا حتي أصغر قرية هناك , و لا تجدها في أغني بلد في العالم؟؟؟!!!!! و هو العراق الجريح.

لست خبيرا في الاقتصاد , أو ما شابه , و لست أريد في هذه المقالة التنظير علي العامة و القاريء الكريم, بل أريد المطالبة بتوفير خدمات أساسية ضرورية لحياة أي أنسان في الالفية الثالثة , و من المعيب عدم توافرها في أغني بلد في العالم , و أيضا أكثر بلد في العالم يحمل شعبه رسائل للدكتوراة و الماجستير.

في مفارقة مضحكة مبكية , نقول :

عندما توقف العراقيين عن القراءة لظروفهم الخاصة علي مدي سنين المعاناة من نظام مجهول الاب المجرم صدام ولد صبحة التكريتية , مرورا بالمعاناة الحالية في دخول العراق الجريح ضمن مخططات الاستكبار العالمي المجرم و الصداميين الجدد.

نقول:

عندما توقف العراقيين عن القراءة أنهارت صناعة الكتاب العربي و توقفت حركة الترجمة , لأن من كان يقرأ توقف عن القراءة.

فالشعوب العربية الامية الجاهلة التي لا تقرأ لديها كهرباء , و الشعب المثقف الوحيد الذي يقرأ في المنطقة العربية, ليس لديه كهرباء و لا مجاري و لا أمن و لا ماء صحي نظيف.

أن هذا الشعب العراقي الجريح , و هو رمز الحضارة العربية و هو منجم الفكر العربي و الانساني منذ بداية الانسانية بأول عراقي علي أرض السواد و هو أدم , مرورا بأبراهيم الخليل و الحضارات الانسانية و الاسلامية المتعاقبة علي أرض السواد.

هذا الشعب المثقف , محروم من الكهرباء و الماء و الصرف الصحي في الالفية الثالثة , ناهيك عن الامن , و أنعدامه.

لست أعرف أين ذهبت ألاف الملايين و اقول( ألاف الملايين) من الدولارات من بلد يضخ النفط لأكثر من سنتين بكميات لا يعلم حجمها ألا الله و الاستكباريين العالميين ؟؟؟؟

و لا أعرف أين ذهبت الملايين و الملايين من الارصدة المالية في بنوك العالم العائدة لشعب العراق الجريح؟

و أين و اين أخري من الاسئلة التي لا تنتهي؟

أسأل كل هذه الاسئلة , و المستضعفين المحرومين في العراق الجريح , محرومين من الماء النظيف و الكهرباء المتواصلة , و حتي أبسط ما يحفظ كرامة الانسان الادمية من شبكات الصرف الصحي.

أن هناك حرمانا و مظلومية كبيرة تضاف الي مسلسل القتل الذي لا ينتهي و بحر الدم الذي غرق به العراق الجريح.

لا أعرف ماذا أقول :

ألا ان أطالب بتوفير أساسيات الحياة الادمية لهذا الشعب المسكين الغارق من هنا في المؤامرة الاستكبارية العالمية بتنفيذ من الصداميين الجدد و هناك في القتل الاستخباراتي المنظم و هنالك في التفجيرات الطائفية القذرة.

لسنا نريد الكعك الخيالي بل الخبز الحقيقي للعراقيين المظلومين( اذا صح التعبير).

الدكتور عادل رضا