النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    Lightbulb (( إلى متى ؟ وماذا بعد ؟!))

    كثيراً ماينتاب المواطن العراقي وهو خارج بلده ، إحساس بالغربة واليتم وهو بعيد عن أهله ووطنه ، ويشعر وكأن شيئاً احترق داخله ، يشعر وكأن داخله جنازة بمشيعيها ، لاذكريات وردية في الماضي الحزين المثقل بالمعاناة والظلم يعود إليها حتى يخفف عن ما هو فيه ولا واحة ظليلة في حاضره الأعمى ، يهرب إليه لتقيه حر هذا الواقع المجهول لمصير ومستقبل شعبنا الذي يتطلع نحو الحرية وتحقيق الديمقراطية وغيرها من متطلبات العيش الكريم بكرامة وعزة نفس .
    يسمع ويرى ويقرأ تحليلات السياسيين حول مستقبل العراق ما بعد نظام صدام ، وما يتبعه من تطورات سياسية وتناحرات أهلية قد تحصل نتيجة اختلاف وجهات النظر وتضارب المصالح والأيدلوجيات التي يتبناها البعض في المعارضة العراقية.
    لا يستطيع أن يهرب إلى نفسه والخروج من جلده ، ولا يستطيع أن يفترش السطح ليعدّ النجوم ، أو يجلس على ساحل البحر ويصيح بكل مافي حنجرته من قوة ،
    ياالله يانور المستوحشين في الظُلَم … يتساءل بينه وبين نفسه إلى متى ؟ وماذا بعد ؟!
    يحاول أن يفهم ، يطرح أكثر من سؤال ويضع أكثر من علامة استفهام حول السيناريوهات الأمريكية التي قد تطيح بالنظام العراقي وماهومصير شعبنا ومستقبله وسط خلافات المعارضة ، مابين مؤيد ومعارض لطريقة وأسلوب وأداة التغيير، فيجد نفسه بعد طول تمحيص وتحليل أنه يدور كالناعور، الذي يسقي الفجل في بستان أبو سلمان ، دائماً يعود من حيث بدأ والى النقطة التي منها انطلق ، وهكذا تبقى أسئلته التي لاتجد لها جواباً شافياً وجراحه تنزف ، تنتظر الطبيب المجهول.
    شهوراً وسنوات وهو يصارع الغربة ، يطمح ويأمل بحل يشفي غليله ، ويمنحه الحق في العيش بوطنه بكرامة وإنسانية دون تمييز طائفي أو قومي أو تفرقة واستبداد وقمع.
    سنوات من المعاناة يحمل فيها هماً وثقلاً من الظلم والفواجع يبحث عن خيمة عراقية معارضة تخلّصه من ماهو فيه ، تقاسمه أحزانه وهمومه ومواجعه وتشد على يديه للنضال والتحرر، تفتح له ذراعيها لتحقق ما يصبوا له من العمل المعارض الشريف ، وتشعره أنه في خيمة من المناضلين دخلها وكأنه عصفور مبلل صغير وجد الدفء. خيمة من العراقيين الشرفاء تشعله من الداخل وتضيء كل الفوانيس المطفأة داخله،
    تعيد النبض إلى قلبه والحياة إلى روحه ، تأخذ بيديه وتزج به في بحر السياسة ، يحاول وبكل الجهود أن يقدم ما يحمله ظميره من وفاء واخلاص وتضحية في الغالي والنفيس. وبعد سنوات من الإخلاص والوفاء في عمله المعارض في هذه الخيمة ، يصطدم بالحقيقة المرة ، الموغلة بالمرارة وهي أنه كان يجري وراء السحاب ، وأنه كان في خيمة من المنافقين والمتملقين ، تربطهم المصالح الشخصية المشتركة ، لا مكان للمناضل الشريف والمخلص بينهم .
    ومن دافع الحرص والخوف على وحدة وتماسك الفصائل المعارضة ، يدعوا الله سبحانه أن يشد أركانها كي تصمد أمام الريح وحتى تكون قادرة على التصدي ومواصلة المسيرة لتحقيق حلم شعبنا في التخلص من النظام الدكتاتوري في العراق والحصول على الحرية والعدالة والمساواة والحكم حسب الدستور .
    ويدعوا كذلك أن لا يجد نفسه في الأخير يستمع إلى قارئة الفنجان وهي تقول:
    (( وستعلم يا ولدي بعد رحيل العمر أنك كنت تطارد خيط دخان )) .

    علي العسكري
    ضابط معارض مستقل

    [email protected]
    ))):- ))):- ))):-

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    خاطرة جديرة بالتوقف .
    اذ بعد تواجد طويل في الغربة وبكل ما تحمله من معاناة وظروف ترى كم منا مستعد ان يعود الى البلد الذي هجره. وان كان يريد ان يعود فكم من الأجيال الجديدة التي نشأت في هذه الغربة وشربت ماءها وذاقت طعامهامستعد ان يعيش واقع الوطن والغربة الجديدة فيه. اظن اننا كعراقيين امتزجت الغربة بدمنا وبالتالي اصبحنا لا نتصور ان يكون هنالك عراقي ما دون احساس عميق ودفين بالغربة. سواء تواجد في وطنه ام في غربته. والغربة في كثير من الأحيان هي وطن كما ان الوطن في اصله اصبح غربة. الذي اخشاه ان تؤدي هذه الحالة الطويلة من الغربة ومع هذه المعمعة والحداثة والعولمة وانتشار الدين الليبرالي الأميركي الى تحول اجيال الغربة في الوطن او في المهاجر الى حالة "طول الأمد وقسوة القلوب". نسأل الله السداد.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني