العراقيون فصيلة ارواحهم معطاءة

عصام حسن*
[email protected]

الحديث في الشأن العراقي-هذه الايام- لم يعد مقتصرا على العراقيين فحسب، بل امتد ليشمل كل الجنسيات العربية والاسلامية.
وكم كان المرأ يتمنى لو كان ربع هذا الاهتمام العربي والاسلامي موجودا ايام حكم الطاغية صدام حسين، لغيّر الكثير من القناعات السائدة والمتكلسة بفعل التراكم الزمني.
خلاصة الفكرة الفكرة المتداولة هذه الايام ان العراقيين يجيدون لغة التضحية والفداء، لكنهم لايجيدون"لعبة" تسويق قضيتهم العادلة، وانهم يفتقرون الى القدرة على الاستماع ل"نصائح" الاخرين من اخوانهم، الذين يستشعرون الامهم ويتمنون زوال الكابوس الجاثم على صدورهم،ويذهب البعض بعيدا وهو يود لو استمع العراقيون لنصائح الاخرين،لتشكيل جبهة من المتضامنين معهم من لبنان والبحرين والكويت..........الخ، لان في هذا قوة لهم.
اعلموا رعاكم الله ورضي عنكم ان اكثرية العراقيين قدّموا لهذه الامة كل شيء دون مقابل، اساسا هم لايعرفون قاعدة"هات وخذ"، انهم بطبيعتهم يحبون البذل والعطاء، يجودون من اجل قيمهم ومبادئهم بكل شيء،حتى بارواحهم، وهذا درس تعلموه من الحسين بن علي (عليهما السلام)، ولعلكم تستغربون اذا قلت لكم بان العراقيين فصيلة ارواحهمO اي انهم يعطون للجميع ولا يستطيعون ان يأخذوا من الجميع، وهذا التاريخ شاهد هلى ما اقول، اقرؤه بتجرد وموضوعية، ستجدوننا قد كتبنا معظم صفحاته المشرقة بدمائنا، لا نريد ان نمن بهذا على احد، ولكنه ايماننا وعقيدتنا ومبادئنا نرويهم بنجيع الدماءبكل سرور وفخر واعتزاز.
يخطأ من يظن ان تاريخنا المدمى قد بدأ بالمقابر الجماعية، بل ان هذه المقابر ليست سوى صفحة في تاريخ طويل، لقد اعطى العراقيون للجميع كل شيء، فماذا اعطى الاخرون لهذا الشعب وهو يمر بمحنة اقسى عشرات المرات من ما يمر به الفلسطينيون في وطنهم.
قدر التاريخ والجغرافيا والغيب، كلها اجتمعت ليكون العراقي هذا المذبوح الذي يعطي من دمه لتبقى شعلة الوعي مضيئة، ربما لايجيد العراقي "تسويق" ظلامته، او تضخيم تضحياته، فقد تعود الاهل ان ينادوا ابناءهم باسم التصغير تواضعا، فمحسن يصبح"محيسن"، والحوش يصير"حويش" وهكذا.
ربما لانملك في الختام للذين يريدون منا ان نتعلم فن" تسويق" قضيتنا، ومواكبة"حداثة" الخطاب السياسي، باننا لانستطيع ان نكون كما يريدون، فما في قلوبنا يترجم على السنتنا دون زيادة او نقصان، وهذا نقص كبير بمعايير القرن الواحد والعشرين.