النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    59

    افتراضي هل رؤيا النبي والائمة في الأحلام لها حجة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كما هو معروف لكل البشر ان العقل هو النور الذي نميز به الحق من الباطل وهو نبي الباطن معصوم من الخطأ لمن اتبعه بصورة سليمة ,ومن عقائدنا ان اصول الدين لا يجوز فيها التقليد ولابد ان تكون بالدليل العقلي .
    وبعد ان اثبتنا اصول الدين التي جاء بها النبي (ص) بالدليل توجب علينا ان نعمل بشريعته(ص) واهم اركانها هو القرآن الذي بين أيدينا والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والسنة الشريفة , والطريق اليها هو ماروي عن النبي(ص) وأهل بيته عليهما السلام من قول او فعل او تقرير ودونه العلماء في كتبهم اما طريق الرؤيا فلا يعتبره العلماء حجة شرعية ولا يجب الأخذ به حتى ولو كان أمر من النبي(ص) او من الأئمة عليهم السلام.
    ان الروئيا مرة من الله وهي صادقة ومرة من الشيطان ومرة مايحدث به الانسان نفسه وغير ذلك والشيطان عدو للأنسان فمن مكائده واضلاله للناس يأتيهم بالاحلام ولذا فهو يأتي الى اهل العقائد المنحرفة ليثبت هذه العقائد الضالة في الرؤيا بل حتى في اليقضة كما اخبر الامام الصادق(ع) ان الشيطان تراءى لبنانا والسري وبزيغا في احسن ما يكون صورة آدمي وهؤلاء لهم عقائد فاسدة, واحيانا يريك رؤيا سيئة بأحد المؤمنين لكي تظن به سوئا, وما اريد اثباته هنا ان الرؤيا لا تكون بحال من الاحوال دليلا على صدق الدعوى , فقد خرج مؤخرا من يدعي انه المهدي ومن يدعي انه اليماني وما الى ذلك وبما ان دليلهم غير ناهض استعانوا لصدق الدعوى بالأحلام وهنا يأتي دورالشيطان , ان قضية الامام المهدي واليماني وغيرها ومعرفتنا لهم جائتنا عن طريق علمائنا الذين قالوا لنا ان الحجة لا تثبت بالاحلام فأن صدقناهم بهذا-بوجود مهدي ويماني- فيجب ان نصدقهم بذاك ايضا–اي عدم حجية الرؤيا-.
    ان هذا الامر –ادعاء المهدية والبابية والنيابة-ليس جديدا فهو بدء من زمن الأئمة عليهم السلام وهم من الكثرة بحيث يصعب ان نذكرهم بهذا الموضوع المختصر وطبعا كل واحد يأتي بتلبيس فيصدقه البعض وعلى سبيل المثال نذكر مثال في زمن الائئمة(ع) ومثال في العصور المتأخرة المثال الأول :
    البشرية: اصحاب محمد بن بشير الذين يقولون بأن الامام الكاظم(ع) لم يمت وانه الامام المهدي وقد غاب واستخلف على الامر محمد بن بشير وجعله وصيا وعلمه جميع ما يحتاج أليه وكفروا القائلين بأمامة الامام الرضاعليه السلام.
    وكان يبرهن على هذا الادعاء بما يملك من شعبذة فيخبر اصحابه ان الامام الكاظم عنده اذا احببتم ان تروه فيدخلهم البيت ولم يرو احدا فيسبل الستر وكان عنده صورة قد عملها شخصا كأنها صورة الامام الكاظم (ع) وبشعبذته يرفع الستر فيرون كأن الامام الكاظم عليه السلام لا ينكرون منه شيئا وهو واقف بقربه وكأن الامام يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه يساره ثم يأمرهم بالتنحي فيسبل الستار .
    وكانت عنده اشياء عجيبة من اصناف الشعبذة فأهلك الناس بهذه الاشياء حيث تبعوها ولم يتبعوا ما جاء عنهم عليهم السلام من روايات عن طريق الخط العام من الفقهاء , ومن الطبيعي ان ما يدعيه البعض في زماننا لا يملكون ما يملك هذا الشخص من دليل –باطل واقعا- ونرى الكثير تتبعهم ولو كانوا بذلك الزمان لكانوا من اتباعه .
    المثال الثاني البابية ادعى السيد علي الشيرازي المولود سنة1235هجري البابية والوساطه بين الامام الحجة(عج) والناس وكتب عدة مؤلفات منها(البيان) واشتهر امره وناقشه العلماء وبينوا عجزه ولكن رغم ذلك وبما يملك من اسلوب بقي الكثير يتبعونه واستفحل امره وكثرت اتباعه وقاموا بمهاجمة القرى والمدن في مازندران وزنجان وغيرها وحدثت وائع فظيعة فأتباعه يسعون لأقامة دويلة يوسعون نطاقها , وقد جعل سيد علي-مدعي البابية-وكيل له وهو ميرزا يحيى النوري واخوه حسين مساعد له ولقب الاول بالأزل والثاني ببهاء وكانوا قد اعتقلوا فتوسطت السفارة الروسية والبريطانية لاطلاق سراحهما وحل بهم المطاف منفيين في جزيرة قبرص وهناك تنازع الاخوان فانقسمت البابية الى الازلية والبهائية اما الباب فقد ثم اعدامه ولكن رغم ذلك لا يزال اتباعه الى الآن, نرجع الى الرؤيا:
    روي عن الإمام الصادق ( ع ) : إن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم.
    وقد شاع بين الناس ان الشيطان لا يتمثل بالنبي (ص) واهل البيت(عليهم السلام) كما جاء في الروايات واخذوه قولا مسلما من دون نظر الى سند الرواية او دلالتها ونحن هنا نسلط الضوء على هذا الموضوع ونذكر بعض اقوال العلماء من السنة والشيعة فنقول:
    في كتاب رسائل المرتضى -علم الهدى-ج2
    (..فإن قيل : فما تأويل ما يروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : ( من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وقد علمنا أن المحق والمبطل والمؤمن والكافر قد يرون النبي صلى الله عليه وآله ويخبر كل واحد منهم عنه بضد ما يخبر به الآخر ، فكيف يكون رائيا له في الحقيقة مع هذا ؟ . قلنا : هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ، ولا معول على مثل ذلك.
    قال الميرزى القمي في كتابه قوانين الاصول:
    (...قيل إن الحكم الذي حكم به المعصوم عليه السلام في الرؤيا حجة لما ورد من أن من رآه فقد رآه وإن الشيطان لا يتمثل به.
    ورد بأنه فرع أن يعرفه بصورته في اليقظة حتى يصدق عليه أنه رآه فلا يتم الاطلاق....).
    اي ان الشيطان لا يتمكن من ان يتمثل بصورة النبي(ص) ولكنه يتمثل بصورة غير صورة النبي(ص) ويكذب فيدعي انه النبي(ص) ونحن لم نرى النبي(ص) حتى نعرف انه كاذب, وما يؤيد ذلك هذه الرواية: عن زرارة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أخبرني عن حمزة أيزعم إن أبي يأتيه ؟ قلت : نعم ، قال : كذب والله ما يأتيه إلا المتكون إن إبليس سلط شيطانا يقال له : المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء إن شاء في صورة صغيرة وإن شاء في صورة كبيرة ، ولا والله ما يستطيع أن يجيئ في صورة أبي عليه السلام.
    وهذه الرواية تبين لنا ان الشيطان ممكن ان يكذب على الشخص فيدعي انه الأمام وهو متلبس بصورة غير الامام.
    وفي بحار الأنوارج58
    قال (..قد ورد بأسانيد صحيحة عن الصادق عليه السلام في حديث الأذان أن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم . ويمكن أن يقال : المراد أنه لا يثبت أصل شرعية الاحكام بالنوم ، بل إنما هي بالوحي الجلي..... ولقد سأل السيد مهنا بن سنان العلامة الحلي - قدس الله روحه - : ما يقول سيدنا فيمن رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وآله أو بعض الأئمة عليهم السلام وهو يأمره بشئ وينهاه عن شئ .. فأجاب - نور الله ضريحه - :
    أما ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير إليه ، وأما ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب ، لان رؤيته عليه السلام لا يعطي وجوب الاتباع في المنام .
    وكما هو معلوم لو كان حديث من رآني ثابت لتوجب الاخذ بأمر النبي (ص) بالرؤيا .
    قال الكراجكي في كنز الفوائد: وقد كان شيخي رحمه الله يقول إذا جاز من بشر ان يدعي في اليقظة انه اله كفرعون ومن جرى مجراه مع قله حيلة البشر وزوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسته له انه نبي مع تمكن إبليس بما لا يتمكن منه البشر وكثرة اللبس المعترض في المنام ومما يوضح لك ان من المنامات التي يتخيل للانسان انه قد رأى فيها رسول الله والأئمة صلوات الله عليهم منها ما هو حق ومنها ما هو باطل انك ترى الشيعي يقول رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يأمرني بالاقتداء به دون غيره ويعلمني انه خليفته من بعده... ونحو ذلك مما يختص بمذهب الشيعة ثم ترى الناصبي يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وهو يأمرني بمحبتهم وينهاني عن بغضهم و.... فتعلم لا محالة ان أحد المنامين حق والاخر باطل فأولى الأشياء ان يكون الحق منهما ما ثبت بالدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه والباطل ما أوضحت الحجة..).
    في صراط النجاة
    سؤال 1314 : إذا رأى مؤمن في منامه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أحد الأئمة عليهم السلام وهم يأمرونه بشئ فهل يكون قولهم في المنام حجة يجب امتثاله ، فهم القائلون بأن من رآهم فقد رآهم حقا فإن الشيطان لا يتمثل بهم ؟ .
    الخوئي : لم يثبت الحجية بنفس الرؤيا والأمر فيها .
    اما ما جاء عن طريق الاخوة السنة فهو اصح سندا حسب موازينهم واخترنا من اقوالهم قول:
    النابلسي في كتابه تعطير الانام في تعبير المنام (محمد نبينا صلى الله عليه وسلم..من رآني في منامه فقد رآني حقا ولا ينبغي للشيطان أن يتصور بصورتي " وهناك روايات أخر غير هذا . وقد اختلف العلماء في معنى الحديث فقال جماعة محل هذا إذ رآه صلى الله عليه وسلم في صورته التي كان عليها وبالغ بعضهم فقال في صورته التي قبض عليها ومن هؤلاء ابن سيرين رحمه الله تعالى فإنه صح عنه أنه كان إذا قصت عليه رؤياه قال للرائي صف لي الذي رأيته فان وصف له صفة لم يعرفها قال لم تره..)
    وقال ابن تيمية في دقائق التفسير(والنبي صلى الله عليه وسلم قال من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي قال ابن عباس في صورته التي كان عليه في حياته ).
    الخلاصة:
    1- ان الرؤيا ليس حجة شرعية ولا يعول عليها في اثبات عقيدة او نفي اخرى .
    2- رواية من رآني فقد رآني لم يسلم في صحتها في كتب الشيعة.
    3- حتى لو كانت صحيحة فلها معنى غيرما يفهمه البعض كما رأينا.
    والنتيجة التي توصلنا أليها هي خطأ من جعل الرؤيا حجة ودليل في دعواه فالدليل لابد ان يكون من القران والسنة الشريفة فحذاري من متابعة هؤلاء بدعواهم في الرؤيا فهي ليست دليلا على الحق وهل بعد الحق الا الضلال.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    7,150

    افتراضي

    احسنت اخي الفاضل على المقالة المفيدة, اثابكم الله .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    253

    افتراضي

    عزيزي البطاط احسنت واجدت عندي سؤال اطرحه عليكم

    الكثير من الناس يدعون رؤيتهم للائمة الاطهار عليهم السلام او يروا نور يسطع منهم فهل هؤلاء فعلا الائمة الاطهار؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    59

    افتراضي

    بسم الله
    عزيزي بن جكوك
    نشكرك اولا لاهتمامك بالموضوع
    واما سؤالك فقد بينا جوانب منه في الموضوع ونقول
    ان الرؤيا اصناف متعددة فمرة تكون صادقة حتى عدت جزء من سبعين جزء من النبوة ومرة من الشيطان ومرة ما يحدث به الانسان نفسه ومرة من الآثار المادية المحيطة بالشخص كالشبع والبرد وهكذا
    فبعض الرؤى للأئمة صادقة وخصوصا التي لها مصداق خارجي كما حدث للبعض الذين عندهم مرض لا يمكن علاجه وجائه الامام ليشفي مرضه ويجلس وهو برئ والبعض خلاف ذلك ولكن الرؤيا التي تأمر المكلف بشئ او تنهاه بشئ لا يجب على الانسان الانقياد لها وهي ليست حجة كما ينقلون عن المحقق الحلي ومخالفته للأمام علي ع في قضية المجنون
    الذي دخل المسجد وامر المحقق الحلي باخراجه واتاه الامام علي ع في الرؤيا ونهاه عن اخراجه واخرجه المحقق في اليوم الثاني وهكذا وفي الليلة الثالثة قال الحلي للامام بعد انكاره -معناه- ان الاخبار عنكم بكراهة دخول المجنون المسجد وكذا بعدم حجية الرؤيا واخذ شريعتنا منها فنحن نتبع اوامركم بالاخذ بالشريعة لا بالرؤياء فقال له الامام انت المحقق انت المحقق انت المحقق
    وخلاصة القول ان الرؤيا ليس فيها يقين فما دامت تأتي من طرق حق وطرق باطل لا يعول عليها

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني