إن التحرر الحقيقي ليس هو التحرر الشكلي بأن يسقط حكم طاغية ، بل التحرر الحقيقي هو التحرر الجوهري بأن لا تخاف من أي طاغية ، لذلك هناك أناس كثيرون لا يحكمهم الطغاة لكنهم أسرى لكل أنواع الخوف والقلق والشعور بالضعف وبالعجز .. بل إن هناك أناس يسارعون للإرتماء في أحضان عبودية جديدة كلما قمت بتحريرهم وإطلاق سراحهم .. لذلك نحن نؤمن بأن الحرية هي الحرية الروحية وهي الحرية الحقيقية .. من هنا كان الإسلام لا يعطي الأولوية لتحرير العبد من مالكه تحريراً مادياً بل يعطي الأولوية لتحرير العبد روحياً من عقيدة مالكه ومن الخوف من مالكه ومن الطاعة لمالكه بما لا يرضي الله ، كان الإسلام يعطي للعبيد قوة الإرادة فيكونون هم أسياداً أحراراً رغم إنهم مملوكين شكلياً فيما يكون كثير من الأحرار عبيداً لشركات المال أو للحكام أو للكهنوت المزيف ، فالحرية هي حرية القلب وحرية الفكر وحرية الإرادة وهي لا تعطى إلا من الله ، فالله وحده سبحانه يحرر ويرسل بالمحررين ليحرروا الشعوب ، ليس من العبودية للطغاة فقط بل يحررهم من العبودية للأصنام وللأوثان ولكل ربوبية تفرض نفسها عليهم ، وهكذا كان الأنبياء وسيدهم محمد (ص) المحرر الأكبر على هذه السيرة ، وهكذا كان الأوصياء وأميرهم علي (ع) الأطهر على هذه السيرة ، سيرة تحرير إرادة المستضعفين وتحرير الوعي الروحي والفكري ، لذلك نقول أننا بالصدر تحررنا لأنه هو الذي أسقط شأن الطاغية في نفوسنا وأسقط هيبته وأسقط الخوف منه وأسقط أثره وأسقط كل مؤامراته التي عمل عليها طوال عقود ليحطم إرادتنا بها ، وهو الذي منحنا الشجاعة في زمن الطاغية لنصرخ بصوتٍ عالي في الشوارع ونقول كلا كلا يا شيطان ونقول كلا كلا للباطل
نعم ، لم تحررنا أمريكا بل بالصدر تحررنا ، وأن أمريكا جاءت لتسرق منا هذا التحرر بعد أن أخبرها إبليس الذي يوحي لأولياءه بأن هؤلاء في العراق باتوا أحراراً فعلينا أن نوهمهم بأننا نحن المحررون لهم .. فلنثق إذاً أننا بالصدر تحررنا ، ولنقلها دائماً شكراً لك يا صدرنا ، ولنحمي دائماً تحررنا هذا الذي يغيض العدى ، ولنجعله تحرراً كبيراً ليس من الطاغية فقط بل من الطغيان كله ومن الباطل كله ومن الزيف كله مهما لبس وبأي ستار تستر ..ء
وأكثر من هذا نقول أن الشكر للصدر يكون بأن نعلن أننا به تحررنا ونحمي هذا التحرر ونفهم أبعاد هذه الحرية الكبيرة ثم لا يكتمل الشكر إلا بأن نكون نحن أيضاً محررين للآخرين الذين ترددوا وتعثروا نتيجة تشكيكات المغرضين التي حاصرتهم ، فلنمد يدنا لنعلم الطيبين والبسطاء والمستضعفين كيف يتحررون من الخوف ومن التبعية ومن الأوهام ومن الأحلام الزائفة ومن الأكاذيب التي تتستر بالشعارات الرنانة فلنمد يدنا لهم ، سواء بالمواقف الصلبة الشجاعة أو بالكلمة الطيبة أو بالنموذج الصالح أو بالدعوة الى الله أو بكلا كلا للباطل
أيها الأحرار إعلموا أن حريتكم التي حصلتم عليها بالصدر الولي الصدر المحرر ، هي أمانة في أعناقكم تحمونها مدى حياتكمتحمونها حتى يظهر المحرر الكبير في يوم الحرية الكبرى اليوم الموعود الآتي من خلف أستار الغيب ليكشف كل الزيف في هذا العالم ولينطق بكل الحقيقة ، وليحرر كل الأرواح الطيبة وليسقط كل إستعبادٍ على الأرض .. نعم ، بل إننا نعلم أن الشعب الأمريكي المسكين هو نفسه مستعبد فكيف يحررنا وبالأولى أن نحرره نحن من أكاذيب الإعلام التي تسيطر عليه ومن ضعف الإرادة التي يستغلها المتآمرون من أصحاب الشركات وعلينا أن نحرر كل شعوب الغرب والشرق من أوهام الدنيا المادية التي تبعدهم عن الله سبحانه وتمنع بركاته أن تفتح على أهل القرى ..ءhttp://www.alsader.com/mnbar4.htm