بين الحانة والمانة ضاعت لحانا - يوسف داود

(صوت العراق) - 09-02-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق

(1) الدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان العراقي ومن باب الديمقراطية المشهدانية حاول قراءة برقية وحسب اختياره قائلا: انها مرسلة من عشائر سُنية الى البرلمان تنتقد فيها اداء حكومة المالكي. وخالفة الرأي برلمانيون من الائتلاف الشيعي قائلين: قراءة البرقية خرقاً لاصول ادارة البرلمان وهي برقية تحريضية. وطالبوه بمحاسبة المقصرين في التفجيرات الأخيرة (وخاصة الصدرية) وطرد العرب من العراق. وفي استهزاء يرد المشهداني: وهل نطرد الأجانب (ويقصد القوات الأميركية).

وسؤالي أفليس من الأولى بالمشهداني وكل البرلمانيين أن يتركوا كراسيهم لعدم شعورهم بمسؤوليتهم التاريخية تجاه معاناة العراقيين.وبعد(القندرة)و(الكلاب بالخارج ويقصد الامريكان)وقد قال لي اخ (يمعود قهوة عزّاوي ايام زمان احسن من البرلمان) فـ (بين الحانة والمانة.. ضاعت لحانا).

(2) بعد 28 سنة قطيعة بين حكومتي العراق وسوريا، الطالباني يزور سوريا لثلاث أيام ويطيب له جو دمشق فيمدد زيارته الى سبعة أيام. وعيون العراقيون ترنو الى عودة الرئيس ليبشرشعبه المنكوب بخطاب رئاسي يزلزل الأرض تحت أقدام الارهاب والارهابيين ليس في العراق فحسب بل وفي العالم أجمع. ولكن الحكومة السورية ممثلة برئيسها وقيادته العتيقة أوغلت في معاداة العراق حكومة وشعباً وهي طبيعة عائلة الأسد منذ سيطرتها على الحكم في سوريا متناسين دماء الشهداء العراقيين التي سفكت على أرض سوريا لمنع احتلال دمشق من قبل اسرائيل.

ويا ليت الرئيس الطالباني لم يزُرْ سوريا لانه تكريماً له بادر بشار الشبل (عفوا الأسد) باصدار قرار بطرد العراقيين ,طبعا باستثناء الارهابيين ومرتزقة الطاغية صدام(الذين كانواالى الامس القريب الد اعداء نظام سوريا واليوم اصبحوا الاحباب) و"بين الحانة والمانة ضاعت لحانا".

(3) مختار لماني ممثل الجامعة العرقية في العراق (الذي استقال خوفاً على حياته، وهو محق) يقول "انهم يرتكبون خطأ قاتلاً" باللجوء الى الخارج مؤكداً وجوداً اسرائيلياً وايرانيا واضحاً في العراق. "والحمد لله أخيراً اكتشف اللماني مفتاح حل قضية العراق" ولا أعلم لماذا نسى؟ وأنا واثق انه تجاوز ذكر تحالفات بعض الحكام
العرب وتمويلهم الارهابيين وارسالهم الى العراق، لانه لو تجرأ وذكرها يُطرد من وظيفته قبل دخوله مقر الجامعة العربية في القاهرة.

أهكذا تجازون الشعب العراقي يا حماة الأمة العربية. و"بين الحانة والمانة ضاعت لحانا".

(4) وكما ذكرنا على صفحات هذه الجريدة من استغلال القادة الأكراد للوضع الأمني المتردي في العراق وضعف التأثير الدبلوماسي الخارجي للسيد هوشيار زيباري في دول الجوار وحتى العالم "رغم زعل وعتاب بعض الأصدقاء". نلاحظ في الوقت التي يتساقط مئات الشهداء يومياً اثر تفجيرات ومفخخات ومقتل الابرياء من المدنيين العراقيين. من خلال ما يسميها البعض من الكتاب العرب "بالمقاومة الشريفة".

يعلن البرزاني ان من حق الشعب الكردي الانفصال!!! والضغط على لجنة تنفيذ المادة 140 من الدستور والتي هي المادة 58 من قانون المرحلة الانتقالية (قانون بريمر التعسفي) ومن ثم التصديق عليها ضمن الاستفتاء على الدستور العراقي في 15 تشرين الأول 2005 بغياب السُنة عن الساحة السياسية. والتي تنص على ترحيل العرب السُنة الوافدين "وهم عراقيون بالولادة أباً عن جد" عن كركوك واحلال أكراد ايرانيين وأتراك بدلهم لغرض الاستفتاء على كركوك في نهاية كانون الاول 2007. وأقول للعرب السُنة والشيعة تذابحوا وتقاتلوا بدفع من اصحاب المصالح "بحجة الطائفية" واتركوا البرزاني وحكومته يستغلون الأوضاع حتى يأخذوا كركوك وجزء كبير من نينوى وديالى..

والله يعين العراقيين.. أفلا يصح القول "بين الحانة والمانة ضاعت لحانا".

(5) قناة "الجزيرة" العربية القومية المدافعة عن حقوق العرب (حد القشر) تستقبل أحد قتلة الاف العرب الفلسطينيين استقبال الابطال، وكادرها يهتف "أهلاً وسهلاً باللي جاي" والضيف الخفيف على القطريين والخبيث في نظراته يسأل "الدختور" فيصل القاسم عن ملابسه السوداء ومدى تأثره عند اعدام الطاغية صدام فيرد عليه "كل شيء بوقته" أما المذيعات الجميلات والأنيقات جداً في يوم الاستقبال فكن يتسابقن لاحتضان الضيف الوسيم ويطلبن منه (give me a huge please). وهذا الضيف العزيز الوسيم الخفيف الظل كان شمعون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي والذي استقبله الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر ونقول الله يزيد المحبة وما هو موقف العرب وخاصة الذين يعلنون ولاءهم للطاغية صدام وهم يظهرون على شاشة فضائية "الجزيرة".

صحيح لو قالوا "غريب أمور عجيب قضية". واكرر"بين الحانة والمانة ضاعت لحانا".

(6) جند السماء تسمية غريبة عجيبة.. ولكنها واقعية، فلم يتوقف اقتتال العراقيين السُنة والشيعة "بحجة الطائفية التي يؤججها أصحاب المصالح" واقتتال الفلسطينيين العرب وهم سُنة "من حماس وفتح" واقتتال المسيحيين في لبنان،ليبدأ فصلا جديدا وهو اقتتال العرب "الشيعة ـ الشيعة" في العراق في معارك النجف الأخيرة وهم يتبعون لنفس المرجعية. والحجة الدعوة جاءت لهؤلاء الأميين والجهلة من "الامام المهدي المنتظر" الذي اختار مئات الشباب من الشيعة من الناصرية وسوق شيوخ ليكونوا قادة جيشه ضد الكفار من علماء المذهب. وهذا يذكرنا بأيام الحرب الايرانية العراقية عندما كان الآلاف من الشباب (حتى دون 18 سنة) يدفعون الى محرقة الحرب وهم يتقلدون في رقابهم "مفتاح الجنة" من الامام الخميني فهل يعني ان التوجيه هنا ايراني ولكن بدعوة الامام المهدي المنتظر؟ وماذا عن الارهابيين من السنة الذين أفهموا بأنهم اذا استشهدوا فسيكون في لقاء كل واحد 72 حورية في الجنة؟ ومن فتاوى الشياطين والمعممين المتطرفين الذين تسيرهم اياد خفية كواجهة دينية وطائفية. أقول "بين الحانة والمانة ضاعت لحانا".