فضل الله : مشروع تقسيم العراق هو مشروع دمار وتفتيت للأمة كلها

استقبل وفداً نسائياً عراقياً وشدد على أن أمريكا هي سرِّ المشكلة


استقبل سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، وفداً من مؤسسة المرأة العراقية برئاسة النائب السابق في البرلمان العراقي ورئيس المؤسسة كوكب العطار، والنائب السابق في البرلمان الدكتورة رشدة فاضل إضافة للدكتورة مائدة النواب والدكتورة انتصار الرماحي والأستاذة مهدية اللامي وسناء قاسم وزهراء الحسني، والسيد حسين العذاري عضو مجلس الإدارة في مؤسسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر.

وتحدّثت العطار باسم الوفد مشيدة بمرجعية سماحة السيد فضل الله، مؤكدة أنّها المرجعية التي استوعبت أفكار الشباب، فأعطت للأجيال إسلاماً نقياً صافياً بعيداً من كل محاولات التشويه ومساعي التفريق.

وأكدت العطار أن الجيل الإسلامي المثقف والواعي في العراق تربى على المواقف الحركية لسماحة السيد فضل الله وعلى فكره المبدع منذ نحو أربعة عقود، وأضافت إن السيد فضل الله يحمل الهم العراقي بكل أبعاده، متمنية أن تنعكس تجربة المرأة اللبنانية المجاهدة والمتعلمة وصانعة الانتصار والمشاركة بفعالية في بناء المؤسسات الرائدة، ومنها مؤسسات جمعيات المبرات الخيرية، على المرأة العراقية لتستفيد من هذه التجربة على المستويات كافة.

سماحة السيد فضل الله

وتحدّث سماحة السيد فضل الله في الوفد مشيراً إلى الآلام والمعاناة التي يعيشها الشعب العراقي بفعل الاحتلال وجراء ممارساته الوحشية، والتي تسببت بمآسٍ يومية للعراقيين وللأسرة العراقية، وأعاقت حركة المرأة والأمومة العراقية على مختلف المستويات.

وأكّد سماحته الدور الريادي للمرأة في العراق، مشيراً إلى نماذج نسائية رائدة في العراق كبنت الهدى ونازك الملائكة، ونوّه بوجود طليعة نسائية عراقية يعتز بها العالم العربي والإسلامي، وأشار إلى أن هذه الطليعة ستعمل على النهوض بالعراق من خلال الدور الواسع الذي تضطلع به حركة النمو الثقافي والفكري والتربوي وفضلاً عن الحركة السياسية والاجتماعية وغيرها ... مشيراً إلى أن العراق لن تقوم له قائمة ما لم تقف المرأة إلى جانب الرجل في عملية النهوض لطرد الاحتلال وبناء الوطن من جديد.

وتوجه سماحته بالنقد إلى الحركات الإسلامية في العراق كونها استغرقت كثيراً بمشكلة الطغيان الداخلي ولم تلتفت بمستوى عالٍ من المسؤولية إلى الملف الإسلامي الكبير، ولذلك فإنّ البقاء في نطاق الدائرة الضيقة وعدم الانفتاح على الفضاء الإسلامي العام أوجد صعوبة في فهم الخطة الخارجية التي استهدفت المنطقة، إضافة إلى استهدافها للإسلام بعامة. ولذلك خضع البعض لابتزازٍ هنا وهناك مهّد السبيل للحديث عن التقسيم الذي باتت الدوائر المعادية للأمة تطرحه كحل ... وهي تريده حلاً لمشاكلها على أرضنا ولا تريده حلاً لمشاكلنا الآتية من استكبارها واحتلالها.

وشدّد سماحته على أن أمريكا هي سر مشكلة العراق وهي لا يمكن أن تكون الحلّ له، كما أن مشروع تقسيم العراق الذي تطرحه بشكل صريح أو بالمواربة هو مشروع يستهدف تفتيت الأمة كلها، ما يتطلب منا جميعاً العمل لمواجهة هذا المشروع من الزاوية العربية والإسلامية لا أن يتمترس كل فريق حول مصالحه الخاصة أو المذهبية ليرصد مصلحته الذاتية من وراء ذلك، لأنّ ما قد يكون مصلحة آنية له سيتحول إلى دمار له وللأمة كلها على المستوى الاستراتيجي، ومن هنا علينا قراءة الأمور بعين مفتوحة وبعقل يرصد نهايات الأمور ونتائجها، ويلتفت إلى خطط الأعداء ومشاريعهم الجهنمية اتجاه بلادنا وإسلامنا.


مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

التاريخ: 05 شوّال 1428هـ الموافق: 16/10/ 2007م