رساله من دوكان الى الائتلاف
كتابات - قاسم الخفاجى
السياسه تعرف ايضا احيانا على انها رد الفعل بطريقة ما على حدث او موقف معين .فبعد عودة نيجرفان برزاني من بغداد خالي الوفاض وحيث واجه موقف المالكي الصريح ازاء طلبات تعجيزيه ذهل الاكراد واستدعوا طارق الهاشمي لابرام تحالف ولو بشكل مؤقت ووهمي لتحذير الائتلاف بان الاكراد سيتحالفون مع الشيطان لفرض مطالبهم على حكومة بغداد فضلا عن علاوي والهاشمي. وكان رئيس الوزراء العراقي قد فند ادعاءات البرزاني التي حملها الى بغداد فلا رواتب الى البيشمركه الا اذا ائتمروا باوامر بغداد ورفعوا علم الدوله العراقيه بشكل لا لبس فيه .وعقود النفط باطله الا عن طريق بغداد وباليات الحكومه المركزيه المتعارف عليها كما في كل فدراليات العالم .واما كركوك فان امريكا ابلغت حكومة بغداد انها ترغب في ان ترى كركوك فدراليه لوحدها لتحقيق ما ينسجم مع مصالح كل الاطراف في المدينه .وبما انه ليس كل شئ يمكن اعلانه في السياسه وبما ان الطالباني كرئيس للدوله لايمكنه التدخل لصالح اقليم كردستان بشكل علنى لذا حصل اتفاق دوكان مع الهاشمي وطبعا اياد علاوي خلف الستار ينتظر هكذا ازمات ويمكن لهذه الاطراف اذا ما توحدت ان تخلق مشاكل للائتلاف الذي لا بد وانه قد استلم الرساله والفحوى وانه سيتصرف بشكل يتناسب مع طبيعة وحجم التحالف الجديد ففي السياسه المصالح فقط هي الدائمه واما اصحاب الشعارات والمبادئ فهم الخاسرون دائما .الائتلاف لازال وسيبقى في المرحله الراهنه هو الاقوى بحكم تفوقه في البرلمان ومسكه مصادر المال والثروه في الجنوب عدا عن الدعم الهائل الذي يحظى به من الامريكيين وانحسار الدعم الامريكي للكرد وحشرهم ضمن الخطوط الحمراء الامريكيه بان لادوله ولا نفوذ غير محدود لهم وما تصريحات مندوب بريطانيا السابق لدى الامم المتحده غرينستوك والتي حذر فيها الاكراد من ان هناك خطوطا حمراء لايمكن تجاهلها او التفكير بتجاوزها الا خير دليل على ان امريكا وبريطانيا قررتا وضع كل طرف عند حجمه الحقيقي ولكن يبقى سؤال يطرح نفسه لماذا في هذه المرحله ؟ الاجوبه كثيره لكن الواضح ان القوى المهيمنه في العراق وهما امريكا وبريطانيا عازمتان على اعادة العراق الى المجتمع الدولي كدوله متماسكه لها راس واحد في بغداد وليس راسان.