النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي هل هذا صحيح - عبدالزهرة العثمان مسؤول عن تفجيرات الكويت 83 ؟

    رئيس "الإنتقالي" الدوري... وإنفجارات الكويت... للذكرى والتاريخ فقط لاغير..!!
    الخميس 29 أبريل 2004 16:43
    داود البصري



    غرائبية المفارقات التاريخية والسياسية في عالمنا العربي تدخل ضمن سياقات ومساحات واسعة بل خيالية لاحدود معلومة أو مرسومة لمساحاتها وآفاقها وملفاتها الحبيسة خلف جدران أجهزة المخابرات أو العلنية من صحف ووسائل إعلامية أخرى، والقضية العراقية ومنذ مرحلة الثمانينيات الإنفجارية حفلت ملفاتها وكواليسها بالعديد من الزوايا والأسرار التي عرف بعضها فيما فضل البعض الآخر أن يكون متواريا في زوايا العتمة والنسيان المقصود أو غير المقصود! فيما فضلت بعض الأطراف إهالة التراب على العديد من الوقائع والأحداث والشخصيات وكذلك الملفات التي قدر لها أن تغير تاريخ المنطقة أو التي إلتهمت تداعياتها العديد من الضحايا الأبرياء الذين تصادف وجودهم في منتصف الطريق الواقعة بين الطموحات والأماني والمغامرات والتبدلات الفكرية والسلوكية والسياسية!، ولعل ماأثار قريحتي للتطرق لبعض الملفات الحساسة و(نبش) الذاكرة التاريخية المثقلة بالهموم والأحداث والوقائع والتواريخ والأسماء هو وصول عضو مجلس الحكم الإنتقالي العراقي عز الدين سليم (أبو ياسين) وهذا هو إسمه الحركي لمنصب الرئيس الدوري لمجلس الحكم الإنتقالي في العراق لشهر مايو/أيار! إذ أن إسمه إستدعى مني كل الذكريات القديمة نسبيا التي نسبت لهذا الرجل النشيط في مجال الدعوة السياسية الإسلامية والمتواجد على خارطة الأحداث العراقية، فقد إرتبط إسم السيد (عبد الزهرة عثمان) وهذا هو إسمه الحقيقي بحزب الدعوة الإسلامية العراقي في الستينيات والسبعينيات وشطرا من الثمانينيات وكان من كوادره القيادية العاملة في الجنوب العراقي وبعد عمليات القمع والمطاردة والتقتيل الشامل من قبل سلطات (البعث النافق) أضطر للإنتقال للكويت ليستفيد من أجوائها الليبرالية وليمارس تخصصه التربوي في المدرسة الجعفرية هناك قبل أن تضطره الظروف الأمنية ووقائع التحالفات السياسية والأمنية وقتذاك للعبور نحو الضفة الأخرى من الخليج أي نحو إيران الحميني التي تحولت وقتها لنقطة الإشعاع الجاذبة لكل الحركيين الإسلاميين العراقيين بمختلف إنتماءاتهم وتياراتهم، ففي إيران (تجسد حلم البعض ببروز وقيام دولة الإسلام)!! وفي إيران ذاتها قامت أجهزة الدولة الإيرانية الإسلامية الناشئة الإستخبارية والأمنية بلعب لعبتها المعهودة ومحاولة شراء ولاء البعض واللعب على حبال التناقضات بين الجماعات العراقية المختلفة!، كما تمت تعبئة كل الحجج الفكرية والمذهبية والشرعية والذرائعية من أجل خلق تيار ديني شيعي عراقي يذوب وينصهر في الجسم السياسي والحوزوي والفكري الإيراني ذوبانا تاما تحت مبرر أن (دولة الإسلام والموطئة لظهور الإمام المهدي قد قامت) وبالتالي فلاداعي لقيام مشاريع سياسية دينية على أساس وطني! أي أن تنصهر الأجزاء في الكل الإيراني لتشكل جزءا من البناء الإسلامي الكبير ومنعا لتعدد المرجعيات وبالتالي تعدد الرؤى والإجتهادات!!، وقتها وعند تلك النقطة برز التحدي السياسي الكبير الذي جابه الحركة الإسلامية العراقية وهي تعيش أو تتصور أنها تعيش في جنتها الإسلامية وفي حاضنتها الطبيعية ولكن لاقلب للسياسة ولامشاعر للضرورات الأمنية والإستراتيجية ففي إيران كانت كل الجهود الرسمية والأمنية منصبة على ضرورة تسويق فكرة ونظرية (ولاية الفقيه) الشاملة والتي يراد لها أن تسود على سائر الأفكار والنظريات والإجتهادات؟، وكان جهاز الدولة الإيرانية معبئا بالكامل لتنفيذ ذلك الخيار ميدانيا وليس هنالك ماهو أسهل في تصورهم من (الضيوف العراقيين) في تسويق الفكرة بين صفوفهم! وكان من نتيجة ذلك أن أصاب الإحراج العديد من التيارات الدينية العراقية التي لم تكن ترغب بأي خلاف أو صدام مع الدولة الإيرانية ولم تكن مستعدة أيضا للتخلي عن قناعاتها الفكرية والآيديولوجية لصالح نظرية معينة، فكان همها الرئيسي كيفية مواجهة الطغيان البعثي وجرائمه المتصاعدة ضد العراقيين ودول الجوار أما السلطات الإيرانية التي كانت مشتبكة في أطول وأشرس نزاع عسكري مع الحكومة العراقية فكان همهم الأساس تحقيق نظريتهم وتطبيقها ميدانيا مستفيدين من فرصة الحرب التي وفرتها لهم حماقات صدام البائد في تسوية العديد من المشاكل الداخلية وفي إفراغ الساحة الإيرانية من كل المخالفين متكئين على نظرة الخميني الإستراتيجية وكلمته ذات المغزى العميق حينما وصلته أنباء الهجوم العسكري العراقي على المدن الإيرانية بقوله : { الخير فيما وقع }!!! وكانت عبارة ذات دلالات كبيرة للغاية على مستقبل الصراع الذي إستمر حوالي ثمانية أعوام أستنزفت خلالها كل الطاقات العراقية والإيرانية ولكنه أسس أيضا لنزاعات جديدة ومستحدثة لم تكن في الحسبان!... المهم أن الضغوط الإيرانية الرسمية والإستخبارية قد أتت ثمارها عن طريق تصاعد الخلافات بين أطراف الحركة الإسلامية العراقية وداخل الجسم الواحد أيضا مما أدى لإنشقاق كبير في حزب الدعوة الإسلامية أكبر وأعرق الأحزاب الإسلامية العراقية وبرز تيار دعوي ينادي بضرورة الخضوع التام لأوامر ونواهي أولي الأمر في طهران لأن دولة الإسلام قد قامت ولاداعي لوجود أحزاب ذات مواقف منفصلة أو لاتخضع خضوعا تاما لتوجيهات الولي الفقيه (الخميني)!!! وكان رئيسنا الدوري الحالي (عبد الزهرة عثمان) ممن تبنى هذا الخط الفكري المنصهر بالرغبات الإيرانية والداعم لولاية الفقيه والعامل بنشاط تحت لوائه وهو الخط الفكري الذي عبر عنه أحد أتباعه بالقول: { لو أن كلبا إيرانيا أمرنا فإننا سننفذ الأوامر لأن ذلك تكليف شرعي لايرد}!! إلى هذه الدرجة من التطرف في الولاءات وصلت الأمور؟، وقد شهدت إيران وقتها وإعتبارا من عام 1982 مضايقات ضد حزب الدعوة وملاحقات أمنية وسلسلة طويلة من الإزعاجات كما تم تأسيس (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية العراقية) وهو الوعاء الذي ضم غالبية الحركات الإسلامية العراقية والذي كانت شؤونه مرتبطة بلجنة أمنية خاصة في مجلس الوزراء الإيراني!! أي أنه في واقع الحال وبدون مجاملة ولارتوش (مؤسسة إيرانية)!!.
    بعد تلكم التطورات وفي ظل ظروف الحرب المتفاقمة في الخليج فكر المنشقون الذين إرتبطوا بأجهزة الثورة الإيرانية الإستخبارية ومنظمات الحرس العقائدي الثوري الإيراني من القيام بنشاطات معينة في الخليج وبما يساعد الجهد العسكري الإيراني وبما (يرعب قلوب الأعداء)! فتم إختيار الساحة الكويتية لأسباب وإعتبارات عديدة وشاملة ولعل أكثرها وضوحا للعيان هو الحجم الكبير نسبيا للجالية العراقية هناك، كما كانت الكويت وقتها تضم النخب العراقية الهاربة من العراق والتي تمتلك الخبرات والأموال وتتمتع بإحترام الشعب الكويتي، كما ضمت العديد من المعارضين العراقيين الذين توافدوا على الكويت لقربها الشديد من العراق ولليبرالية الحياة فيها فضلا عن كونها نقطة تماس وتواصل عائلي ويومي مع العراق، كما أن الأمن فيها مستتب وسهولة الحركة والتنقل ويجب أن لاننسى أيضا من أن الكويت وقتها كانت تخضع لضغوط أمنية شديدة من النظام العراقي البائد كما تحولت لنقطة ترانزيت إستراتيجية يعتمد عليها الحهد الحربي العراقي! بإختصار كانت الكويت النموذج الأمثل لأي عمل إرهابي أو (جهادي) حسب تسميات الجماعات المقاتلة، وفعلا فقد تحرك المنشقون ومارسوا بقوة الجهاز الرسمي الإيراني وتسهيلاته إعدادهم لعمليات نوعية فوق الأراضي الكويتية وكان الإمداد والدعم اللوجستي يتم عبر عمليات فرقة الحرس الثوري الإيراني في الأهواز المتاخمة للعراق وكانت عمليات التجنيد والتعبئة والتدريب تتم عبر الأراضي السورية أيضا وبتسهيل من مخابراتها، وكانت النتيجة العملية لكل ذلك الحشد العملياتي ماوقع في الكويت في يوم الإثنين 12/12/1983.
    الإنفجارات التي غيرت الإستراتيجيات!.
    في ذلك اليوم المشمس الهاديء هزت مدينة الكويت و أطرافها الغربية والجنوبية سلسلة من عمليات التفجير كانت بدايتها مع إقتحام السفارة الأميركية في الكويت في مقرها القديم في بنيد القار بشاحنة مفخخة كان يقودها إنتحاري عراقي من أهل البصرة يدعى : { رعد مفتن عجيل } والذي لم يتم التعرف عليه إلا من خلال بصمات أصابعه المقطوعة! وأتبع ذلك الإقتحام سلسلة من التفجيرات في (السرة) و(الأحمدي) ومحاولة تفجير جوازات (حولي)! وغيرها، وكان مشهدا تاريخيا فريدا في شمولية الإرهاب الموجه ضد المدنيين والذي أثار الإرتباك في الأجهزة الأمنية الكويتية التي فوجئت بهذه العمليات النوعية والغريبة عن الواقع الكويتي، مما إستدعى من الكويتيين القيام بسلسلة من الإجراءات الأمنية العنيفة والتي طالت بنيرانها عددا كبيرا من الأبرياء الذين وجدوا أنفسهم في منتصف المسافة بين النظام العراقي ومعارضيه؟ وكانت حملة أمنية كويتية قوية وشرسة أجهزت على ماهو معروف وموجود من المعارضين العراقيين وقد أخذ البريء منهم بجريرة المسيء، المهم إن السلطات الكويتية وقتها تمكنت من تحديد المسؤولين عن تلكم الأحداث وألقت القبض على بعضهم فيما تمكن البعض الآخر من الهرب لإيران وكان الجميع يعرفهم هناك بأنهم من خطط ونفذ إنفجارات الكويت!!، كما صدرت الأحكام على الملقى عليهم القبض بالإعدام ولكن لم تنفذ تلكم الأحكام لأن الكويتيين يتريثون كثيرا قبل تنفيذ مثل تلك الأمور وجاءت فرصة الغزو الصدامي عام 1990 ليتمكن المحكومون من الهرب من السجن الكويتي ويذهبوا لإيران ويسدل الستار نهائيا على تلك القضية التي كانت إنعطافة نوعية في مسلسل الأحداث الكويتية الساخنة، وبعد فترة من تفجيرات الكويت عاتب العديد من العراقيين الذين تضرروا من الأحداث وعاشوا في إيران إضطرارا قيادات الإنشقاق على مافعلوه في الكويت فكان الجواب الدائم من أن تلك التفجيرات كانت برغبة أولياء الأمر في طهران!!! وإنهم لايستطيعون المناقشة ولا الإعتراض لأن تلك الرغبة لها قدسيتها!!! وكان السيد رئيس مجلس الحكم لشهر مايو عز الدين سليم أو (عبد الزهرة عثمان) أحد من صرح بهذا الرأي؟!!!
    إنه حديث للتاريخ... ليس إلا؟
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    هل يستطيع داود البصري ان ينبش التأريخ مثلا .. ويحدث الجمهور عن علاقته السابقة بالسفارة العراقية في الكويت .. ودوره في ملاحقة المعارضين للنظام .. قبل ان يغادر السفينة الآيلة الى الغرق ويركب موجة المعارضة ..
    كنت اعتقد قبل سقوط صدام .. بأن البصري ضد كل من يقف في صفه .. الأمر الآن اكثر وضوحا من خلال مايكتبه داود البصري في الصحافة الكويتية .. وجريدة السياسة تحديدا .. أنه ضد كل من لاترضى عنه الكويت .. عربيا كان ام عراقيا .. ام غير ذلك ..
    بعض الناس يتحدثون عن التأريخ .. وينسون ان للناس ذاكرة ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    [email protected]


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني