وتبقى لنا في كل يوم نكبة .. ولم نخرج من نكبة حتى ندخل في آخرى .. هكذا يريدون لنا أن نعيش النكبات وذكرى النكبات وتوالي النكبات .. لم تُصب فلسطين وحدها قبل أكثر من خمسين عاما بالنكبة الأولى ولم يُصَب العرب وحدهم ولا المسلمين أيضا .. إنما اُصيبت الانسانية جمعاء بتلك النكبة لتؤسس للاحتلال والاغتصاب والقهر والقتل والاستيطان .. لتؤسس لكل ماهو غير انساني مما يتصف به اعداؤنا .. ولتؤسس أيضا لكل ماهو غير رجولي مما يتميز به حكامنا البواسل الأشاوس أصحاب الفخامة "فخامة الكروش" والجلالة "بتشديد اللام وفتحها بعد الجيم" ! أما أصحاب السمو فقد تسامى سموهم في أحضان الاعداء الغاصبين ! ..
تتعالى هذه الأيام صيحات يُراد منها أن يكون كل بلد عربي أو مسلم منطوي على خصوصياته واهتماماته وحدوده ومواطنته وثرواته لكي تتشرنق هذه الاقطار والبلدان بذواتها وقتل روح الاحساس بالمسؤولية في شعوبها انطلاقا من الشعار الاناني حتى النخاع ( هذه مشكلتكم ) . من أجل أن يقولوا لشعب فلسطين الأبي (هذه مشكلتك) وشأنك لتتفرد به اسرائيل الغاصبة المدججة بالسلاح وتكتم على أنفاسه . ولعل الظريف في هذه الدعوى أن يطلقها ويعمل على تحقيقها هؤلاء الحكام الذين يتشدقون بالقومية العربية والجامعة العربية .. كل يوم لنا نكبة بعدد أيام حكم هؤلاء المتنكبين بسيوف الخشب .
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم