لافتات عاشوراء وملصقات الانتخابات تتزاحمان على جدران مدينة الصدر



بغداد/ اصوات العراق: ازال علي منذر واثنان من رفاقه ملصقات انتخابية لمرشحين مستقلين وضعت بعناية على ” كابينة كهرباء” داخل احدى ازقة مدينة الصدر شرقي بغداد ووضعوا لافتة كبيرة سوداء كتب عليها “ياحسين يامظلوم” ، تزامنا مع الايام العشرة الاولى من شهر المحرم ، الذي يعد شهر حزن لدى المسلمين الشيعة .
وامتزجت الملصقات الانتخابية التي ملأت شوارع المدينة مع الرايات السوداء والخضراء واللافتات التي تحمل عبارات اسى مع ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب في واقعة الطف الشهيرة في كربلاء في العام الحادي والستين للهجرة .
وقال علي منذر البالغ من العمر 22 عاما، ان ” كابينة الكهرباء” تقع قرب دارنا ودكاننا ولاادري من اعطى الحق للمرشحين ان يضعوا ملصقاتهم عليها ولم اكن اعلم بلصقها كونهم الصقوها ليلا “.
وأضاف “الاولى بهولاء المرشحين ان يشاركوننا احزاننا في شهر محرم بدلا من ان يبحثوا عن كراسي ومناصب ويخدعون الفقراء بوعود كاذبة سبق لنا وان خضنا تجربة هذه الوعود الفارغة” .
ولم يحتفل اهالي مدينة الصدر ببدء العام الميلادي الجديد بسبب شهر محرم غير ان اطلاقات نارية اطلقت بالهواء من احياء متفرقة في المدينة بعد الساعة الثانية عشر في اخر ليلة من العام الماضي احتفالا بحلول العام الجديد.
ويستعد اهالي مدينة الصدر وعدد من المحافظات الجنوبية والوسطى لاحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين الذي يصادف العاشر من شهر محرم، من خلال المواكب الحسينية ورفع الافتات وطهي الطعام ، وهو ما اعتاد عليه المسلمون الشيعة كل عام منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 بالتزامن مع التحضيرات لخوض انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
واتخذت الدعاية والترويج للحملات الانتخابية الخاصة بانتخابات مجالس المحافظات أشكالا عديدة، منذ انطلاق تلك الحملات في 16 تشرين الثاني نوفمبرالماضي. فمن المرشحين من استخدم وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، ومنهم من استخدم المؤتمرات والمهرجانات أو اللافتات والملصقات على الجدران في الشوارع العامة .
وفي ظل تمزيق الملصقات او تمزق بعضها بفعل الظروف الجوية او من خلال عبث الاطفال، تقول المفوضية العليا المستقلة للانتخابات انها تلقت شكاوى عديدة من الكيانات السياسية من تمزيق ملصقاتها .
وذكر مصدراعلامي في المفوضية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة (اصوات العراق)، ان المفوضية شكلت لجنة خاصة بهذا الشأن للنظر في هذه الشكاوى وستتخذ اجراءات بمنع التجاوزات .
وقالت وزارة الداخلية في وقت سابق انها تمكنت من اعتقال عدد من المسؤولين عن تمزيق الملصقات الانتخابية وهم قيد التحقيق لمعرفة من يقف ورائهم .
ودعت وزارتا الدفاع والداخلية قواتهما إلى الابتعاد عن الترويج لمرشحي الانتخابات وأن يقتصر دور هذه القوات على حماية المراكز الانتخابية وتسهيل حركة الناخبين وتأمين الحماية لهم فيما يشهد العراق تحسنا أمنيا يمهد لإجراء الانتخابات في أرجاء البلاد باستثناء بعض المدن والبلدات.
وبرزت ظاهرة تمزيق الملصقات الانتخابية مع بدء الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات التي من المقرر اقامتها في 31 من شهر كانون الثاني يناير الحالي .
ووجهت أمانة بغداد جميع مراكز البلدية برفع كافة الملصقات الانتخابية للأشخاص والجهات والأحزاب من على النصب والتماثيل والأماكن التراثية في مدينة بغداد.
وتستغل الكيانات المشاركة في الانتخابات عشرات آلاف من الكتل الخراسانية التي تحيط بالعاصمة بغداد لتحوطات امنية والأخرى التي تفصل الأحياء والشوارع عن بعضها البعض، كمكان مناسب الدعاية الانتخابية والتعريف بالمرشحين وبرامجهم الانتخابية كونها تمثل مساحة واسعة فيما شرع آخرون باستخدام وسائل أخرى من خلال تعليق لافتات ضوئية على أعمدة الإنارة الكهربائية في الشوارع العامة وأخرى على أسوار المدارس وفي الأزقة وقبالة المراكز التجارية.
ويتنافس أكثر من 15 الف مرشح في انتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي لشغل 440 مقعدا في 14 محافظة من أصل 18 مدينة في العراق حيث لن تشارك مدن إقليم كردستان الثلاث، اربيل والسليمانية ودهوك في الانتخابات اضافة الى كركوك التي تقرر تاجيل الانتخابات فيها وتم الاتفاق على تقسيم السلطات فيها بين العرب والأكراد والتركمان.
وسيكون بوسع 14 مليونا و780 شخصا الإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات التي ستجري يوم 31 كانون الثاني يناير المقبل موزعين على 6500 مركز انتخابي في المناطق التي ستشهد الانتخابات.