أحمد الجلبي: يا دنيا غُري غيري !

[أبو الحارث]

أحمد الجلبي يصرح في مؤتمر صحفي في نادي الصيد في بغداد أنه ليس له أي طموح قيادي في العراق ، و يبدو أن كل جولاته المكوكية بين و اشنطن و لندن و تل أبيب و طهران و تورنتو و عصابة السبعمائة حرامي التي جاء بها و دخوله العراق مع الدبابات الأميركية إنما جاءت كلها من أجل ترسيخ الديمقراطية في العراق و المساعدة في إعادة بناءه و لخدمة شعبه ، يفعل كل هذا لوجه الله و لا يريد من العراقيين جزاء و لا شكورا ! مثل الجندي المجهول!

يعني بالرغم من الحاح البنتاغون عليه لخلافة كرسي صدام و عصابته و فرصة تربعه على أكبر بنك في الشرق الأوسط عوضاً عن بنك البتراء الذي لغفه مع الأمير حسن ، يصر الجلبي على التمسك بمسيرته الزاهدة في زخرف الحياة الدنيا ، قابعاً في نادي الصيد ، قابضاً على كرشه ، يتململ تململ السقيم لمعاناة العراقيين ، و يبكي يبكاء الحزين على شهدائهم و يقول : يا دنيا غري غيري !

[أبو الحارث]

بديل صدام حسين ..!

جاسم المطير

كل سلطة جديدة تعني أول ما تعني بالشخصية التي تقودها . سقط صدام حسين الى الأبد وما زال فضاء صورته فارغاً يبحث عن إطار وشخصية .

الاقتراب من هذا الموضوع ليس بالامر السهل فمن الصعب جدا في الظروف الحالية التي تمر بها ساعات الصراع المرة في الارض العراقية حيث الصورة تقوم على مجموعة عوامل تحيط بحريق بغداد الذي ما زال ملتهبا بأحتلال أمريكي يبدو انه ليس قصير الامد بعد ان اتسمت تصريحات القادة الامريكان في الايام الثلاثة الاخيرة بخلوها مما سموه في البداية بـ" تحرير " الشعب العراقي ..

تنمو الحيرة بين الجميع حول الجواب على سؤال : من هو بديل صدام حسين ..!

لعامين مضيا كان الحديث الامريكي الرسمي والصحفي لا يستبعد تنصيب الدكتور أحمد الجلبي بديلاً مؤقتاً لصدام حسين . وقد ظل هذا الاسم منذورا في الصحافة الامريكية طيلة العامين الماضيين لهذا المنصب . من هنا حظى الدكتور أحمد الجلبي بلذة الدور القيادي الأول ليس بين مجاميع المعارضة العراقية حسب بل في مؤتمراتها التي عقدت في نيويورك ولندن واربيل تحت الرعاية الامريكية المباشرة فقد كان نجمه الأول أن لم يكن منظمها الأول .

مع الحرب الامريكية على العراق اقترب اسم الجلبي كثيراً من هذا المنصب حتى ارتدى بدلة المارينز متحركاً نحو الناصرية في جنوب العراق متخذا منها نقطة الانطلاق لتحقيق حلمه كأول قيادي معارض خارجي يدخل الى العراق وسط الصورة التركيبية المعقدة والمتشابكة في الوضع العسكري ــ السياسي الراهن داخل العراق ، الناتج عن نجاح الاحتلال الامريكي السريع لأغنى بقعة نفطية ربما في العالم .

كانت مغامرته في الدخول الى العراق مع جيش الاحتلال نفسه أحدى آليات سعيه نحو المنصب البديل لصدام حسين .

لم تمانع الخارجية الامريكية من هذا التحرك رغم انه لم يحظـَ بداخلها بشعبية كانت مع مر الزمن الماضي تتباطأ عما يحظ بها من شعبية لدى الكونكرس الامريكي والبنتاغون ومجموعة ديك شيني ــ رامسفيلد ــ رايس لما يتمتع به من خصال الانفتاح السياسي والديمقراطية واعتقاده بجماليات السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط .

غير ان تصريحه يوم امس بانه لا يسع لأي منصب ، حمل في سياقه دلالات جديدة واضعا جميع التقديرات عن شخصيته في حالة قلقة جعلت الكثير من التوقعات والتقديرات السياسية عن مستقبل الحكومة المؤقتة متأرجحاً ، بل جعل كل الامور المتعلقة باجتماع المعارضة في الناصرية وانتخاب او اختيار حكومة مؤقتة أمراً قلقاً في مهب الريح..

لا احد من العراقيين يستطيع ان يقرأ هذا " التنحي " عن المهمة في آخر لحظة . فهل نشأ خلاف بين الجلبي واحدى مراكز القوى الامريكية .. أم قرر الانزياح عن خط الحكومة المؤقتة كي يهيأ نفسه لبنية صورة الحكومة القادمة ما بعد المؤقتة .. أم ثمة رؤى سياسية جديدة ..؟

لا شك ان المخطط الامريكي القادم يقوم على انشاء دولة عراقية عصرية تقوم على الليبرالية الأقتصادية وعلى تحقيق المصالح الامريكية النفطية في العراق والمنطقة كلها حتى عام 2025 من جهة وعلى اعتراف العراق بدولة اسرائيل لتأمين حصتها من النفط والماء العراقيين عبر خطين جاهزين من انابيب النقل الى حيفا من جهة اخرى . وليس مستبعدا اعتماد تنفيذ هاتين الفكرتين المركزيتين على حكومة يقودها احمد الجلبي لدورتين وزاريتين امدهما ثماني سنوات .

لا شك أيضاً ان هناك صراعا حول هذه الاهداف بين الادارة الامريكية والبنتاغون والسي آي أي ، لكن المعروف ان مصالح الولايات المتحدة الامريكية تظل في المقدمة .

من خلال ذلك فأنني أتوقع استمرار رفض الدكتور أحمد الجلبي لمنصب مؤقت تحت رعاية امريكية مباشرة . فهو كليبرالي يريد ان يكون رئيساً منتخباً وليس معيناً ويريد بذلك ان يكون مختلفا ليس فقط عن صدام حسين بل عن جميع الزعماء العرب . وما من شك ان مثل هذا الطموح يجعله بعد عدة سنوات محققاً علاقة العراق بالدولة الاسرائيلية ومحققاً بذات الوقت صلة نفط كركوك بالبحر الابيض المتوسط عن طريق حيفا خاصة إذا ما عرفنا ان الدكتور أحمد الجلبي يعتقد ان سياسة عرفات قد أضرت بمصالح الشعب الفلسطيني و شعوب المنطقة كلها فلا يستبعد ان تكون زعامة الجلبي الى جانب زعامة محمود ابو العباس جزءين من خرائط طريق المستقبل .

على ضوء هذه التوقعات هل يمكن للوضع الحالي في اللوحة العراقية أن يكون قادرا على التقدم خطوة او خطوات من خلال مؤتمر الناصرية الذي ربما سيكون أثره هامشياً في حالة انعقاده أو سيكون إشارة خطيرة جديدة في عقدة الاوضاع السياسية والأمنية في حالة تأجيله ..

إن لم يكن أحمد الجلبي بديلاً مؤقتاً لصدام حسين .. فمن هو ..؟

[الخزاعي]

أعجبني هذا الكاريكاتير ولعله يرتبط في الموضوع




تحياتي

[أبو الحارث]

فعلاً أخي ، المأكول واحد ، مهما اختلفت طريقة الأكل ، سواء بالأنياب ، أو اتيكيت الشوكة و السكين !