الأمركة

هذه الكلمة البغيضة والمفهوم الأبغض , يخنقك احتكارها لكل شئ , ويهشم أضلاعك حفيف إرهابها ويكتم أنفاسك أحساسك باستبدادها وتسلطها ..
تنفر منها الاسماع وتشمئز النفوس .. تحرمك من أن تستمتع بنسائم حرية تحلم بها , أو أن تتمتع بما أبيح لك من أطايب الدنيا .. لذائذها . إنها تسلبك إرادتك وتمحق إنسانيتك , فحرام عليك أن تشارك في قرار يخصك أو يهم حياتك , وحرام عليك أن تبدي أي رأي أو مشورة , وإياك .. إياك أن تنقد أي موقف لا يليق ولا يريح العباد .
إنها تلغي فيك ما ورثته من حب فطري للوطن والدين , وتمحو منك روح التضحية والفداء , بل وحتى الرجولة !! تزيحك الى التلال فتتفرج حتى لو نهب الغزاة والطامعون وطنك ومزقوه , وتغدو ولا تميل الى أن تشجع أو تفخر بأي إنجاز ذي مفخرة . واذا ما تصاعد عنفها وأشيع إرهابها وبطشها فلا تحلو حياة , ولا يستطاب عيش .
إنها تطلب من الناس أن يكونوا فوق القدرات الطبيعية التي خلقها الله وفق قوانين مقدرة موزونة , فعليك أن تنجز ماهو فوق طاقتك الجسمانية وتفكر أعلى من قدراتك العقلية , ولا تلتفت لأي قانون طبيعي ولا تحسب أي حساب للمعوقات والصعوبات , فهي قمع وإرهاب .. وتنكيل واضطهاد .. وما عليك الا الطاعة , وإطباق شفتيك وإغماض عينيك نصف إغماضة - أن تسمع بأذن واحدة - إنها تجمد فيك كل إحساس وشعور بما يحيط بك , لتنام على وسائد القلق , وتصحو على ضربات قلب متعب مرعوب , وأعصاب متوترة , فتهرع الى حيث لا تعرف بروح مهزومة منكسرة ... إنها البعبع المخيف الذي يحطم كيانك .. ويطحن ذاتك .. تحصي عليك أنفاسك .. تراقب ابتساماتك , فتضيق عليك الدنيا بما رحبت !!
إنها تطارد النهار , ليعم الظلام فيرقص دعاتها على جثث الأحرار .. بكل نشوى دون كلل حتى لا يُقدَس الضد المناقض لها .
تقود الرعيل تلو الرعيل الى بناء قبورهم .. تُهلك الطغاة لتستخلف آخرين من سنخ الأولين , وإياك إياك أن لا تسبح في فلكها وإياك إياك أن لا تدخل مشاريعها , فأنت إما معها أو ضدها .. إما مع أمريكا أو مع صدام !! فيالها من قسمة ضيزى تؤدي الى عار في الدنيا وخزي في الآخرة ! .