عبد المهدي: فوز حزب الدعوة في الانتخابات لم يكن “كبيرا”
بغداد/ أصوات العراق: أعلن نائب رئيس الجمهورية والقيادي في المجلس الاعلى عادل عبد المهدي، الاربعاء، أن فوز حزب الدعوة في الانتخابات لم يكن “كبيرا”، أن هذا سيعزز كتلة الائتلاف العراقي الموحد اكثر مما يقوضها، مبينا أن من الممكن أن يبقى (المجلس) مع (الدعوة) “متنافسين وشريكين في آن واحد “حالهما حال الساحة الكردية”.
يأتي هذا بعد قبل يوم واحد من اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي جرت يوم السبت الماضي، وسط نتائج اولية من مراقبين حول تقدم قائمة (ائتلاف دولة القانون) التي يتزعمها رئيس الوزراء نوري المالكي في عدد من المحافظات العراقية.
وقال عبد المهدي الذي يعد من ابرز قياديي المجلس الاسلامي الاعلى، في لقاء نشرته صحيفة الشرق الاوسط اليوم الاربعاء، ان “نقاط النجاح التي سجلها الإخوة في الدعوة (الحزب الذي يتزعمه المالكي)، هي فوزهم بمحافظات بغداد والبصرة والناصرية والكوت والديوانية حيث جاء المجلس الأعلى في المرتبة الثانية”، بحسب عبد المهدي الذي اضاف “لكنهم جاؤوا بعد المجلس في محافظات النجف وكربلاء والحلة والسماوة وميسان”.
وتضاربت التقديرات والارقام التي اعلنتها الكيانات السياسية حول عدد الاصوات التي حصلوا عليها في الانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي، والتي بلغت نسبة المشاركة 51% بحسب رئيس المفوضية فرج الحيدري، الذي اعلن يوم غد الخميس موعدا لاعلان النتائج.
وعبر عبد المهدي عن اعتقاده بأن “الطرفين (المجلس والدعوة) لم يحققا الأرقام الانتخابية التي كان من المفترض أن يتمتعا بها. فالدعوة لم يعبر حاجز المليون صوت وكانت أصوات المجلس الأعلى أقل من ذلك وأقل بكثير من الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات السابقة”.
وفيما قال المجلس الاعلى انه ينافس قوائم الدعوة في بغداد والمحافظات الجنوبية على المركز الاول، قال تيار الاحرار المستقل التابع للتيار الصدري انه هو الذي ينافس الدعوة في هذه المحافظات، فيما اعلنت القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي انها دخلت المنافسة بقوة مع الدعوة في بعض هذه المحافظات.
وفي معرض رده حول امكانية ان يتقوض الائتلاف العراقي الموحد الذي يشترك فيه المجلس والدعوة داخل البرلمان، بعد هذه النتائج، قال عبد المهدي “هذا قد يعزز الائتلاف ويولد منهجاً أصح للتعامل مع الشأن السياسي. فكما ذكرت يمكن للمجلس الأعلى والدعوة أن يبقيا متنافسين وشريكين في آن واحد، حالهما حال الساحة الكردية”. في اشارة الى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني.
وحول تأثير نتائج الانتخابات المحلية على توازن القوى في المناطق الجنوبية ذات الاغلبية الشيعية، قال عبد المهدي إن ذلك “سيعتمد على الاتفاقات التي ستحصل بعد التأكد تماماً من النتائج”، مضيفا “موقفنا ابتداء هو أنه ليس لدينا خط أحمر ضد أحد ونجد أن الجميع يجب أن يشاركوا. يجب أن يخرج الجميع منتصرين بل يجب إشراك الكفاءات ممن لم يفز”.
وتوقع المجلس الذي ينتمي اليه عبد المهدي، في بيان اعلنه اول امس الاثنين، ان تحصل قائمة شهيد المحراب التابعة له على 20-25% من مجموع المقاعد لمجموع المحافظات الـ 14، واكثر من ذلك بكثير في محافظات بغداد وجنوبها، بحسب البيان الذي اضاف في كل الاحوال بقي المجلس الاعلى لاعباً اساسياً واولياً في الساحة العراقية”.
وتشير النتائج الاولية التي اعلنت عبر منظمات مراقبة مستقلة، فضلا عن تصريحات ادلى بها سياسيون وموظفون في المفوضية، الى تقدم قائمة دولة ائتلاف القانون التي يتزعمها المالكي على بقية القوائم في العاصمة بغداد والعديد من محافظات الجنوب والوسط.
وتعد انتخابات مجالس المحافظات التي انطلقت السبت الماضي، هي الثانية من نوعها في العراق بعد الانتخابات الاولى التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني يناير عام 2005 ، بالتزامن مع انتخابات مجلس النواب، وهي المرة الاولى ايضا التي يتم اختيار اعضاء مجالس الانتخابات بالاقتراع المباشر، بعد ان كانت عضوية مجلس المحافظة تجري من خلال التعيين المباشر من قبل الدولة في عهد النظام السابق والانظمة التي سبقته.