يكشف مزيدا من الأسرار في كتابه 'الشرق الأوسط من أمام الكواليس وخلفها'
بريماكوف: صدام غافلنا بحربه على إيران وحاول توريطنا

07/09/2006 موسكو - كونا - كشف الاكاديمي والخبير الروسي في شؤون الشرق الاوسط يفغيني بريماكوف النقاب في كتاب صدر له حديثا عن قيام القيادة السوفيتية السابقة بعرض مساعدات عسكرية على ايران ابان الحرب العراقية - الايرانية.
وقال بريماكوف في كتابه الجديد 'الشرق الاوسط من امام الكواليس وخلفها'، ان القيادة السوفيتية السابقة 'قدمت عبر سفيرها في طهران عرضا لتقديم مساعدات عسكرية على القيادة الايرانية كشكل من اشكال التعبير عن الاستياء لقيام صدام حسين بشن هجوم ضد ايران في بداية الثمانينات'.
واوضح بريماكوف ان 'صدام بدأ الحرب ضد ايران دون ان يطلع القيادة السوفيتية على قراره بل بالعكس من ذلك اكد للسفير السوفيتي في بغداد حينئذ الكسندر باركوفسكي أن العراق لا يخطط لشن اي هجوم ضد ايران في المستقبل المنظور'.
واضاف 'ان القيادة السوفيتية طلبت من العراق ايقاف العمليات العسكرية فورا وعندما لم يستجب قررت وقف امدادات الاسلحة الى العراق التي لم تستأنف الا بعد ان اخذت طهران زمام المبادرة العسكرية وبدأت القوات الايرانية الاقتراب من بغداد'.
واستطرد 'ان القيادة السوفيتية قيمت سلوك صدام على انه محاولة لتوريط موسكو في مغامرة غير محسوبة'.
صدام حاول التودد لواشنطن
وذكر ان 'صدام بدأ بالتحول لإقامة علاقات مع واشنطن بعد ان بدأت الحرب العراقية - الايرانية'، وقال ان الرئيس الاميركي الاسبق ريغن اصدر تعليمات بتزويد العراق بالسلاح، فيما كانت المخابرات الاميركية تزود بغداد بمعطيات حول تحركات القوات الايرانية.
وقال ان هذا التعاون استمر حتى بعد قيام الطائرات الاسرائىلية بقصف المفاعل النووي العراقي، وتطور الى حد شطب العراق من قائمة الدول المؤيدة للارهاب في عام ،1983 واستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في عام .1967
واعرب بريماكوف عن قناعته بأن الولايات المتحدة اثرت كثيرا على تشكيل البعد النفسي لشخصية صدام، حيث انه كان يعتقد أن واشنطن لن تحاول اسقاطه حتى في حال وقوفه ضد مصالحها، وذلك حرصا منها على ضمان توازن القوى في منطقة الخليج، اضافة الى اعتقاده كذلك بأن اميركا حريصة كذلك على موازنة ايران بالعراق، وبالتالي الرهان على عدم اضعاف الاخير ما دام النظام الاسلامي المعادي لأميركا قائما في طهران.
.. وأضاع الفرصة الأخيرة
واعرب بريماكوف عن اعتقاده بأن صدام كان خلال ازمة احتلال دولة الكويت وخلال ازماته اللاحقة مع لجنة الامم المتحدة للتفتيش على اسلحة الدمار الجماعي في العراق يراهن على 'ان شيئا ما سوف ينقذه'، وان اميركا لن تتمادى الى حد القيام بعمل عسكري يؤدي الى سقوط نظامه.
واوضح أن العرض الروسي الذي نقله الى صدام بناء على تكليف من الرئيس بوتين قبل ثلاثة اسابيع من بدء الحرب في عام ،2003 والذي تمحور حول التخلي عن السلطة واجراء انتخابات في العراق 'كان بمنزلة آخر فرصة للحيلولة دون قيام اميركا بشن حرب ضد العراق'.
ولاحظ بريماكوف بسخرية ان صدام لم يتعلم من هذه الحياة شيئا، قائلا 'لقد ظل حتى بعد الاطاحة بنظامه وزجه في السجن يعتقد انه الزعيم الوحيد القادر على مواجهة ايران وتلبية المصالح الاميركية، وان واشنطن ستدرك هذه الحقيقة'.
إخفاقات القومية العربية
واستعرض بريماكوف في مؤلفه الذي يتكون من 377 صفحة ظاهرة القومية العربية واسباب اخفاقها، وحاول معالجة اشكالية الاشتراكية العربية وصراع الدول العظمى في المنطقة.
واستعرض بريماكوف تاريخ الارهاب الاسرائيلي في فلسطين والدول العربية وتناول ردود الفعل الارهابية من جانب الفلسطينيين، مؤكدا ان على الرئيس جمال عبدالناصر رفض الارهاب كوسيلة في الصراع العربي الاسرائيلي.
وكشف النقاب عن اتصالات سرية جرت بين عبدالناصر ورئيس الوزراء الاسرائيلي موشي شاريت الذي وصل الى الحكم في عام ،1954 مشيرا الى ان الرجلين 'تبادلا رسائل خالية من العواطف لكنها اتسمت بطابع مؤدب'.
وذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي في ذلك الحين لافون وقائد الاركان موشي دايان اجهضا محاولات شاريت للتقارب مع ناصر.

القبس