مراقبون أميركان يدعون بوش إلى توسيع دائرة الحوار لتحقيق الاستقرار في العراق
بغداد - متابعة الصباح
دعا خبراء اميركان ادارة البيت الابيض الى توسيع دائرة المفاوضات مع ايران والدول الاقليمية لتحقيق الاستقرار في العراق. وأشاد الجنرال ويسلي كلارك القائد الأعلى الأسبق لقوات حلف الناتو بالمحادثات الجارية




بين الجانبين الأميركي والإيراني في بغداد، معتبراً أن الرسالة التي تبعثها القوات الأميركية المحتشدة في الخليج لن تكون ذات جدوى دون قنوات حوار مباشر. وقـال كلارك في حديث لقناة Fox News الأميركية امس: إن المسألة لا تتعلق بالحوار المباشر مع إيران فقط، وإنما يتوجب أن تكون جزءا من حوار إقليمي أوسع بشأن العراق والمنطقة. وأعرب كلارك عن اعتقاده بأنه يتوجب على واشنطن تضييق الخناق على طهران داخل العراق من خلال تشديد مراقبة الحدود معها، والكشف عن المزيد من الأدلة التي تفضح تورطها هناك، مشدداً على ضرورة أن يترافق ذلك مع عنصر إيجابي في التعامل من خلال فتح قنوات حوار مباشرة يظهر العالم لهم من خلالها بأن هناك أموراً إيجابية يمكن أن يجنوها عبْر علاقة مثمرة للجانبين. ورأى ضرورة أن تطلق واشنطن حوارها مع طهران دون شروط مسبقة بما يسمح لها بالتجاوب مع ذلك الطرح، فمطالبتهم بالتخلي عن البرنامج النووي قبل بدء المحادثات هو أشبه بمطالبتهم بالاستسلام.
من جانبه رأى خبير شؤون الشرق الأوسط في جامعة Oxford فرهنك جانبور، المحادثات التي جرت بين أميركا وإيران بأنها تاريخية ومهمة من جوانب كثيرة، مؤكدا أن التقارب الأميركي الإيراني هو الضمانة الأمثل للأمن القومي. وأضاف جانبور في حديث لقناة CNN الأميركية، أن هذه المحادثات تكتسب أهمية خاصة في الوقت الحاضر بالنظر إلى حجم المصالح المشتركة بين الجانبين التي لم يتم بحثها بشكل مباشر وجدي على مدى العقود الثلاثة الماضية. وأعرب عن اعتقاده بأنه من الخطأ لأميركا بصفتها القوة الأعظم ولإيران كقوة إقليمية متنفذة تجاهل الأهمية التي ينطوي عليها الحوار والتواصل الدبلوماسي بينهما، خصوصا بعد فشل إدارة الرئيس الاميركي جورج بوش في المساعي التي بذلتها على مدى العامين الماضيين لعزل إيران عن محيطها الإقليمي. واعتبر جانبور أن الدور الذي تلعبه إيران في آسيا الوسطى وأفغانستان والعراق ولبنان وفي محادثات السلام العربي الإسرائيلي وفي منطقة الخليج يجعل منها رقما صعبا في معادلة الشرق الأوسط، مما يعني أن أميركا في حال أرادت أن تعمل على حل أي من المشاكل التي يشهدها هذا الجزء من العالم لا يمكن لها أن تحقق ذلك من دون دور فاعل لإيران. واستبعد أن تلجأ الإدارة الأميركية إلى خيار الحرب ضد إيران بما في ذلك خيار الضربات الجوية المحدودة كونه سيؤدي إلى حرب استنزاف طويلة بين الجانبين وعلى نحو ينشر الدمار في عموم الشرق الأوسط. وكان السفيران الإيراني و الأميركي في بغداد اتفقا في ختام الاجتماع الذي عقد بين الجانبين في بغداد امس على عقد اجتماع آخر بغضون شهر، لاستكمال مناقشة تطورات الوضع الأمني بالعراق، على خلفية ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع. وسادت أجواء إيجابية، بحسب الجانبين الاجتماع الذي يعد أول لقاء علني مباشر بين واشنطن وطهران منذ نحو 27 عاما .