بغداد/المسلة: تفرقت تجمعات ملايين المسلمين الذين احتشدوا في المزارات والمساجد في انحاء البلاد لإحياء ذكرى عاشوراء دون وقوع هجمات كبيرة يوم الثلاثاء بفعل الاجراءات الأمنية الفعالة والتنظيم العالي المستوى، للمواكب والزوار. وتفرقت بأمان بعد حلول الليل حشود من مئات الاف الاشخاص الذين غادروا مدينة كربلاء بعد يوم من العبادة والصلاة لاحياء ذكرى عاشوراء. وعلى رغم ان سبعة من الزوار العائدين الى ديارهم من كربلاء استشهدوا في هجمات قنابل منفصلة على جوانب الطرق في بلدة اللطيفية التي تبعد 40 كيلومترا الى الجنوب من بغداد، الا ان المجمل العام هو نجاح جيد للخطط الأمنية التي اشرف عليها الجيش العراقي والقوات الأمنية، ووزارة الداخلية.وقدم رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الشكر، الى جميع الجهات المشاركة في انجاح زيارة العاشر من محرم الحرام.وحيا العبادي "القوات المسلحة والاجهزة الأمنية وقيادات عمليات بغداد والفرات الاوسط والحشد الشعبي والامانة العامة للعتبتين الشريفتين الحسبنية والعباسية ومحافظة كربلاء والوزارات والدوائر الخدمية، واصحاب المواكب الحسينية والمواطنين الكرام على التزامهم وتعاونهم لتنفيذ الاجراءات الامنية الخاصة بهذه المناسبة".من جانبه، قدم ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي بالشكر الجزيل والثناء الكبير لجميع من ساهم بانجاح زيارة عاشوراء من منتسبي الاجهزة الامنية وخدمة العتبتين المقدستين والدوائر الصحية والخدمية والمواكب الحسينية". وصفا جميع من ساهم بإنجاح زيارة العاشر من محرم بانهم "رجال عاشوراء".واحتشد الملايين من العراقيين في كربلاء المقدسة اضافة الى عشرات الالاف من الزوار الاجانب لاحياء المناسبة، فيما قام الزوار بالمراسم الختامية لشعائر عاشوراء حيث انطلقت "ركضة طويريج" المليونية بعد اداء فريضة الظهر، والتي شارك فيها كافة المعزين من كربلاء والمحافظات العراقية والدول العربية والأجنبية والتي يقدر أعدادها بالملايين.وتمكنت الأجهزة الأمنية للحيلولة دون وقوع هجمات كبيرة ما تسبب خيبة امل في نفوس افراد الجماعات الإرهابية.ومقابل ذلك، فان إرهابيين تكفيريين هاجموا حسينية في قرية في القصيب في السعودية، ما ادى الى استشهاد خمسة من الشيعة السعوديينان ذلك يعكس، بحسب مصدر أمني لـ"المسلة" التحديات الأمنية التي يواجهها العراق بفعل سعي تنظيم "الدولة" الإرهابي الى نشر العنف والقتل في البلاد.وفي الغالب، يعلن تنظيم "الدولة" الإرهابي عن التفجيرات الانتحارية.ولم تشهد كربلاء المقدسة (110 كلم جنوب بغداد) حيث مرقد الامام الحسين وأخيه العباس "عليهما السلام"، والتي استقبلت الملايين من الزوار، اي حادث امني يذكر حتى وقت متأخر من بعد الظهر، وذلك غداة استشهاد 16 شخصا على الاقل في هجمات تبنتها جماعة "داعش" الارهابية في حي تونس والكاظمية شمالي بغداد، الاثنين الماضي. وفي خلال تجمع الحشود من الزوار خارج مزار الحسين وهم يرددون "حسين.. حسين.. حسين"، تسلل مفجرون انتحاريون وسط الجموع وأطلق مسلحون قذائف مورتر على الحشود من ضواحي كربلاء، العام الماضي. لكن الخطط الأمنية لهذا العام، أسهم في تقليص زخم الهجمات الإرهابية.وكان احياء ذكرى عاشوراء محظورا ابان حكم صدام حسين البائد. وبعد الاطاحة بصدام عام 2003 قاد المكون الأكبر في البلاد الحكم، ما بلغ الاحتفال بعاشوراء اقصى مدياته.