د. احمد النعمان
ما كل ما يتمنى المفتي يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي الفتن قديما قيل وبعد ذلك سرت حكمة جميلة: ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن اما اليوم في زمن الفتاوى الكاذبة المحرضة على الارهاب باسم الدين, والجهاد لسواد عيون الحور الاثنتين والسبعين والولدان المخلدين! فليس للمفتي السعودي الوهابي ما يدركه هذه المرة فقد جرت الرياح ضد اشعال الفتنة قبل ان تطأ اقدام "المجاحدين" الوسخة كماضيهم ارض العراق – بلد الحضارات جل وعلا. قصتي اليوم مع سلمان العودة وال 25 حرامي! اؤلئك العملاء الذين وقعوا بيان تحريض الشباب للجهاد في الفلوجة وغيرها من المدن –مخابئ الارهاب! اقول (عملاء) بدل ما لقبوا انفسهم ب "العلماء" وهم عملاء حقا حسب المثيولوجيا الاسلامية لابليس رمز الشر والخديعة والقبح والاجرام, محجبين بلثام الدين الاسلامي كي يمرروا فتاواهم المفخخة ضد العراق العظيم. وهم منديل ياغو حسب شكسبير في خداع عطيل ليقتل دزدمونة بلا ذنب اقترفته! واخيرا طل علينا بوجهه الاسود ولحيته الشبيهة بصوف قفا الخراف قبل غسله وتعقيمه, وكأن معركة قطط لتوها قد جرت فوقه, اذ كل شعرة تلوذ بالفرار عن اخواتها القبيحات. اطل علينا الاحول الدجال – النسخة "المحسنة" شكلا من ابي حمزة المصري ناكر جميل البلد الذي اطعمه من جوع وآواه بعد ضلال! اطل علينا هذه المرة من شاشة التلفزة التي يسميها وامثاله: "رجسا من عمل الشيطان ويفتي: "فاجتنبوه"! "لانه من صناعة الكفار الذي يلهي عن عبادة رب العالمين!" أطل علينا ويا ليته لم يفعل سلمان العودة كاتب بيان التحريض للحرامية ال 26 ! ليلحس كلماته التي تفوح منها رائحة البول ودم المخاضات المحرضة على الارهاب في العراق
, ولم تمض الا ايام من البيان المشبوه بعد ان ذهب ابنه مع آخرين ليلبوا نداء "العملاء" بالجهاد في العراق! وهكذا انقلب السحر على الساحر وتحت وطأة الصحافة العالمية وفي مقدمتها الصحافة السعودية تراجع المفتي عن فتواه لأن الرياح جرت هذه المرة ضد ما تشتهي الفتن - فتن ذوي اللحى القذرة اؤلئك الذين يريدون ان يعبروا الى الولدان المخلدين فوق جثث اطفالنا المفجرين في العراق. ابنه ظل الطريق الى العراق وتاه في الربع الخالي, كما ظل ابوه الطريق الانساني بفتواه المحرضة على الارهاب. وشتان بينهما وامرئ القيس الذي ذهب من هناك الى قيصر حين بكى صاحبه لما رأى الدرب دونه. نعم شتان بين الثرى والثريا؟ اتعاطف مع السيد العتيبي لان ابنه مقرن العتيبي قتل في الفلوجة. واحثه وغيره لتقديم اهل الفتاوى حسب الطلب وسحبها حسب الطلب ايضا الى قفص الاتهام فهمو الذين ورطوا مقرنا وغيره من الشباب المبتلي بعقدة الجنس للجهاد في العراق بقتل الابرياء ونسف البترول, وتحطيم محطات الماء والكهرباء وذبح الضحايا بالسكين. بكلمة واحدة هناك في العراق سيارات مفخخة, وهنا خارج العراق فتاوى مفخخة يجمعها عنوان واحد هو الارهاب. كيف لا نضحك! بهستريا الشبيهة بالبكاء! والطير يرقص مذبوحا من الالم ونحن نرى على شاشات الفضائيات نكران اصحاب الفتاوى فتاويهم؟! انهم حقا مضحكون فهم كمن يبول في الماعون الذي ياكل فيه. اذا كان طاغية العراق قد سقط دون ان يطلق رصاصة العنجية على راسه! فهاهم اصحاب الدشاديش القصيرة. والسراويل الطويلة, واللحى القذرة والالسنة المضمخة بالدم والدذب والرياء يسقطون فكرا وسياسة ومنطقا واخلاقا باسرع من سقوط الدكتاتور في بالوعة تكريت. سلمان العودة سحب فتواه او انكرها او لنقل فسرها بالضد مما هدفت لان النار وصلت الى اولاده. والعار طال اعتقاده والخيبة كللت مراده. اليس مضحكا ان يفسر العودة كلمات ابنه لزوجته: (انا ذاهب للجهاد في العراق) بانها مداعبة!! فكروا ايها القراء الكرام يقول "مداعبة" وحتى يخاف ان يقول (غزلا) لان الغزل غير موجود في قاموس اهل الفتاوى المفخخة الا بالعقاب بالجلد على مؤخرات المتغازلين! ولان الحب حرام حتى بين الزوج وزوجته بل هناك السياط لان النساء قاصرات عقل ودين! ومن منهن لا تقبل بالسياط. فالحل ابسط من اجترار القاد: يقول السيد لجاريته بواسطة الموبايل باليد اليسرى وهو يقود سيارته باليد اليمنى: انت طاق بالثلاث. ويضغط على ارقام جديدة لنكاح المتعة او المسيار: انا في الطريق. الارهابي اسامة بن لادن خلف من زوجاته الاربع و (ما ملكت ايمانه) قرابة 20 صبيا وصبية. ولكنه لم يرسل ايا منهم في طائرة لنسف برج التجارة بل ارسل الاغبياء امثال مقرن العتيبي وغيره وقال لهم نصا: (عندما ترون الرسول في الجنة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وابا بكر الصديق فسلموا لي عليهم) هكذا بكل بساطة! وكانما الجنة (كهوة عرب) ولست ادري لماذا لم يرسل التحية الى علي بن ابي طالب مثلا وليس على سبيل الحصر! ولماذا نذهب بعيدا فها هو الشيخ يوسف القرضاوي يفلسف القتل بالسكين ل "المرتدين" المتعاونين مع المحتلين"! فيما يدرس ابناؤه في امريكا "الكافرة"! كل ما في الامر "فتوى" وان شئتم ايها القراء الكرام فبدلوا ال (التاء) ب السين. وطار الشاب الغر عطا وزمرته الآخرون من الارهابيين مع ضحاياهم الابرياء في الطائرات. ولربما فكروا آنذاك قبل ان يصطدموا بالبرجين في 11 سبتمبر عام 2001 بان بينهم وبين جدار الجنة ثوان معدودات! وهناك سيقضون ليلتهم الاولى مع الحور الحسان والولدان المخلدين!! اليس مضحكا ايها القراء الكرام ان يبني هؤلاء الجهلة جمهورية طالبان الثانية على تراب وادي الرافدين – بلد الحضارات والشعراء والاساطير ؟! (عرب وين؟ ! . . او طنبورة وين؟!) هذا شيئ من الضحك في زمن الفتاوى المفخخة. اما عن المأساة؟ مأزق ازمة الدين الاسلامي! فلي افتتاحية ل (عراق الغد) ستأتيكم بشكل اكثر جدية بعد حين.