قيادي في دولة القانون :سفير إيران الجديد تحدث وكأنه في بازار طهران
النخيل-وصف عزت الشابندر، عضو ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي رئيس الحكومة تصريحات السفير الإيراني الجديد لدى العراق حسن دنائي المتشنجة والمستفزة، وبأنه مارس سياسة كم أفواه السياسيين العراقيين عندما هدد بمقاضاة كل سياسي عراقي يصرح أو يتحدث عن التدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي، مشيرا إلى أن دانائي تحدث وكأنه في بازار طهران ولم يتصرف كسفير ويجب أن يتحلى بأقصى درجات الدبلوماسية وأن يعرف حدود وظيفته.
وانتقد الشابندر في تصريحات صحفية موقف الحكومة العراقية مؤكدا أنا لا يهمني تصريحات السفير الإيراني، ويسعدني لو أن إيران لا تتدخل في الشأن الداخلي العراقي فعلا، لكن ما يدهشني هو موقف الحكومة والسياسيين العراقيين، حيث لم تصدر أي إدانة لهذه التصريحات سوى بيان مقتضب لشاكر كتاب، المتحدث باسم طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية.
وأضاف الشابندر وما يدهشني أكثر هو أن الحكومة العراقية تلتزم الصمت أمام هذا التمادي، وأن وزير الخارجية هوشيار زيباري لم يحرك ساكنا فيما اعتبر تصرفات السفير الإيراني الجديد وتهديداته دليلا على أن إيران بدأت تفقد الكثير من أوراقها الضاغطة على القوى السياسية العراقية، وأن هذا السفير جاء في وقت الضعف الإيراني داخل العراق،
واضاف الشابندر نلاحظ بوضوح أن الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، لم يرضخ للضغوطات التي يمارسها المسؤولون الإيرانيون عليه لقبول مقترحاتها بشأن التحالف مع المالكي، ولهذا عاقبت طهران المجلس الأعلى وأوقفت المساعدات المالية عنه، كما أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لم يتأثر بالضغط الإيراني، مع أنه مقيم في قم، ولم يوافق على المقترحات الإيرانية من أجل حل أزمة الحكومة العراقية.
وأضاف من هنا نفهم سياسة السفير الإيراني الجديد التي دشن بها عهده في بغداد مع أنه متحدر من واقع العمل الاقتصادي، إذ كان يسير مصالح إيرانية خارج بلده، وكان عليه أن يكون هادئا بدلا من أن يستهل خدمته في العراق متشنجا، وهي بداية غير موفقة، منبها إلى أن موضوع التدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي لا يحتاج إلى الكثير من الأدلة أو التعب لتأكيد هذا التدخل الذي يتفوق على التدخل الأميركي في الشأن العراقي، وهذا ما دفع الولايات المتحدة قبل عامين إلى التفاوض مع أطراف إيرانية في بغداد من أجل معالجة الأوضاع المتردية في العراق، ذلك أن الأميركيين لم يجلسوا مع الأتراك أو السوريين أو غيرهم من دول الإقليم للتباحث معهم في الشأن العراقي لكون إيران اللاعب الأكبر في معادلة الشأن الداخلي العراقي.
ووصف الشابندر السبب الأول في عقدة تشكيل الحكومة العراقية بأنه أخلاقي، وقال إن السياسيين العراقيين لا يتمتعون بالروح المقدسة التي تؤمن بالتنازل من أجل مصلحة البلد والشعب، فهناك حالة صراع محموم من أجل التمسك بالسلطة، يضاف إلى هذا أن هناك أزمة في الثقافة الديمقراطية وفي كيفية التعامل مع النتائج
الانتخابات، حتى وإن كانت هذه النتائج لا تسرنا، مشيرا إلى أن هناك ازدواجية في الممارسة
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو الاول وهي المحل الثاني