وعادت حليمة زوبع الى عادتها القديمة .. وبنفس طريقة الإثارة استدعى حارث الضاري الصحفيين .. وعلى يمينه الكرسي الهزاز رئيس الوقف السني وعلى شماله رئيس مجلس الحوار الوطني اللاطائفي والذي يمثل كل العراقيين !! .. ليطلق قنبلته الدخانية .. تسعة من المواطنين العراقيين يموتون خنقا في شاحنة أثناء إعتقالهم من قبل مليشيا احد الأحزاب الحاكمة كما قال .. والمليشيا هي لا شك ليست البشيمركة .. والرسالة واضحة .. وعلى أية حال فهذه جريمة مدانة ومستنكرة .. مع انه وضعها في خانة التصفية الطائفية بدلا من وضعها في قائمة التجاوزات على حقوق الإنسان التي يمكن ان يتعرض لها اي عراقي .. ووضعها في هذه القائمة سيجلب تعاطف كل المهتمين بحقوق الإنسان والحريصين على الا يعود الى العراق سفاح او ديكتاتور يقتل العراقيين دون حسيب او رقيب ..
ما الذي حمل الضاري وبقية الجوقة التي تتبادل الأدوار والمهمات الى عقد هذا المؤتمر الصحفي .. وحادث قتل عراقيين مهما كان العدد صار أمرا اعتياديا ومألوفا في عراق اليوم بفضل الاحتلال الديمقراطي وعصابات الارهاب البعثي - الوهابي ..
قنبلة حارث الضاري جاءت للتغطية على جريمة بشعة وجديدة في إسلوبها وأهدافها .. جريمة مرت عليها وسائل الإعلام مرور الكرام .. بل أن بعضها كجزيرة آل ثاني برزت تصريحات الضاري وبيانه بشكل ملفت للتغطية على الجريمة الأخرى ..
تسعة آخرون .. زوجة وأطفال .. أبوهم جاسوس او عميل او مجرم او قاتل .. او ليكن ما يكون ..
تسلل مجرمو العصابات البعثية الوهابية الى بيته .. وأبادوا العائلة كلها وهم نيام .. للإنتقام من الأب .. في سابقة تعيد أمجاد حزب آل المجيد في الانتقام الجماعي والإبادة الجماعية ..
تسعة بتسعة .. لكن واحدة من التسعتين لم تحرك ضمير الضاري بحيث يشير اليها ولو مجرد إشارة .. وأخرى يريد بها ان يتستر على الاولى ..
جريمة قتل عائلة بكاملها وبأسلحة مزودة بكواتم للصوت .. ليست جريمة في عرف الضاري .. وليست حقدا طائفيا ولا تطهيرا طائفيا .. ولا عملا إرهابيا في قاموس مريديه والمدافعين عن بشاعته الطائفية .. ومن يدري فقد تكون كالعادة من صنع الموساد .. او الجن .
وبقية القصة ترويها جريدة الحياة ..
الناجي الوحيد من عائلة طارش يروي تفاصيل الجريمة: أمي كانت تحتضن مرتضى وزهراء والدم ينزف من فمها وأنفها
بغداد – عبدالواحد طعمة الحياة - 12/07/05//
يسيطر الهلع والخوف على سكان منطقة البلديات (شرق بغداد) بعد مقتل عائلة حسين طارش (الشيعية) المكونة من 9 أفراد، بينهم طفل عمره سنتان، فجر أول من أمس من دون معرفة الأسباب.
وطارش في العقد السادس من العمر قدم قبل 8 سنوات من مدينة الصدر في الضاحية الشرقية للعاصمة إلى حي البلديات المجاور لها والذي تسكنه عائلات ميسورة من الموظفين. وكان رب العائلة حسين نجا من القتل لأنه لم يكن في المنزل، كما نجا نجله عيسى (13 عاماً) الذي أصيب برصاص في الرأس وهو يرقد في احدى مستشفيات بغداد لا يعلم شيئاً عن مصير عائلته.
وتحدث عيسى الى «الحياة» وهو يصف والدته «التي كانت تنزف دماً من فمها وانفها» وكيف «كانت تحتضن» اشقاءه مرتضى (سنتان) وزهراء (4 سنوات). وقال ان لصاً اعتدى على والدته وشقيقه ناصر (19 سنة) وأحدث جرحاً في رأسه. وأضاف عيسى، وهو يحاول ان يتذكر صور تلك اللحظات الرهيبة، كيف كان مسدس ابيه ملقى على الأرض وسط خزانة الملابس المبعثرة في غرفة النوم.
وأغمي على عيسى بعدما اصيب. وكل ما يتذكره أنه استيقظ من نومه وأراد الذهاب إلى الحمام «لكنني فوجئت بسائل حار يسيل على صدري مروراً بوجهي ولم ادر انه دم. وقبل ان يغمى علي رأيت اختي سارة نائمة وشقيقي ناصر قد ضربه اللص على رأسه وكان زاحفاً نحو مسدس ابي، وزهراء ومرتضى نائمان على كتفي امي».
أحد سكان الحي (س.ع) اتهم الجماعات المسلحة بالحادث، وقال في تصريح لـ «الحياة» إن هناك «خلافات بين بعض افراد العائلة الضحية وبعض ابناء العائلات السنّية من عشيرة الدليم». وأضاف ان هذه العائلة كانت في دائرة الشبهات في مقتل أحد أبناء الدليم، اضافة إلى وجود خلافات في الرأي بين هذه العائلة وبعض العائلات حول العمليات المسلحة، مشيراً إلى ان حسين طارش وأولاده لا يتورعون عن توجيه الانتقادات إلى الجماعات المسلحة بشكل يثير حفيظة أبناء المنطقة، ما يؤدي في بعض الاحيان إلى العراك والشجار.
وأكد المواطن (ل.ط) وهو من سكان الحي، ما ذهب اليه (س.ع) من وجود بعض المشاكل بين بعض افراد العائلة المغدورة وبعض ابناء المنطقة، ولفت الى انها لا تتجاوز الخصومات الموقتة وغالباً ما يتم احتواؤها، وكان آخرها شجار بين احد ابناء طارش وأحد ابناء الجيران بسبب انتقاده اتخاذ الاول صورة أحد أئمة الشيعة خلفية على شاشة الهاتف النقال.
اما (ص.ح) موظف متقاعد (70 سنة) ويسكن في حي البلديات منذ 30 سنة، فقد اتهم «القوى الاستعمارية التي تحتل العراق بتحريك عملائها افراداً واحزاباً من كلا الطائفتين السنّية والشيعية والعلمانيين وذوي الميول الدينية لاحداث شرخ بين ابناء البلد الواحد».
ضابط التحقيق في مركز شرطة الرشاد والمسؤول عن متابعة القضية أوضح ان القتلى هم: الأم فاطمة شمكلي (42 سنة)، والاخوة والاخوات: ناصر (19 سنة) وسارة (21 سنة) ورسول (14 سنة) وكاظم (9 سنوات) وابراهيم (8 سنوات) وموسى (7 سنوات) وزهراء (4 سنوات) ومرتضى (سنتان)، واصيب عيسى بطلق ناري في الرأس وهو في حال شبه مستقرة.
وذكر الضابط ان الدلائل تشير الى ان الجناة كانوا اكثر من 3 اشخاص، وانهم محتـــــرفو قــــــتل وعلى علم بكل تفاصيل المنطقــــــة وما يجري في بيت آل طارش، واستخدموا البنادق الاوتوماتيكية الرشاشة. وعزا عدم ادلاء بعض جيران الضحايا بأية شهادة عن الجريمة إلى «خوفهم من تبعات ذلك، ما يعني ان الجناة معروفون في المنطقة».
واستنكر الشيخ احمد الدليمي، امام احد المساجد في المنطقة، الجريمة، وقال لـ «الحياة»: «هذه الجريمة تدلل على مستوى السفالة والاجرام عند الجناة».