السيستاني اجتمع مع علماء دين
شيعة وسنة لبحث انشاء مرجعية موحدة
الأحد 21 مارس 2004 07:02
"إيلاف"من لندن: تشهد الساحة السياسية العراقية هذه الايام تحركات وتنسيقا بين المراجع الدينية الشيعية والسنية استعدادا لاستحقاقات المرحلة المقبلة التي ستشهد استلام العراقيين للسلطة من الاحتلال واجراء انتخابات عامة في نهاية الشهر الاول من العام المقبل .
فقد شهدت مدينة النجف المقدسة خلال الايام الثلاثة الماضية اجتماعات متعددة بين المرجع الشيعي الاعلى اية الله السيد علي السيستاني وعلماء دين من الطائفتين . فبعد اجتماع المرجع مع الدكتور محمد بحر العلوم الرئيس الحالي لمجلس الحكم لبحث متطلبات التنسيق بين المرجعية الدينية العليا والتيارات السياسية المختلفة للخروج من الازمة السياسية التي يمر بها العراق عقد السيستاني في مكتبه اجتماعا مماثلا مع وفد من علماء الدين السنة لبحث توحيد المواقف " وتفويت الفرصة على محاولات شق وحدة المسلمين ونشر الفرقة والطائفية بين العراقيين خدمة لاعدائهم " كما اوضح مصدر عراقي مطلع تحدثت معه "ايلاف " اليوم هاتفيا من بغداد مشيرا الى ان هيئة علماء المسلمين التي تمثل امرجعية السنية في البلاد تستعد للاعلان عن تشكيل ائتلاف سياسي جديد قبيل بدء عملية نقل السلطة إلى العراقيين في حزيران (يونيو) المقبل.
وقال عضو مجلس شورى أهل السنة والجماعة عبد الستار عبد الجبارفي تصريح صحفي الى ان المباحثات مستمرة لاعلان هذا الائتلاف مؤكدا موافقة 20 حزبا وتيارا على الانضمام لهذا الائتلاف . وشدد على إن تشكيل هذا الائتلاف لا يأتي في إطار الصراع على تسلم السلطة وإنما من أجل تشكيل مرجعية موحدة للشيعة والسنة تهدف إلى توحيد الاراء لمواجهة التحديات التي تتعرض لها البلاد بعد عام من سقوط نظام صدام حسين.
وعشيّة وصول البعثة الدولية التابعة للأمم المتحدة برئاسة الأخضر الابراهيمي الى العراق للبحث في موضوع الانتخابات وانتقال السلطة سارعت المرجعية الشيعية في النجف الى اصدار استبيان مكتوب باللغتين العربية والانكليزية حول قانون ادارة الدولة العراقية خلال المرحلة الانتقالية والمواد المطلوب تعديلها.
وقد بدأت المكاتب التابعة للمرجعية والقوى الاسلامية امس بتوزيع الاستبيان على عموم العراقيين بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والدينية والقومية لاعطاء رأيهم مشفوعا ببصمة الابهام. وفي الجانب الثاني من الاستبيان المرسوم عليه خارطة العراق تم وضع جدول مؤلف من ست حقول تحت مسمّى قائمة الموقعين تضمنت : التسلسل، الاسم، العنوان، المهنة، التولد ثم البصمة.وفيما تضمن هذا الاستبيان عبارة " من أجل حرية ابناء العراق " تم تذييله بعبارة "نرجو من الأخوة عدم تكرار المشاركة".ومن المقرر أن يتم توزيع هذا الاستبيان بعد ملئه من قبل المواطنين الى الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية وسلطة الاحتلال ومجلس الحكم فيما ستم توزيع نتائجه على وسائل الاعلام لنشرها .
واوضح مسؤول تنظيمات حركة حزب الله في العراق صباح داغر صحيفة "القبس" الكويتية اليوم ان المرجعية الدينية هي التي تولت صياغة واعداد هذا الاستبيان وقال " نحن ملزمون بتنفيذ ارادة المرجع الديني آية الله السيستاني وبقية المراجع حيث وصلنا هذا الاستبيان من وكلاء المرجعية فشرعنا بتوزيعه ".كما ستتولى توزيع الاستبيان جميع مكاتب وكلاء المرجعية والحركات الاسلامية وأئمة المساجد السنية والشيعية وبعد أن تكتمل عملية التوزيع يجري احصاء كامل للموقعين على الاستبيان ليتم لاحقا رفعه الى المرجع الاعلى.
واشارت مصادر مطلعة الى ان هذا الاستبيان يشير الى ان السيستاني قد قرر اتخاذ خطوات احترازية أكثر تشددا للحيلولة دون تمرير بعض الفقرات الواردة في القانون المؤقت مخافة ادراجها ضمن الدستور الدائم. واوضحت ان من بين هذه الفقرات التي لم يتوان وكلاء المرجع الديني عن رفضها بشدة فقرة قانون السماح بتعدد الجنسية الذي ينظر اليه المرجع بكثير من الحساسية لأنه قد يعطي لليهود العراقيين حق التجنس في العراق وبالتالي يمكنهم العودة من اسرائيل الى العراق كمواطنين عراقيين لهم حقوق المواطنة التي تشمل فيما تشمل حق التملك والعمل التجاري والتدخل في الشؤون الاقتصادية والسياسية في البلاد.
كما أن الفقرة المتعلقة باعطاء ثلثي سكان ثلاث محافظات أو اكثر حق نقض الدستور الدائم ورفض الجمعية العمومية المنتخبة تثير ايضا لدى المرجع الديني كثيرا من التحفظ لأن من شأن هذه الفقرة أن تلغي أي مادة قانونية قد لا تعطي الأكراد حق الفدرالية التي يطالبون بها بها فيما ينظر اليها الكثيرون من المعنيين في الشأن العراقي بأنها خطوة على طريق الانفصال وتقسيم العراق.
د. أسامة مهدي
ماهو تعليقك؟