|
-
تاريخ الامير عمران بن شاهين الخفاجي الجز ء الاول .
تاريخ الامير عمران بن شاهين الخفاجي الجز ء الاول .
بقلم|مجاهد منعثر منشد
المقدمة
عمران بن شاهين الخفاجي الامير المعروف وتاريخه مدون في المصادر التاريخية المعتمدة لكن البعض من الباحثين يحاولون تمرير وجهة نظرهم الشخصية بدون طرح الادلة حتى تكون وجهة النظر هذه او تلك مقنعه .
والمغالطات المقصودة في أثارة مسائل تاريخية عن شخصية ما اهدافها واضحة ومكشوفة للباحثين او المهتمين في تدوين التاريخ كون الغاية من هذه المغالطات معروفة.واما ان تكون غير مقصودة ,فهذا يدل على ضعف البحث او الموضوع .
لذلك نسلط الضوء على بعض المغالطات التي ذكرت في تاريخ الامير عمران على شكل ثلاثة نقاط من كتب او مواضيع عن التاريخ ثم ندون ماذكرته المصادر عنه :ـ
1.جاء في اعلام الزركلي ابن شاهين (369 هـ ـ 979 م) عمران بن شاهين: رأس الإمارة الشاهينية بالبطيحة، ومؤسسها. أصله من الجامدة (من أعمال واسط) مجهول النسب، سوادي المنشأ، ينتسب إلى بني سليم.1.
السؤال :ـ كيف هو مجهول النسب ,وماهو الدليل ؟ وماهو الدليل على انتسابه لبني سليم ؟هل ذكر في حوادثهم او تاريخهم ؟لتتم معرفته انه منهم ؟ مع العلم ان والده معروف في البطائح قبل وجوده وكانت هناك الامارة الشاهينية وسيتم ذكر ذلك ي موضوع اثاره .
2. الملا جميل الروزبياني في كتابة (اربع دول كردية) احد الدول التي يعتبرها الكاتب دولة كردية هي دولة( الشاهيني) في منطقة اهوار العراق.
يقول المؤلف2:
في العام (338هـ – 940م) ظهر اسم عمران بن شاهين فجأة في ذات الوقت الذي ظهرت فيه امارة (العيشانية) التي كانت مقدمة لنشوء الدولة (الحســــنوية) و(الشاهينية) قريبة من مندلي والكوت الحاليتين.
ويأتي الروزبياني على ذكر امراء دولة الشاهيني – نقلاً عن الكامل –
ثم يعود الروزبياني الى ابن الاثير فيقول: لقد بين لنا ابن الاثير ماهية عمل(شاهين) الا انه قال عن (عمران) انه كان (قاطع طريق) اول الامر.
ثم يعلق الروزبياني قائلاً: مسكينة الامة الكردية، يساء الى سمعة قادتها العظام من قبل الاعداء , على مدى التأريخ.
وفي ختام حديثه عن دولة (الشاهيني) يتناول الروزبياني قائلا ثم :عاد المهذب الى الاهوار واستقبله الناس بحفاوة وادار شؤون البلاد حتى عام (409هـ – 1010م) حيث توفي, وكان من المقرر ان يحل ابنه محله ولكن ابنة شقيقة مهذب الدولة , ثارت ضد الامير الجديد وقتلته ثم قتّلت هي الاخرى وانفرط عقد (الشاهيني) و تلاشت الامارة وهذا هو سوء الحظ الذي لازم الكرد على مدى التاريخ. (انتهى).
السؤال :كيف استدل الكاتب على ان الامير عمران الخفاجي كردي ومن قادة الاكراد ؟ ماهو الدليل ؟
واقول للكاتب منطقة جنوب العراق في القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين أحداثًا كثيرة ، منها انتفاضة الزط (ومن الجماعات التي سكنت البطائح أيضًا الزط ( Jat ) وهم قوم من الهند وبالتحديد من بلاد السند ، جاءوا إلى هذه المنطقة بطرق عديدة وفي أوقات مختلفة 3.وثورات العلويين وثورة الزنج وفتنة القرامطة وظهور الإسماعيليين وحركة عمران بن شاهين .فاين الدولة الكردية ؟ لماذا لم تذكرها المصادر التاريخية ؟
3. وفي موضوع البطائح تحت نفوذ عمران بن شاهين لفائزة اسماعيل البطائح تحت نفوذ عمران بن شاهين 4.
تقول وكل ما ذكر عنه أنه عربي ينتمي إلى قبيلة سُليم ، نشأ في سواد العراق وبالتحديد في مدينة الجامدة التي تقع على الطريق بين البصرة وواسط ، ثم التجأ إلى البطائح بعد أن ارتكب جريمة وخاف من أن يقبض عليه .
تعتمد الاستاذه في نقل الخبر على انتسابه الى مؤلف مجهول كما ذكرت في الهامش 5.
سيدتي اذا كانت رسالة ماجستير او موضوع تاريخي عادي كيف يعتمد على مؤلف مجهول ؟ ماهو الطرح المقنع بانه من بني سليم ؟
واشكر نص عبارتك (من هنا يتضح لنا من تصرفات عمران بن شاهين أنه رغم الاعتراف به أميرًا على منطقة البطائح لم يتخل عن هدفه الأساسي وهو إصلاح الخلل الاجتماعي والاقتصادي والقهر السياسي بالقوة وحماية الفقراء وإسعادهم ) .
واقف معك في هذه العبارة من النص رغم الاعتراف به اميرا ! من خلال اطلاع على حياة الامراء نجد اغلبهم يهتمون بالقضية التاريخية ولايمكن ان يكون امير مشهور والناس لاببحثون عن تاريخة خصوصا الاعداء منهم اما لكسب الناس ضده او عليه او معه ,فأن كانت هناك جريمة قام بها الامير عمران بن شاهين عند بني سليم لاشتهرت بين الناس كما نذكر اليوم خلافه مع القائد البويهي .وقيادات بامكانات البويهين لااعتقد يفوتهم ذلك وهم اعداء له حينها .
ان طرح هذه المقدمة لبيان اسباب اختيار الكتابة عن الامير عمران بن شاهين الخفاجي الذي ذكرناه في عدة مواضيع منها مذكراتنا 6..
ولايمكن ان يكون الامير عمران بن شاهين مجهول النسب او كما تدعي بعض المصادر انه هرب من جناية في بني سليم لان والده شاهين موجود في المنطقة وله اثار في المصادر التاريخية سنذكرها كما اشرنا اعلاه في موضوع اثار الامير عمران ,فكيف والده موجود في المنطقة وعمران عند بني سليم وهرب منهم .؟وتجاه هذه المغالطات وردتنا فكرة تاريخ عمران بن شاهين .والفكرة متتسلسلة بعدة مواضيع ووهي :ـ
المقدمة ونسب عمران بن شاهين و ذرية عمران وموضوع امير البطائح هذا هو الجز ء الاول من الموضوع كونه طويل لذلك وضعنا الجزء الثاني الذي يتضمن اثاره ووفاته وتعاقب الامارة ومقتل اولاد واحفاد الامير عمران ثم المصادر والهوامش .والله من وراء القصد .
1.نسب عمران بن شاهين :ـ
ينتسب الامير عمران الى قبيلة خفاجة ,وسنعود لذلك فيما بعد ,وفي البداية نذكر عن قبيلة بني سليم حيث هناك كتاب يقولون انه من بني سليم بدون ذكر الادلة او تسليط الضوء على الحادثة الرئيسية التي وقعة لعمران بن شاهين عند قبيلة بني سليم .واذا بحثنا في حوادث بني سليم عن طريق المصادر التاريخية لانجدهم يذكرون الامير عمران او حادثته في هذه القبيلة العريقة .
أ.قبيلة بني سليم :ـ
أن تاريخ قبيلة بني سليم واضح .وهناك الكثيرمن المصادر ذكرتهم مثل الاصطخري موطن قبيلة بني سليم عند ذكره مواطن القبائل العربية اذ قال : اذا جزت المعدن يقصد به معدن النقرة عن يسار المدينة فانت في سليم واذا جزته عن يمين المدينة فانت في جهينة. 7.
وهذا الرأي يطابق ما ورد في المصادر الجغرافية التي حددت موقع سليم شرقي المدينة ومكة 8 .
وقد ذكر ابن خلدون منازل القبيلة بقوله : " وكانت بلادهم في عالية نجد بالغرب وخيبر 9 .
في حين يرى القلقشندي ان منازلهم في عالية نجد بالقرب من خيبر 10.
ونسب بني سليم تنتسب قبيلة بني سُلَيمْ إلى سُلَيمْ بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو من الجيل التاسع من عدنان والأول من سليم امه تكمة بنت مربن اد من الجيل التاسع من عدنان وزوجته العصماء بنت بهثة بن غنم بن غني من الجيل الحادي عشر من عدنان. والنسب من ولده بهثة من الجيل العاشر من عدنان والثاني من سليم ، وأمه العصماء بنت بهثة بن غنم بن غني 11.
ب.قبيلة خفاجة :ـ
قال السيد القزويني :ـ خفاجه حي من بني عامر وهم من قيس عيلان منهم عمران بن شاهين الخفاجي ...الخ 12.
وقد ذكروا نسبه الى قبيلة خفاجة في عدة مصادر معتبره منها :ـ
ـ1.التحفه النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ـ الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الظائي .2.ماضي النجف وحاضرها الشيخ جعفر ال محبوبة .3.مراقد المعارف ومعارف الرجال الشيخ محمد حرز الدين .4.انساب القبائل العربية في النجف الاشرف الاستاذ ناجي وداعه الشريس .5.انساب القبائل العربية المجتهد العلامه السيد محمد مهدي القزويني .6.تاريخ الحلة الشيخ يوسف كركوش الحلي .7.تاريخ الديوانية الحاج وادي العظية .8.تاريخ العمارة وعشائرها عبد الكريم الندواني .9.تاريخ الكوفة للسيد حسون العراقي .10.الحقائق الناصعة عن ثورة العشرين فريق المزهر ال فرعون .11. دراسات عن عشائر العراق الشيخ حمودي الساعدي .12.معجم القبائل العربية القديمة والحديثة عمر رضا كحالة .13.تاريخ الكوفة السيد احمد البراقي النجفي .14.الدرر البهية في انساب عشائر النجف العربية عباس محمد الزبيدي الدجيلي .15.عشائر الفرات الاوسط والجنوبي جبار عبد الله الجوبيراوي.
2.ذرية عمران بن شاهين
ذكر أهل التواريخ من ذرية عمران ثلاثة تولوا الامارة من بعده و هم ولده الحسين بن عمران قتل 372 و أخوه أبو الفرج محمد بن عمران قتل 373 و حفيده أبو المعالي بن الحسين بن عمران بن شاهين أقيم في الامارة بعد قتل عمه .
ويذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان ابا الهيجاء وقال في مادة قصرالعباس قرأت في كتاب ألفه عميد الدولة أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير حدثني ابوالهيجاء ابن عمران بن شاهين امير البطيحة قال : كنت أساير معتمد الدولة ابا المنيع قرواش بن المقلد مابين سنجار ونصبيين .ثم نزلنا فاستدعاني بعد النزول ,وقدنزل بقصر هناك مطل على بساتين ومياة كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمر الغنوي (كان اميرا في ايام المقتدر بالله مات ستة 305هـ)
فدخلت عليه وهو قائم في القصر يتأمل كتابة ابيات شعر ثلاثة على الحائط كتبها علي بن عبد الله بن حمدان بخطه سنة 331هـ وابيات الغظنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان كتبها سنة 362هـ وابيات بخط المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي بتاريخ سنة 388هـ .وهاهي ابيات المقلد
ياقصر مافعل الاولى ...ضربت قبابهم بقعرك
اخنى الزمان عليهم ..وطواهم تطويل نشرك
واها لقاصر عمر من ..يحتال فيك وطول عمرك
قال أبو الهيجاء فعجبت من ذلك و قلت له متى كتب الأمير هذا قال الساعة قال و كتب الأمير أبو الهيجاء تحت الجميع:
ان الذي قسم المعيشة في الورى قد خصني بالسير في الآفاق
مترددا لا أستريح من العنا في كل يوم ابتلى بفراق
قال ياقوت الحموي في معجم البلدان13:ـ والمقلد هذا والد قرواش بن المقلد احد امراء بني عقيل العظماء .وتحت هذه الكتابة ايضا ابيات اربعة كتبها قرواش بن المقلد في سنة 401 انظرها في معجم البلدان .وكان مهابا رئيسا لقبائل خفاجة ,وكان اديبا شاعرا معروفا.
و قال الحجة السيد محسن الاميني اهل التواريخ لم يذكروا ابا الهيجاء ,وانما ذكره ياقوت الحموي ,ولايجوز ان يكون اباالهيجاء هو الحسين لان ابا الحسين كان موجودا سنة 401هـ.. 14.
كان أبو الهيجاء شاعرا و كان أميرا على البطيحة كابيه عمران و أبوه هو صاحب مسجد عمران بالنجف الأشرف المذكور في بابه في معجم البلدان.
وفي معجم الانساب والاسرات الحاكمة للمستشرق زامباور 15 ان الحسين بن عمران اغتيل سنة 370 ,وان ابا الفرج محمد بن عمران قتله المظفر بن علي الحاجب ,وابا المعالي بن الحسن بن عمران نفي الى واسط سنة 373هـ .
وذكروا ان الذي خلفه من بعده في الامارة على البطيحة ولده الامير حسين ,وقتل بسعي أخيه ابي الفرج محمد سنة 372هـ فولى الامارة ابو الفرج وبقي فيها سنة وقتل ,وبقيت الامارة بيد اولاده واحفاده حتى تمام القرن الرابع .ومن اولاده البارزين ابو الهيجاء.
3.امير البطائح عمران الخفاجي
يقول الشيخ حرز الدين في مراقد المعارف :ـ
كان عمران بن شاهين اميرأ على البطيحة في العراق ,وكان من امراء الشيعة الامامية ,له دار في البطيحة شهيرة كانت مأمنا وملاذن لكل خائف وطريد من السلطة الحاكمة في بغداد .16.
ويقول ياقوت الحموي :ـ الصليق .
مواضع كانت في بطيحة واسط بينها وبين بغداد.كانت دار مهذب الدولة ابي نصر المستولى على تلك البلاد .وفبله كانت لعمران بن شاهين وقد خربت الان ,كانت ملجأ لكل خائف .ومأوا لكل مطرود اذا هرب من بغداد ..وهي ملك دار بني العباس .وال بويه ,والسلجوقية ـلجأ اليها صاحبها ,فلا سبيل اليه بوجه ولاسبب .ولايمكن استخلاصه بالغلبة ابدا . 17.
وعمران بن شاهين الخفاجي 18 .
أمير البطيحة ((البطيحة )) 19,وزعيم قبائل خفاجة في العراق , توفي في المحرم سنة 369هـ بالبطيحة ,ونقل جثمانة الى النجف الاشرف مشهد الامام علي امير المؤمنين (عليه السلام) . مرقدة في النجف الاشرف شمال الصحن الغروي الاقدس قرب باب الطوسي 20.
يبعد حدود المائة ذراع عنه ,ويقع في دار من ((محلة المشراق ))قديمة البناء والهيئة خربة واسعة,وكان رسم قبرة دكة عالية ارتفاعها الى ثلثي قامة انسان في سرداب تلك الديار الملاصقة شمالا للمسجد 21.
وكان الحاج عيسى الكبة البغدادي يقيم الصلاة فيه جماعة وفقية العراق الشيخ راضي النجفي المتوفى سنة 1290هـ ,و دكة قبرة في اخر سنة من القرن الثالث عشر الهجري ,ويبدوا انه دفن في سرداب داره بالنجف الاشرف .
واما استفحال امر الامير عمران بن شاهين مذكور في عدة مصادر نذكر ثلاثة منها :ـ
أ.ابن خلدون في تاريخه كان عمران بن شاهين مِن أهل المُصامدة، وكان يتصرَّف في الجِباية، وحصل منها بيده مال فصرفه وهرب إلى البطيحة مُمتنعاً مِن الدولة، وأقام هنالك بين القصب والآجام يقتات بسَمك الماء وطيره ويأخذ الرِّفاق التي تمُرُّ به، واجتمع إليه لصوص الصيَّادين، فقوي وامتنع على السلطان، وتَمسّك بطاعة أبي القاسم بن البريدي بالبصرة، فقلَّده حماية الجامدة وحماية البطائح ونواحيها، فعَزَّ جانبه وكَثُر جَمعه وسلاحه، واتَّخذ مَعاقل على التلال بالبطيحة، وغلب على تلك النواحي. وأهمَّ مُعزُّ الدولة أمره، وبعث وزيره أبا جعفر الصيمري في العساكر سنة ثمان وثلاثين وحصره، وأيقن بالهَلاك وما نَفَّس عن مَخنقه إلاَّ وصول الخبر بوفاة عماد الدولة بن بويه، ومُبادرة الوزير الصيمري إلى شيراز بعد أنْ كتب إليه مُعزُّ الدولة بأنْ يَترك مُحاربة ابن شاهين ويَسير إلى شيراز مَدداً لعَضد الدولة. فعاد عمران إلى حاله وقَوي أمره. وجاء في الصفحة505 في الخبر عن بني شاهين ما لا يَخرج عن هذا. ولمَّا انصرف الصيمري عن عمران وعاد إلى حاله، بعث مُعزُّ الدولة لقتاله روزبهان مِن أعيان الديلم في العساكر، فتَحصَّن منه في مَضايق البطائح، فطاوله فضجر روزبهان واستعجل قتاله، فهزمه عمران وغَنِم ما معهم. فاستفحل وقَوي وأفسد السابلة، وكان أصحابه يَطلبون الخِفارة مِن جُند السلطان إذا مَرُّوا بهم إلى ضياعهم ومعايشهم بالبصرة، فبعث مُعزُّ الدولة بالعساكر مع المهلبي، وزحف إلى البطائح سنة أربعين، ودخل عمرانفي مَضايقه، وأشاروا عليه بالهجوم فلم يَفعل، فكتب إليه مُعزُّ الدولة بذلك بإشارة روزبهان، فدخل المهلبي المَضايق بجميع عسكره، وقد أكمن لهم عمران، فخرج عليهم الكمين وتَقسَّموا بين القتل والغَرق والأسر. ونجا المهلبي سابِحاً في الماء، وكان روزبهان مُتأخراً في الزحف فسَلِم. وأسر عمران كثيراً مِن قوَّادهم الأكابر، ففاداه مُعزُّ الدولة بمَن في أسره مِن أهله وأصحابه، وقلَّده ولاية البطائح. فاستفحل أمره. ثُمَّ انتقض سنة أربع وأربعين لخبرٍ بلغه عن مَرضٍ طَرَقَ مُعزَّ الدولة، وأرجف أهل بغداد بموته. ومَرَّ به مال مِن الأموال يُحمَل إلى مُعزِّ الدولة، ومعه جماعة مِن التُّجار، فكبسهم وأخذ جميع ما معهم ثُمَّ رَدَّ ذلك بعد إبلال معز الدولة مِن مَرضه. وفَسد ما بينهما مِن الصُّلح، ثُمَّ سار مُعزُّ الدولة إلى واسط سنة خمس وخمسين، فبعث العساكر مِن هنالك لقتال عمران مع أبي الفضل العباس بن الحسن، وقَدِم عليه نافع مولى ابن وجيه صاحب عُمان يَستنجده عليها، فانحدر إلى الأُبلَّة، وبعث معه المراكب إلى عُمان، وسارت عساكره إلى البطائح فنزلوا الجامدة، وسدُّوا الأنهار التي تَصبُّ إليها، ثُمَّ رجع مُعزُّ الدولة مِن الأُبلَّة وطَرقه المَرض، فجهَّز العساكر لقتال عمران. وعاد إلى بغداد فهلك، وولي بعده ابنه عِزُّ الدولة بختيار، فأعاد العساكر المُجمَرة على عمران وعقد معه الصلح، فاستمرَّ حاله. ثُمَّ زحف بختيار إليه سنة تسع وخمسين، وأقام بواسط يتصيَّد شهراً، ثُمَّ بعث وزيره إلى الجامِدة وطُرق البطيحة، فسدَّ مَجاري الماء وقلبها إلى أنهارها وهي الجسور إلى العراق، ثُمَّ جاء المَدُّ مِن دجلة وخَرَّب جميع ذلك، ثُمَّ انتقل عمران إلى مَعقل آخر، ونقل ماله إليه حتَّى إذا حَسر المياه، وانتهجت الطرق فقدوا عمران مِن مكانه وطال عليهم الأمر، وشغب الجُند إلى الوزير، فأمر بختيار بمصالحته على
ألف ألف درهم. ولمَّا رحل العسكر عنه ثار أصحابه في أطراف الناس، فنهبوا كثيراً مِن العساكر، ووصلوا إلى بغداد سنة إحدى وستين.22.
ب. واخبار بني شاهين في الكامل لابن الاثير ذكر في سنة (338) في هذه السنة استفحل أمر عمران بن شاهين، وقوي شأنه، وكان ابتداء حاله أنَّه مِن أهل الجامدة فجبى جِبايات، فهرب إلى البطيحة خَوفاً مِن السلطان، وأقام بين القصب والآجام واقتصر على ما يصيده مِن السمك وطيور الماء قوتاً، ثُمَّ صار يَقطع الطريق على مَن يَسلك البطيحة، واجتمع إليه جماعة مِن الصيَّادين وجماعة مِن اللُّصوص. فقوي بهم وحمى جانبه مِن السلطان، فلمَّا خاف أنْ يُقصد استأمن إلى أبي القاسم البريدي، فقلَّده حِماية الجامدة ونواحي البطائح. وما زال يَجمعالرجال إلى أنْ كَثُر أصحابه وقوي، واستعدَّ بالسلاح واتَّخذ مَعاقل على التلول التي بالبطيحة، وغلب على تلك النواحي. فسار إليه في الجيوش وحاربه مرَّةً بعد مرَّةً، واستأمر أهله وعياله. وهرب عمران بن شاهين واستتر، وأشرف على الهَلاك، فاتَّفق أنَّ عماد الدولة بن بويه مات واضطرب جيشه بفارس، فكتب مُعزُّ الدولة إلى الصيمري بالمُبادرة إلى شيراز لإصلاح الأمور بها. فترك عمران وسار إلى شيراز، فلمَّا سار الصيمري عن البطائح ظهر عمران بن شاهين مِن استتاره، وعاد إلى أمره، وجَمع مَن تفرَّق عنه مِن أصحابه وقوي أمره. وعاد الصيمري في هذه السنة مِن فارس، وأقام يُحاصر عمران بن شاهين، فأخذته حُمَّى مات منها بأعمال الجامدة.
وسنة (339) تَقدَّم أنَّ عمران بن شاهين قد ازداد قوَّة وجُرأة بعد مَسير الصيمري عنه، فأنفذ مُعزُّ الدولة إلى قتاله روزبهان وهو مِن أعيان عسكره، فنازله وقاتله فطاوله عمران وتَحصَّن منه في مَضايق البطيحة. فضجر روزبهان وأقدم عليه طالباً للمناجَزة، فاستظهر عليه عمران وهزمه وأصحابه، وقَتل منهم وغَنِم جميع ما معهم مِن السلاح وآلات الحرب، فقوي بها وتَضاعفت قوَّته، فطَمع أصحابه في السلطان، فصاروا إذا اجتاز بهم أحد مِن أصحاب السلطان يَطلبون منه البَذرقة والخِفارة، فإنْ أعطاهم، وإلاَّ ضربوه واستخفُّوا به وشتموه. وكان الجُند لابُدَّ لهم مِن العبور عليهم إلى ضياعهم ومعايشهم بالبصرة وغيرها، ثُمَّ انقطع الطريق إلى البصرة إلاّ على الظَهر؛ فشكا الناس ذلك إلى مُعزِّ الدولة؛ فكتب إلى المهلبي بالمسير إلى واسط لهذا السبب، وكان بالبصرة، فأصعد إليها وأمدَّه مُعزُّ الدولة بالقوَّاد والأجناد والسلاح، وأطلق يده في الإنفاق، فزحف إلى البطيحة، وضيَّق على عمران وسَدَّ المَذاهب عليه، فانتهى إلى المَضايق لا يَعرِفها إلاَّ عمران وأصحابه، وأحبَّ روزبهان أنْ يُصيب المهلبي ما أصابه مِن الهزيمة ولا يَستبدَّ بالظَفر والفتح، وأشار على المهلبي بالهجوم على عمران، فلم يَقبل منه. فكتب إلى مُعزِّ الدولة يُعجِّز المهلبي، ويقول: إنَّه يُطاول ليُنفق الأموال ويَفعل ما يُريد؛ فكتب مُعزُّ الدولة بالعَتب والاستبطاء. فترك المهلبي الحَزْم وما كان يُريد أنْ يفعله، ودخل بجميع عسكره، وهَجم على مكانعمران، وكان قد جعل الكُمناء في تلك المضايق، وتأخَّر روزبهان ليَسلَم عند الهزيمة، فلمَّا تَقدَّم المهلبي خرج عليه وعلى أصحابه الكُمناء، ووضعوا فيهم السلاح، فقُتلوا وغَرِقوا وأُسروا. وانصرف روزبهان سالماً هو وأصحابه. وألقى المهلبي نفسه في الماء فنجا سِباحة، وأسر عمران القوَّاد والأكابر. فاضطرَّ مُعزُّ الدولة إلى مُصالحته، وإطلاق مَن عنده مِن أهل عمران وإخوته. فأطلق عمران مَن في أسره مِن أصحاب مُعزِّ الدولة، وقلَّده مُعزُّ الدولة البطائح، فقوي واستفحل أمره.
و سنة (344) كان قد عَرض لمُعزِّ الدولة مَرض، سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان خوّاراً في أمراضه، فأرجف الناس به واضطربت بغداد، فاضطرَّ إلى الركوب على ما به مِن شِدَّة المرض. فلمَّا كان في المُحرَّم مِن
هذه السنة أوصى إلى ابنه بختيار، وقلَّده الأمر بعده وجعله أمير الأُمراء، وبلغ عمران بن شاهين أنَّ مُعزَّ الدولة قد مات، واجتاز عليه مالٌ يُحمَل إلى مُعزِّ الدولة مِن الأهواز، وفي صحبته كثير مِن التُّجَّار. فخرج عليهم فأخذ الجميع، فلمَّا عوفي مُعزُّ الدولة راسل ابن شاهين في المعنى، فردَّ عليه ما أخذه له، وحصّل له أموال التُّجَّار، وانفسخ الصلح بينهما، وكان ذلك في المُحرَّم.
وسنة (349)، فيها استأمن أبو الفتح المعروف بابن العريان، أخو عمران بن شاهين صاحب البطيحة إلى مُعزِّ الدولة بأهله وماله، وكان خاف أخاه فأكرمه مُعزُّ الدولة وأحسن إليه.
وسنة (350)، وفيها وصل أبو القاسم أخو عمران بن شاهين إلى مُعزِّ الدولة مستأمناً.
وسنة (355)، وفيها سار مُعزُّ الدولة إلى واسط؛ لأجل قَصد ولاية عمران بن شاهين بالبطائح؛ ولإرسال جيش إلى عمان. فلمَّا وصل إلى واسط قَدِم عليه نافع الأسود الذي كان صاحب عمان، فأحسن إليه، وأقام للفُراغ مِن أمر عمران، فأنفذ الجيش إليه مع أبي الفضل العباس بن الحسن، فنزلوا الجامدة وشرعوا في سَدِّ الأنهار التي تَصبُّ إلى البطائح. وسار مُعزُّ الدولة إلى الأُبلَّة، وأرسل الجيش إلى عمان، وعاد إلى واسط لإتمام حرب ابن عمران ومِلك بَلده. فأقام بها، فمَرِض وأصعد إلى بغداد لليلتين بقيتا مِن ربيع الأوَّل سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وهو عَليل. وخلَّف العسكر بها ووعدهم أنَّه يَعود إليهم، فلمَّا وصل إلى بغداد تُوفِّي، فدعت الضرورة إلى مُصالحة عمران والانصراف عنه.
وسنة (356) لمَّا تُوفِّي مُعزُّ الدولة في هذه السنة وولي ابنه عِزُّ الدولة بختيار، كتب إلى العسكر بمصالحة عمران بن شاهين، ففعلوا وعادوا.
وسنة (359) في هذه السنة، في شوال انحدر بختيار إلى البطيحة؛ لمُحاصرة عمران بن شاهين، فأقام بواسط يتَصيَّد شهراً. ثُمَّ أمر وزيره أبا الفضل أنْ يَنحدر إلى الجامدة وطفوف البطيحة، وبَنى أمره على أنْ يَسدَّ أفواه الأنهار ومَجاري المياه إلى البطيحة، ويردَّها إلى دجلة والفاروث وربع طير، فبنى المُسنَّيات التي يُمكِن السلوك عليها إلى العراق، فطالت الأيَّاموزادت دجلة، فخرَّبت ما عمِلوه، وانتقل عمران إلى مَعقل آخر مِن مَعاقل البطيحة، ونقل كُلَّ ماله إليه. فلمَّا نَقصت المياه واستقامت الطُرق وجدوا مكان عمران بن شاهين فارغاً. فطالت الأيَّام وضَجر الناس مِن المَقام، وكرهوا تلك الأرض مِن الحر والبَقِّ والضَّفادع، وانقطاع الموادِّ التي ألِفوها، وشَغب الجُند على الوزير وشتموه، وأبوا أنْ يُقموا، فاضطرَّ بختيار إلى مُصالحة عمران على مالٍ يأخذه منه، وكان عمران قد خافه في الأوَّل، وبذل له خمسة آلاف ألف درهم، فلمَّا رأى اضطراب أمر بختيار بذل ألفي ألف درهم في نجوم، ولم يُسلِّم إليهم رهائن ولا حلف لهم على تأدية المال. ولمَّا رحل العسكر تَخطَّف عمران أطراف الناس، فغَنِم منهم، وفَسد عسكر بختيار، وزالت عنهم الطاعة والهَيبة. ووصل بختيار إلى بغداد في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
وسنة (363) لمَّا اضطرب أمر بختيار، وعصى عليه مَن كان يُخلص له الطاعة؛ وكان مِن أسباب ذلك اختلاف الديلم والتُّرك في الأهواز، اضطر وهو في مِثل هذه الحال المُضطرِبة، اضطر إلى الاستنجاد بعمِّه ركن الدولة، وابن عمِّه عضد الدولة لإطفاء النائرة، وكاتب أبا تغلب بن حمدان يطلب مساعدته، ويُسقِط عنه المال الذي عليه. وكان مِمَّن كتب إليه عمران بن شاهين بالبطيحة، وأرسل إليه خُلَعاً، وأسقط عنه باقي المال الذي اصطلحا عليه، وخطب إليه إحدى بناته، وطلب منه أنْ يُسيّر إليه عسكراً، فأجابه: أمَّا إسقاط المال فنحن نَعلم أنَّه لا أصل له وقد قبلته، وأمَّا الوِصلة فإنَّني لا أتزوج أحداً إلاَّ أنْ يكون الذكر مِن عندي، وقد خطب إلي العَلويون وهم مَوالينا فما أجبتهم إلى ذلك، وأمَّا الخُلَع والفرس فإنَّني لست مِمَّن يلبس مَلبوسكم وقد قبلها ابني. وأمَّا إنفاذ عسكر فإنَّ رجالي لا يَسكنون إليكم لكَثرة ما قتلوا منكم. ثُمَّ ذكر ما عامله به هو وأبوه مَرَّة بعد أُخرى، وقال: ومع هذا فلابُدَّ أنْ يَحتاج إلى أنْ يَدخل بيتي مُستجيراً بي والله لأُعاملنَّه بضِدِّ ما عاملني به هو وأبوه، فكان كذلك.
وسنة (366) في هذه السنة تَجهَّز عضد الدولة، وسار يَطلب العراق؛ لِما كان يَبلغه عن بختيار وابن بقية مِن استمالة أصحاب الأطراف: كحسنويه الكردي، وفخر الدولة بن ركن الدولة، وأبي تَغلُب بن حمدان، وعمران بن شاهين وغيرهم، والاتِّفاق على مُعاداته؛ ولِما كانا يقولانه مِن الشتم القبيح له؛ ولِما رأى مِن حُسن العراق وعظم مملكته إلى غير ذلك. وانحدر بختيار إلى واسط على عَزم مُحاربة عضد الدولة، ولمَّا التقوا بالأهواز واقتتلوا، وخامر على بختيار بعض عسكره انهزم بختيار، وأخذ ماله ومال ابن بقية. ونُهبت الأثقال وغيرها، ولمَّا وصل بختيار إلى واسط حمل إليه ابن شاهين صاحب البطيحة مالاً وسلاحاً وغير ذلك مِن الهدايا النفيسة، ودخل بختيار إليه فأكرمه وحمل إليه مالاً جليلاً وأعلاقاً نفيسة. وعَجب الناس مِن قول عمران: إنَّ بختيار سيَدخل مَنزلي ويَستجير بي، فكان كما ذكر. 23.
ج. و قال عماد الدين ابو الفداء في المختصر :ـ كان عمران بن شاهين من اهل بلدة تسمى الجامدة (من اعمال واسط ) فجنى جنايات وخاف من السلطان فهرب الى البطيحة واقام بين القصب والجام واقتصر على مايصده من السمك وطيور الماء واجتمع اليه جماعة من الصيادين واللصوص فقوي بهم قلما استفحل امرهم واشتدت شوكتهم .اتخذ له معاقل على التلال التي بالبطيحة وفلب على تلك النواحي واستولى عليها في سنة 388هـ في ايام معز الدولة .فارسل الى قتاله معز الدولة العسكر مرة ثم اخرى فلم بظفر به .ومات معز الدولة وعسكره محاصر عمران المذكور .وتولى بختيار فامر العسكر بالعود الى بغداد فعادوا .ثم جرى بين بختيار وعمران وبين عمران عدة حروب فلم يظفر منه بشيء ومات في مملكته سنة 369هـ في المحرم فجأة حتف انفه .وكانت مدة ولايته من حين ابتداء امره قريب اربعين عاما ,ولما مات تولى مكانه على البطيحة ابنه الحسن بن عمران بن شاهين فطمع فيه عضد الدولة وارسل اليه عسكرا ثم اصطلحوا على مال يحمله الحسن بن عمران الى عضد الدولة في كل سنة . 24.
انتهى الجزء الاول ويلية الجز ء الثاني بعون الله تعالى .
المصادر والهوامش
1. الزركلي | خير الدين كتاب الاعلام موضوع بن شاهين طبع 1980 .
2. الروزبياني | الملا جميل كتاب اربع دول كردية باللغة الكردية .
3. انظر مقالة للكاتبة فائزة اسماعيل بعنوان " الزط وموقعهم في التـــاريخ الإسلامي " العصور ، م 8 ، ع1 ( يناير 1993م ) ، ص 78 ـ 82 .
4. لفائزة اسماعيل البطائح تحت نفوذ عمران بن شاهين من حوالي 330 ـ 369هـ / 941 ـ 979م فايزة إسماعيل أكبر أستاذ مساعد ، قسم التاريخ ، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ،جامعة الملك عبدالعزيز ، جدة ، المملكة العربية السعودية موضوع ثانيًا : حركة عمران بن شاهين
5. هامش السيدة فائزة اسماعيل |مؤلف مجهول ، العيون والحدائق في أخبار الحقائق ، تحقيق عمر السعيدي ( دمشق : المعهد الفرنسي للدراسات العربية ، 1973م ) ، ص 461 .
6. مذكرات مجاهد الخفاجي عن رئيس قبيلة خفاجة واسرته .وموضوعنا حوادث امارة قبيلة خفاجة في التاريخ بقلم \مجاهد منعثر منشد .
7. الاصطخري ، ابو إسحاق ابراهيم بن محمد (ت346هـ/957م) ، المسالك والممالك ، محمد جابر عبد العال الحسيني ، مراجعة ، محمد شفيق غربال ، دار القلم ، ( القاهرة 1961) ، ص25.
8. ابو العلا ، محمود طه ، جغرافية شبه جزيرة العرب ، ط3 ، مؤسسة سجل العرب ( القاهرة ، 1975 م) ، ج2،ص69؛عزام ، عبد الوهاب ، مهد العرب ، دار المعارف للطباعة والنشر، ( مصر ، 1946 ) ، ص123
9. ابن خلدون ، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون ( ت808هـ/1405م) ، العبر وديوان المبتدأ والخبر في ايام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر مؤسسة جمال للطباعة والنشر ، ( بيروت ، 1979 م) ج2، ص309 .
10. القلقشندي ، ابو العباس احمد بن علي (ت821هـ/1418م) ، صبح الاعشى في صناعة الانشأ ، وزارة الثقافة والارشاد القومي المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة ،( القاهرة ، 1963م) ،ج1، ص345 ؛ القلقشندي ، ابو العباس احمد بن علي= = (ت821هـ/ 1418م ) ، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان،تح ، إبراهيم الابياري دار الكتب الحديثة ،( القاهرة ، 1963م) ، ص123 ؛ القلقشندي،ابو العباس احمد بن علي (821هـ/ 1418م ) ، نهاية الأرب في معرفة انساب العرب ،مطبعة مصر ، ( القاهرة ، 1959م) ، ص295.
11. ابن دريد ، ابو بكر محمد بن الحسن (ت321هـ/933م) ، الاشتقاق ، عبد السلام محمد هارون ، ط2، مطبعة المثنى ،(بغداد ،1979م) ، ص35 ؛ ابن القيسراني ابو الفضل محمد بن طاهر (ت507هـ/1113م) ، الأنساب المتفقة ، (بريل ، 1865م) ص76؛ ابن الأثير ،عز الدين ابو الحسن علي بن الكرم محمد بن عبد الكريم (ت630هـ/1232م) ، اللباب في تهذيب الأنساب ، مطبعة المثنى ،( بغداد ) ج2، ص128 – 129. و ابن الكلبي ، جمهرة النسب ، ص413و 395؛و ابن حزم ، جمهرة انساب العرب ص 395.
12. القزويني ,السيد محمد مهدي في كتاب انساب القبائل العربية ص 51 طبعة النجف الاشرف عام 1963
13. الحموي في معجم البلدان ج 7ص 104.
14. الاميني السيد محسن في اعيان الشيعة أعيانالشيعة، ج2، ص 442.
15. النمسوي. المستشرق زامباورفي معجم الانساب والاسرات الحاكمة ص208 .
16. الشيخ حرز الدين مراقد المعارف ج2 ص 134 .
17. الحموي |معجم البلدان ج5ص 381 .
18. مراقد المعارف ج2 باب العين ص 131 رقم 185 عمران بن شاهين.
19. أرض واسعة بين واسط والبصرة ,وكانت قديما متصلة وارضا عامرة ,فأتفق في ايام كسرى برويزان زادت دجلة زيادة مفرطة ,وزاد الفرات ايضا بخلاف العادة فعجز عن سدهما فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات ..معجم البلدان ج2ص 222.
20. جاء في كتاب ((الاحلام )) للشيخ علي الشرقي ص54:ـ
أن عمران بن شاهين مدفون بالنجف الاشرف بجوار رواقة خارج الصحن الى الباب المعروف باب الطوسي ,وقال الشرقي في احلامه ايضا ـ عند وصفه لقبور الملوك الاباخانيين البارزة في الصحن الغروي بالنجف ,وعلى احدها مكتوب ((هذا قبر اويس ))ويهر انه من اولاد هولاكو انتهى .
21.وفي سنة 1368هـ شمل هذا المسجد قص الشارع العام المحيط بالصحن الحيدري الاقدس ,مثلما شمل الدار ـ التي فيها قبر عمران بن شاهين ـ شارع الطوسي الجديد أيضا المتصل بالشارع المحيط بالصحن ,فعلى تحديد ووصف ((شيخنا المؤلف )) لتلك الدار فاليوم لم يبقى منها الاغرفة مهدومة لم تعمر الى سنة 1389هـ متنازع عليها في الملكية مع الرصيف امامها ,ويقعان لقبلة لمسجدالحاج مراد الكردي الجديد .
22. تاريخ ابن خلدون ج4 ص437 .
23. الكامل لابن الاثير ج 8 ص190.
24. ابو الفداء,عماد الدين في المختصر في اخبار البشر ج2ص 121.
-
تاريخ الامير عمران بن شاهين الخفاجي ج2.
بقلم|مجاهد منعثر منشد
المقدمة الثانية :ــ
بعد ان تناولنا مواضيع سيرة عمران بن شاهين في الجزء الاول ,نكمل وجود اثاره ,وفيه ذكر قصة بناء الرواقين من مصادر تاريخية مع مواضيع اخرى وفاته وامارة اولاده واحفاده من بعده .وثاني اثر كان لابيه شاهين .وهذا الاثر احد الاثباتات لوجود والده قبله في المنطقة مما يعزز بان الامير عمران معروف النسب ومن قبيلة خفاجة العقيلية(عقيل بن كعب ) القيسية (فيس عيلان).
4.اثار الامير عمران الخفاجي
1. المسجد او الرواق الذي بناه عمران في صحن امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام) والحائر في الامام الحسين (عليه السلام)
في عام 368 هـ الرواق الذي شيده يقع إلى جهة الغرب من قبرالامام الحسين (عليه السلام) وهو أول من ربط حزام الحائر بالرواق
يصف السماوي ما قام به عمران بن شاهين من بناء فيقول :ـ
ثم أتـى عـمران في زمانـه..... فعمر الـرواق مـن مكانـه
ووصـل الروضـة بالـرواق... من الجنوب وهـو بعـد باق
وتمـم ذا في السبع والستينا... بعد ثلاث قد مضت مئينا 25.
واما حكاية بناء الرواقين في المشهدين الشريفين الغريّ والحائري 26 :ـ
الرواقيين الاثريين رواق في النجف الاشرف .وكان متصلا بحرم امير المؤمنين عليه السلام وبعد توسعة الصحن في العهد الصفوي ادخل معظمة في الصحن المقدس ويقي منه جناح يعرف بمسجد عمران اليوم ,ورواق بكربلاء المقدسة في الحائر الحسيني متصل بمرقد سيد الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) بناهما وقاء لنذره عندما استجار بمرقد علي امير المؤمنين عليه السلام ,وكان نذره ان عفى عنه عضد الدولة البويهي يبني الرواقين
قال السيد عبد الكريم بن طاوس المتوفى سنة 693هـ في (فرحة الغري ) ان عمران بن شاهين من اهل العراق عصى السلطان عضد الدولة البويهي فطلبه طلبا حثيثا وهرب منه مستجيرا بمرقد امير المؤمنين (عليه السلام) بخفاء ,فراى امير المؤمنين (عليه السلام) في منامه قائلا له :ـ
((ياعمران في غد ياتي فنا خسروا هنا,ويخرجون من بهذا المكان ,فتقف انت هيهنا !واشار الى زاوية من رواق القبلة ,فانهم لايرونك ,فسيدخل ويزور ويصلي ويبتهل في الدعاء ,ويقسم على الله بمحمد واله ان يظفره بك ,فادن منه وقل له : ايها الملك من هذا الذي قد الححت بالقسم بمحمد واله ان يفرك به !
فسيقول رجل شق عصاي ونازعني في ملكي وسلطاني , فقل له : مالمن يظفرك به ؟ فيقول :ان حتم علي بالعفو عفوت عنه ,فاعلمه بنفسك فانك تجد منه ماتريد .
فكان كما قال له عليه السلام ,فقال له :انا عمران بن شاهين ,فقال :من اوقفك هاهنا ؟
قال له :هذا مولانا قال لي في منامي غدا يحضر فناخسروا الى هاهنا .
فقال له :ـ عمران بحقه قال لك :فناخسروا ؟!! قلت أي وحقه .
قال عضد الدولة :ماعر ف احد ان اسمي فناخسروا الا امي والقابلة وانا ,ثم خلع عليه خلعة الوزراء وطلع من بين يديه الى الكوفة .
وكان عمران بن شاهين قد نذر انه متى عفى عنه عضد الدولة يبني الرواقين .
وذكرت نفس الحكاية في منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة 27مع التفصيل فقال :ـ
فلمّا جنّه الليل خرج من الكوفة وحده، فرأى بعض من كان في الحضرة الشريفة من القوام وهو عليّ بن طحال المقدادي مولانا وسيّدنا أمير المؤمنين عليه السّلام في منامه وهو يقول: اقعد وافتح لوليّي عمران بن شاهين، فقعد وفتح الباب، فاذا بالرجل قد أقبل، فلمّا وصل قال له: بسم الله يا مولانا؟
فقال: ومن أنا؟ فقال: عمران بن شاهين، قال: لست بعمران بن شاهين، فقال: بلى إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام أتاني في منامي وقال: اقعد وافتح لوليّي عمران بن شاهين، قال: بحقّه عليه السّلام هو قال لك؟ فقال: إي وحقّه هو قال لي.
فوقع على العتبة الشريفة يقبّلها ويبكي، وأحال ذلك الرجل بستّين [مثقالا] وبنى الرواق المعروف برواق عمران في المشهدين الشريفين الغريّ والحائري على مشرفهما أفضل الصلاة والسلام، والأخبار الواردة في هذا المعنى كثيرة28.
ويعود مسجد عمران بن شاهين إلى القرن الرابع الهجري 29. وكان رواق (مسجد) عمران بن شاهين متصلا بالمرقد الشريف من الجهة الشمالية وبابه في مدخل باب الشيخ الطوسي على يمين الداخل منه الى الصحن الشريف . وقد هدم قسم من هذا الرواق وأدخل إلى الصحن الشريف مما وسع ساحته من هذه الجهة ، وقام الشاه صفي الصفوي بهدم الدور المجاورة للصحن من الجهتين الشرقية والجنوبية فأدخلهما إلى الصحن ، وبذلك أتسع من جهاته الثلاث ، وهي العمارة القائمة إلى وقتنا هذا30.
ويقول الشيخ علي الشرقي : أن السبب الذي جعل الشاه عباس الصفوي يهدم رواق عمران بن شاهين هو انحراف الصحن الأمر الذي أوجد تفاوتا بين قبلة الصحن وقبلة الروضة ، وبذلك الهدم والتغيير استقامت القبلتان31.. ويلاصق مسجد عمران بن شاهين جدار الصحن الشريف من الداخل ، وجداره من الخارج .
و هو اقدم مساجد النجف وابعدها صيتا وقد طرأ عليه عمارات متعددة ولم يتغير عن اسمه حتى اليوم وقد اشادة عمران بن شاهين في اواسط القرن الرابع الهجري . 32.
وفي سنة 1030 هجرية شيّد شاه صفّيّ الصحنَ العلويوأضاف إلى الصحن جزءاً من هذا المسجد. 33.
ثمّ هدمت الحكومة ثلثاً من رواقعمران سنة 1368هـ، فصار في الطريق المحيط بالحرم فبقي من رواق عمران القطعةالمعروفة اليوم بين هذا الطريق وبين الصحن، وبابها في دهليز باب الصحن المعروف ببابالطوسي..34.
2ـ العديد من المدن والقرى الكبيرة التي اسست في العهد العباسي مثل الشاهينية التي اسسها الامير / شاهين الخفاجي / والعمرانية المنسوبة الى ولده الامير عمران بن شاهين الخفاجي اللتان اسسها في القرن الرابع الهجري والشاهينية والعمرانية الواقعين على بعد 7كم على يمين الذاهب من ناحية الغراف 35.وهذا يثبت وجود والده في المنطقة المسماة بالشاهينية قبل الامير عمران وفيكون انعدام صحة ماورد في بعض المصادر بان عمران من بني سليم وهرب منهم .
5.وفاة الامير عمران الخفاجي
أ. يقول ابن خلدون :ـ تُوفِّي عمران بن شاهين فَجأة في مُحرَّم سنة تسع وستين لأربعين سنة مِن ثورته، بعد أنْ طلبه المُلوك والخُلفاء وردَّدوا عليه العساكر، فلم يَقدروا عليه. ولمَّا هلك قام بعده ابنه الحسن، فطَمع عضد الدولة فيه وجهز العساكر مع وزيره، وسدُّوا عليه الماء وأنفق فيها أموالاً، وجاء المَدُّ فأزالها، وبقوا كلمَّا سدُّوا فَوهةً فَتَقَ الحسن أُخرى وفتح الماء أمثالاً لها، ثُمَّ وافقهم في الماء فاستظهر عسكر الحسن، وكان معه المظفَّر أبو الحسن، ومحمد بن عمر العلوي الكوفي، فاتَّهمه بمُراسلة الحسن وإفشاء سِرِّه إليه. وخاف أنْ تَنقص مَنزلته عند عَضد الدولة، فطَعن نفسه فمات، وأُدرِك بآخر رَمق، فقال: محمد بن عمر حَمَلني على هذا، وحُمِل إلى ولده بكازرون. فدُفِن هنالك، وأَرسل عَضد الدولة إلى العسكر مَن رجَّعه إليه، وصالح الحسن بن عمران على مالٍ يَحمله وأخذ رهنه بذلك.36.
ب. ويقول ابن كثير :ـ ثم دخلت سنة تسع وستين وثلاثمائةفي المحرم منها توفي الأميرعمران بن شاهينصاحب بلادالبطيحةمنذ أربعين سنة ، تغلب عليها، وعجز عنه الأمراء والملوك والخلفاء ، وبعثت إليه الجنود والسراياوالجيوش غير مرة ، فكل ذلك يفلهاويكسرها ، وكل ما له في تمكن وقوة ، ومكث كذلك هذه المدة كلها ،ومع هذا كله مات على فراشه حتف أنفه - فلا نامت أعين الجبناء - وقام بالأمر من بعده ولدهالحسن، فرامعضدالدولةأن ينتزع الملك منيده ، فأرسل إليه سرية فيها خلق من الجنود ، فكسرهمالحسن بن عمران بنشاهينوردهم خائبين ، وكادأن يتلفهم بالكلية حتى أرسل إليهعضد الدولة، فصالحه على مال يرسله إليهكل سنة ، وأخذوها منعضد الدولة، وهذا من العجائب الغريبة .37. ج.ويقول بن الاثير :ـ سنة (369) في هذه السنة تُوفِّي عمران بن شاهين فجأة في المُحرَّم، وكانت ولايته بعد أنْ طَلبه المُلوك والخُلفاء وبذلوا الجُهد في أخذه وأعملوا الحِيل أربعين سنة، فلم يُقدِرهم الله عليه. ومات حَتف أنفه، فلمَّا مات وَلي مكانه ابنه الحسن، فتجدَّد لعضد الدولة طَمع في أعمال البطيحة، فجهَّز العساكر مع وزيره المطهر بن عبد الله، فأمدَّهم بالأموال والسلاح والآلات، وسار المطهر في صَفَر. فلمَّا وصل شَرع في سَدِّ أفواه الأنهار الداخلة في البطائح، فضاع فيها الزمان والأموال وجاءت المدود، وبَثق الحسن بن عمران بعض تلك السُّدود. فأعانه الماء فقلعها، وكان المطهر إذا سَدَّ جانباً انفتحت عِدَّة جوانب. ثُمَّ جرت بينه وبين الحسن وقعة في الماء استظهر عليه الحسن، وكان المطهر سريعاً قد ألِف المُناجزة ولم يألَف المُصابرة؛ فشقَّ ذلك عليه وكان معه في عسكره أبو الحسن محمد بن عمر العلوي الكوفي، فاتَّهمه بمراسلة الحسن وإطلاعه على أسراره. وخاف المطهر أنْ تَنقص منزلته عند عضد الدولة، ويَشمت به أعداؤه كأبي الوفاء وغيره، فعَزم على قتل نفسه، فأخذ سِكِّيناً وقَطع شرايين ذِراعه، فخرج الدَّمُ منه، فدخل فرَّاش فرأى الدم فصاح فدخل الناس فرأوه، وظنُّوا أنَّ أحداً فعل به ذلك. فتكلَّم وكان بآخر رَمق، وقال: إنَّ محمد بن عمر أحوجني إلى هذا، ثُمَّ مات، وحُمِل إلى بلده كازرون فدُفِن فيها. وأرسل عضد الدولة مِن حفظ العسكر وصالح الحسن بن عمران على مالٍ يؤدِّيه، وأخذ رهائنه. 38.
6.تعاقب الامارة ومقتل اولاد واحفاد الامير عمران
بعد وفاة الامير عمران بن شاهين كان تعاقب الامارة بالشكل التالي :ـ
أ.الحسن بن عمران.
ب.الحسين بن عمران .
ج.ابو الفرج محمد بن عمران.
د.ابوالمعالي حسين بن محمد.
هـ .مظفر بن علي ابو المعالي .
وهذا التقسيم في الكامل لابن الاثير لكن ناخذ ماذكر في المصادر الاخرى مع التفاصيل :ـ
يقول في الكامل سنة 372 في هذه السنة قُتِل الحسين بن عمران بن شاهين صاحب البطيحة، قَتله أخوه أبو الفرج، واستولى على البطيحة؛ وكان سبب قتله أنَّه حَسده على ولايته، ومَحبَّة الناس له، فاتَّفق أنَّ أُختاً لهما مَرِضت، فقال أبو الفرج لأخيه الحسن: إنَّ أُختنا شفيَِّة، فلو عُدتها، ففعل وسار إليها، ورتَّب أبو
الفرج في الدار نَفراً يُساعدونه على قتله. فلمَّا دخل الحسن الدار تَخلَّف عنه أصحابه، ودخل أبو الفرج معه وبيده سيف، فلمَّا خلا به قتله ووقعت الصيحة، فصعد إلى السطح، وأعلم العسكر بقتله ووعدهم الحسَّان. فسكتوا وبذل لهم المال فأقرُّوه في الأمر، وكتب إلى بغداد يُظهِر الطاعة، ويَطلب تقليده الولاية، وكان مُتهِّوراً جاهلاً. 39.
وجاء في تاريخ ابن خلدون كان الحسن بن عمران آسفاً على أخيه أبي الفرج وحَنقاً عليه، ولم يَزل يَتحيَّل عليه إلى أنْ دعاه إلى عِيادة أُختٍ لهما مَرضت، وأكمن في بيتها جماعة أعدَّها لقتله. فدخل الحسن مُنفرداً عن أصحابه، فأغلقوا الباب دونهم وقتلوه. وصعد أبو الفرج إلى السطح فأعلمهم بقتله ووعدهم. فسكتوا، ثُمَّ بذل لهم المال فأقرُّوه. وكتب إلى بغداد بالطاعة، فكتب له بالولاية وذلك لثلاث سنين مِن ولاية الحسن 40.
وتتسلسل الاحداث في نفس المصادر المذكورة والهوامش :ــ
يقول ابن خلدون :ـ ثُمَّ إنَّ أبا الفرج لمَّا قَتل أخاه الحسن قَدَّم الجماعة الذين قتلوه على أكابر القوَّاد، وكان الحاجب المظفَّر بن علي كبير قوَّاد عمران والحسن. فاجتمع إليه القوَّاد وشكوا إليه،فسكَّنهم فلم يَرضوا، وحملوه على قتل أبي الفرج فقتله، ونَصَّب أبا المعالي بن أخيه الحسن مَكانه لأشهُر مِن ولايته،
ثم تولى تدبيره بنفسه لصغره، وقتل من كان يخالفه من القواد، واستولى على أموره كلها.
ويقول ابن الاثير :ـ سنة (373) في هذه السنة قُتِل أبو الفرج محمد بن عمران بن شاهين صاحب البطيحة، ووَلي أبو المعالي ابن أخيه الحسن؛ سبب قتله أنَّ أبا الفرج قَدَّم الجماعة الذين ساعدوه على قَتل أخيه، ووضع مِن حال مُقدَّمي القوَّاد. فجمعهم المظفر بن علي الحاجب، وهو أكبر قوَّاد أبيه عمران وأخيه الحسن، وحذَّرهم عاقبة أمرهم. فاجتمعوا على قتل أبي الفرج، فقتله المظفر، وأجلس أبا المعالي مكانه وتولَّى تَدبُّره بنفسه، وقَتل كُلَّ مَن كان يَخافه مِن القُوَّاد، ولم يَترك معه إلاَّ مَن يَثق به، وكان أبو المعالي صغيراً.
ويكمل بن خلدون في تاريخية ثُمَّ إنَّ المظفَّر بن علي الحاجب القائم بأمر أبي المعالي طَمع في الاستقلال بأمر البطيحة، فصنع كتاباً على لسان صمصام الدولة سلطان بغداد بولايته، وجاء به رِكابيٌّ عليه أثر السَفر، وهو بدست إمارته فقرأه بحضرتهم وتلقَّاه بالطاعة، وعزل أبا المعالي وأخرجه مع أُمِّه إلى واسط، وكان يَصلهما بالنَّفقة. وأحسن السيرة بالناس، وانقرض بيت عمران بن شاهين.
ويفصل لنا ابن الاثير في الكامل اكثر حيث قال ولمَّا طالت أيَّامٌ على المظفر بن علي الحاجب وقَوي أمره، طمع في الاستقلال بأمر البطيحة، فوضع كتاباً عن لسان صمصام الدولة إليه يتَضمَّن التعويل عليه في ولاية البطيحة، وسلَّمه إلى ركابيٍّ غَريب، وأمره أنْ يأتيه إذا كان القُوَّاد والأجناد عنده. ففعل ذلك وأتاه وعليه أثر الغبار، وسلَّم إليه الكتاب، فقبَّله وفتحه وقرأه بمَحضر مِن الأجناد وأجاب بالسمع والطاعة. وعزل أبا المعالي، وجعله مع والدته، وأجرى عليهما جِراية، ثُمَّ أخرجهما إلى واسط. وكان يَصلهما بما يُنفقانه. واستبدَّ عليهما جِراية ثُمَّ أخرجهما إلى واسط. وكان يَصلهما بما يُنفقانه. واستبدَّ بالأمر، وأحسن السيرة، وعَدل في الناس مُدَّة، ثُمَّ إنَّه عَهد إلى ابن أُخته أبي الحسن علي بن نصر المُلقَّب بمُهذَّب الدولة، ثُمَّ بعده إلى أبي الحسن علي بن جعفر، وهو ابن أُخته الأُخرى. وانقرض بيت عمران بن شاهين، وكذلك الدنيا دول.
وفي سنة (412) في هذه السنة مَرض صدقة صاحب البطيحة، فقصدها أبو الهيجاءمحمد بن عمران بن شاهين في صَفَر ليملكها. وكان أبو الهيجاء بعد موت أبيه قد تَمزَّق في البلاد، تارة بمِصر، وتارة عند بدر بن حسنويه، وتارة بينهما. فلمَّا وَلي الوزير أبو غالب أنفق عليه لأدبٍ كان فيه، فكاتبه بعض أهل البطيحة ليسلّموا إليه، فسار إليهم، فسمع به صدقة قبل موته بيومين، فسيَّر إليه جيشاً، فقاتلوه فانهزم أبو الهيجاء وأُخذ أسيراً، فأراد استبقاءه، فمنعه سابور بن المرزبان بن مروان، وقتله بيده.ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
المصادر والهوامش
25. دائرة المعارف الحسينيةـ تاريخ المراقد /ج1 ص 292 ـ 302.
26. مراقد المعارف ج2 ص 137و139 وص 182
27. الحسيني ,الدكتور عبد الله بن شرفشاه منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم الشريعة | الفصل الثالث | [حكاية عمران بن شاهين]من ص100ـ102 .
28. راجع فرحة الغري : 147 ، عنه البحار 42 : 319 ح 7 باب 129، وارشاد القلوب 2: 344.. محبوبة : ماضي النجف وحاضرها 1/101، الشرقي : الأحلام ص54.
29. البراقي : اليتيمة الغروية ورقة 204، النقدي : الغزوات والفضائل ص205.
30. ال محبوبة : ماضي النجف وحاضرها 1/101، الجواهري : آثار الشيعة الأمامية 3/128.
31. الشرقي : الأحلام ص54.
32. ال محبوبة في ماضي النجف وحاضرها ج1 ص 100 و101و102 طباعة دار الاضواء بيروت لبنان.
33. الصرّاف| عبدالله شكر مقالة في مجلة الموسم، العدد 19 السنة 1414 هـ / 1994م، ص 127 ـ 133 .
34. العامليّ, جعفر مرتضى في دراسات وبحوثفي التاريخ والإسلام ج2|ص 218.
35. الحيدري , الباحث السيد عليفي كتابه موسوعة حوض الغراف تاريخا وحضارة من / 2800 ق.م - 2005 ب.م / والذي يقع ب/207/ صفحة حجم متوسط طبع في بغداد 2008 وهو من خزائن دار الكتب والوثائق.
36. تاريخ ابن خلدون ج4 ص437 موضوع وفاة عمران بن شاهين وقيام ابنه الحسن مقامه.
37. القرشي الدمشقي بن كثير في البداية والنهاية الجزء الخامس عشر سنة تسع وستين وثلاثمائة طبع ونشر عام 2003 . 38. الكامل لابن الاثير ج 8 ص190.
39.نفس المصدر.
40. تاريخ ابن خلدون ج4 ص437.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
|