ابان عملية التحضير لغزو العراق اعتذر احد كبار المسؤولين الامريكان للشعب العراقي و للشيعة على الخصوص من تنصل امريكا عن وعودها على لسان بوش الاب بوقوفه مع خيار الشعب اذا ما قرر الانتفاض و التحرك الثوري ضد صدام و نظامه عام 1991 و قال المسؤول الامريكي ان امريكا لن تكرر اخطاء الماضي في اشارة الى اعطاء امريكا الضوء الاخضر للنظام الصدامي من اجل القضاء على التمرد و على ابطال الانتفاضة الشعبانية و قد قدرت ضحايا الغدر الصدامي الامريكي بمائة و خمسين الف انسان فقط !!!
خريجو العلوم السياسية في الغرب _في اليونان مثلا_ يؤكدون ان السياسة لا تنظر الى مجموع ابناء الشعب بوصفهم بشر يمتلكون احاسيسا و مشاعر و حقوق ينبغي ان تلبى بل ينظر اليها على انها وحدات (UNIT) فالساسة اذا لا ينظرون الى العراقيين كونهم 25 مليون انسان بل 25 مليون وحدة و على هذا النظر المتوحش الذي يجرد المواطن عن انسانيته باعتباره اداة توصل السياسي الى ماربه و مصالحه السياسية و الوطنية لن يبقى على امريكا و قوى الائتلاف من عتب على غدرتها الاخرى و ليست الاخيرة بالشيعة
اليوم امريكا تقف الى جانب البعث الجديد و الارهاب السني و تحتل مكان الزرقاوي بعد ان افل نجم الاخير
المثقف او المثقف العراقي البائس _عموما_ يتحمل مسؤولية جزء كبير و خطير من مؤامرة تجميل امريكا بعين العراقيين فقد شاهدنا و لا زلنا نشاهد عمليات التعهير الثقافي الذي لا يتوانى عن الطعن في التاريخ و العراقيين بينما يغض الطرف على حياء اشبه بحياء العاهرات على مساوئ و تلاعبات امريكا اللعوب
اقرا عزيز الحاج و عبد الخالق حسين ستجد العهر الفكري مشروخا على مصراعيه و عبد الخالق هذا لا يستحي ابدا من تعيير العراقيين البصريين بفضل بريطانيا على البصرة بعد خرابها
يعيرهم بانهم ينكرون جميل القوات البريطانية المحتلة لانهم شجبوا محاولة البريطانيين المتمدنة
الحضارية باقتحام و تفليش سجن البصرة و اخراج من فيه من الارهابيين
و نموذج اخر للمثقفين العراقيين تمثل في بيان اصدره عدد من مثقفينا الافذاذ شكروا فيه بوش و بلير على تحرير العراق
الان اكلوها يا ابناء الملحاء الساذجين
لا زلنا نقرا هؤلاء كل ما عندهم ان اصبروا و صابروا على الذبح و على الاثخان الذي يطالكم كل يوم اعتمدوا لغة العفو والصفح والغفران بدل مقايضة العدو بعدوانه خصوصا بعد ان اثبتت الوقائع المريرة ان العدو لا يعترف بالضعاف و المتصاغرين و الاذلاء