الطريق الى عراق 2010
من الواضح أن قضية ابعاد البعثيين كمرشحيين في الانتخابات المقبلة يُعد مفصلا مهما في نوع العراق القادم وبعد رفض (اقتراح) الهيئة التميزية أواقتراح نائب الرئيس الامريكي والبت في القضية من قبل هيئة المساءلة والعدالة قبل الانتخابات .
ويبدو أن مواجهة من نوع ما بدأت بين الادارة الامريكية والمالكي فهل هناك امكانية لمثل هذه المواجهة؟
من الطبيعي أنني لاأسأل عن مواجهة عسكرية بل عن فراق سياسي !! واحتمال تزايد مخاوف الولايات المتحدة من الابتعاد عن النفوذ الامريكي والاتجاه نحو الشرق بخطى ثابتة ؟
ولنسأل بطريقة اُخرى كيف يمكننا إقناع ادارة بايدن بخطأ تصوراته ورؤاه عن العراق ؟
ولابد من التنويه بالخطأ الستراتيجي في إشعار الولايات المتحدة بأننا في صدد الابتعاد عنها لأسباب أهمها أننا مازلنا بحاجة اليها لمساعدة العراق في العودة الى المجتمع الدولي وإخراجه من البند السابع واطفاء الديون المترتبة عليه وإعادة الاموال العراقية المودعة في البنوك العالمية .
هناك فريق من المحللين يرى في مجابهة الولايات المتحدة في مسألة الاجتثاث في هذا الوقت انتحار سياسي قبيل الانتخابات !!
وان الخاسر الوحيد فيها هو الحكومة الحالية او وهي استنزاف لجهودها وسيؤدي الى عزلتها اكثر فاكثر ولن تحظى بدعم الولايات المتحدة؟ وقد تؤثر على إعترافها بنتائج الانتخابات القادمة كما حاولت بعض الدوائر الاعلامية تسريب او بث مثل هذه الاخبار كوسيلة للضغط !!
لكن هذا التحليل او هذه النتيجة تنقصها الدقة اذا مانظرنا الى تاريخ الولايات المتحدة التي تتعامل مع
الواقع كما هو ،ولاسيما الادارة الديمقراطية التي تميل الى عدم تأزيم العلاقات الخارجية والالتفات قدر الامكان الى الداخل.
ولذلك لابد من وجود قوة كافية على الارض تجعلنا في مواجهة قرار إعادة البعثيين وحصولهم على الحصانة
في أكثر من مناسبة وخلال لقائه مع رئيس الوزراء كرر نائب الرئيس الأمريكي أنه لايتدخل في الشأن العراقي ويحترم الدستور .
وهي ما تجعلنا نتحرك على الارض بحرية كافية مع حاجتنا الى قوة حقيقية،فهل نمتلكها على الأرض؟
سيما واننا نخوض المعركة وحيدين .
لقد جاءت مظاهرات بغداد والبصرة وبقية المدن ، كرد أولي وكعرض للقوة من جانب الرافضين لعودة البعث .ولم أقرأ حتى هذه اللحظة القراءات الامريكية لهذه المظاهرات .
ولكنها لن تكفي فما زال الامر كما هو حتى كتابة هذه الاسطر ،ولابد من ضربة استباقية بإفشال المخططات البعثية القادمة في ترجمة مقالة الهاشمي في واشنطن ، أو ماردده علاوي .
ولابد من البحث عن الاسباب التي دعت الولايات المتحدة الى التفكير مرة اخرى في إعادة تأهيل حزب البعث وقد ناقشت هذا الامر سابقا من خلال المقال السابق (الادارة الامريكية وعراق2010)*
لكن التساؤل المقابل هل هناك قدرة لدى إدارة بايدن على تأزيم الامور في العراق أكثر مما هو متأزم ؟
وبنظرة بسيطة لممارسات الادارة الامريكية أنها لاتريد أن تعيد العراق الى مسرح اولوياتها الخارجية وان هذه الادارة تحاول انجاز الوعد الانتخابي الاهم على الساحة الدولية باعادة معظم جنودها .وهو ما شهده خطاب الرئيس الامريكي السنوي ولكننا بحاجة الى نزع الشكوك المتراكمة لدى الادارة الامريكية والعمل على تغيير القناعات لدى المؤسسات الامريكية .
ولابد من عودة اللقاءات المباشرة مرة اخرى بين الرئيس الامريكي والمالكي كما جرى ذلك مع الرئيس السابق جورج بوش وقد أدت الى تجاوز عبثية واجتهادات زلماي زاد .
عبدالأمير علي الهماشي
http://www.factiniraq.com/portal/news.php?action=view&id=7660