من الامور غير الطبيعية ان يكون الوطن والمواطن في الصفوف الخلفية وعلى رفوف الحرمان والتجويع في اجندات الكتل والائتلافات السياسية. وليس من الانصاف جعل المواطن فريسة الاهواء والتناحر السياسي الغير شريف واللااخلاقي وجعل المشاريع التنموية ومشاريع الخدمات والبنى التحتية خاضعةلامزجة انصاف السياسيين . ان ربط كل قانون او تشريع يخص عملية التنمية والتطور والخدمات ومكافحة الفقر والبطالة وايجاد فرص العمل والوظائف وربطها بذرائع سياسية لتعطيلها وافشالها ينبع من عقيدة وتوجهات تلك الاحزاب المريضة والخبيثة ومدى اللئم والخباثة والحقد وسلوكها العدواني تجاه الوطن والمواطن .
ان المواطن البسيط والمغلوب على امره والذي وقع فريسة تلك الاجندات السياسية ويدفع ثمنها دماءا مسفوكة ومشاريع معطلة وارزاقا موقوفة والذي كان ينتظر ويأمل من تلك الاحزاب التنافس فيما بينها بما تقدمه من مشاريع لعملية التنمية والاصلاح والخدمات ومعالجة الفقر والبطالة بعيدا عن المصالح الفئوية والحزبية والولاءات لدول الجوار واجنداتها الطامعة ببلدنا وثرواتنا. وكان ينتظر من مجلس النواب المؤتمن والحائز على ثقة الشعب تشريع القوانين المنظمة للدولة والمجتمع والانظمة واللوائح لكل الميادين والانشطة الاقتصادية والزراعة والتجارة والمال والاستثمار والصناعة والنفط والغاز والثروات الطبيعية والتربية والتعليم والاعلام والصحافة والفنون والاداب والطباعة والنشر واستصلاح الاراضي والبيئة ومجالات الرياضة والشباب والامومة والطفولة والخدمات وكل مايتعلق بالبنى التحتية وقضايا المرور والجيش والامن الداخلي وادارة المحافظات والخدمة المدنية والاثار ومعالجة آثار الحقبة والتركة الصدامية المظلمة الثقيلة والمثقلة بالمآسي والمذابح والتدمير .ان كل هذه الامور والمعالجات تحتاج الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة والشعور العالي بالمسؤلية التاريخية والانسانية والدينية والاخلاقية ونكران الذات والابتعاد عن المصالح الفئوية والشخصية الضيقة والتنظير والجدل العقيم وتسوية الخلافات والاختلافات بروح الاخوة والوئام والمحبة والتراحم والتكافل والمودة . ومن يمتلك تلك الروحية هو محل الاعتزاز والثناء والتقدير من الجميع.
ومن يذهب الى الجانب الاخر ويجافي حقائق الوطن والمواطنة سيكون محل الازدراء والتحقير.
ان غياب المصلحة الوطنية من ضمير جهابذة انصاف السياسيين وجعل مستقبل الوطن والمواطن بين الامواج والصراعات المتلاطمة والتي هي اصلا مشاريع واجندات مشبوهة متعددة الولاءات ولاتقبل ان تتعايش مع الاخر ضمن اطر الوطن والهم الوطني بل نراها كشرت انيابها و ضيق الافق وكشفت عن نواياها واهدافها واطلقت العنان لاساليبها الرخيصة وتدور في المحافل والاصقاع لتحشيد الجمع كتلا واحزاب وافراد ودولا لتشكيل مايسمى بالجبهة العريضة ( الخبيثة بالنوايا والافعال ).
ومن العار على القائمين عليها الاستقواء بالاجندات والمشاريع الداخلية والخارجية على حساب الوطن والمواطن.
لقد صرح احد اطراف الائتلاف الوطني لصحيفة النهار اللبنانية والمنشور هذا التصريح على موقع المجلس الاعلى ((ان الائتلاف الوطني هو الائتلاف الذي لايوجد عليه فيتو من الدول الاقليمية)) ان هذا القول يأتي متناغما من تصريح وكيل الخارجية السوري فيصل المقداد الذي يقول فيه ((ان العلاقات السورية العراقية لايمكن ان تعود بوجود المالكي ونامل بعد الانتخابات بحكومة ودية لدمشق )).
ان من العجب والعار رهن ارادة العراقيين ومصالحهم لسوريا او اي دولة مجاورة او اقليمية.
ومن ناحية اخرى وبعد انتظار دام خمسة اشهر( والميزانية) تدور في سوق الابتزاز السياسي مكبلة بما يسمى (مشروع قانون السلوك الانتخابي) والذي وضعته انامل العباقرة السيد عادل عبد المهدي والسيد طارق الهاشمي والذي تم اعداده من وراء ظهر السيد جلال الطالباني مما عرض مشروع الاخوين (عبد المهدي والهاشمي) الى رفض كتلة التحالف الكردستاني ورفضته الحكومة ايضا لمخالفته للدستور. وبعد طول الانتظار ويأس الائتلاف الوطني من امرار مشروع السلوك الانتخابي حصلت موافقة البرلمان على امرار الميزانية ولكن هذه المرة بابتزاز المواطن الذي ينتظر الميزانية بفارغ الصبر لما تمثله الميزانية من امل يراوده على امل الحصول على فرصة عمل تسد رمقه ورمق عياله.
لقد كان وقع الموافقة على الميزانية مفرحا من ناحية بفشل المشاريع والاعيب المخالفة للدستور والتي تبناها كتلة الائتلاف الوطني وكتلة الهاشمي ....ومن جانب اخر كان من العار على مجلس النواب امرارها بابتزاز الائتلاف الوطني وايقاف التعينات ل( 115) الف فرصة عمل بذرائع سياسية.وكانت تبرير عمائم الشوم وشخوص الائتلاف انه يتوجب ان يكون مجلس الخدمة الاتحادي هو من يقوم بالتعينات.حتى لاتستخدمها الحكومة للدعاية الانتخابية...وهنا لابد من الوقوف والتساؤل وبيان فساد الاخلاق والمنطق والحجة لتبريرات عمائم الشوم واحزاب وشخوص الائتلاف الذي وضع الموطن فريسة لاهوائه ومزاج شخوصة...
1...ان ايقاف تعين( 115)مئة وخمسة عشر الف وظيفة معناه حرمان نصف مليون جائع اذا افترضنا على اقل التقادير ان كل موظف يعيل خمسة افراد.كما ان هذه الوظائف هي لعموم العراق ومحافظاته واطيافة منها وظائف بالوزارات والمحافظات ومنها عسكرية وشرظة ووظائف مدنية ولم تحدد لجهة او لطائفة او حزب او محافظة.
2...ان ايفاف هذه الوظائف والبدء بالتقديم لها عندما تتشكل الحكومة القادمة وعن طريق مجلس الخدمة الاتحادي هذا يعني عدم توظيف اي شخص لسنه 2010 ....والسبب هو ضمن هذا التلاطم بين الائتلافات والمشاريع والاجندات فمن المستحيل وحسب مايرى المراقبيين للوضع العراقي تشكيل الحكومة ضمن فترة زمية قصيرة وعلى اقل الاحتمالات لايمكن تشكيلها الابنهاية الشهر السادس وعند ذلك على امل يتشكل مجلس الخدمة الاتحادي والذي بدوره سيخضع للابتزاز والمحاصصة وعندما يتشكل المجلس يحتاج الى وقت كبير لوضع نظامه الداخلي وتوصيف الوظائف ويعلن عن الوظائف ...وهنا متى تتشكل الحكومة القادمة ومتى يتشكل مجلس الخدمة ومتى يعلن عن الوظائف ومتى يتنهي من حصر الطلبات والموافقة على التعين .كل ذلك معناه تنتهي السنة وتضيع فرصة تعين( 115)الف شخص وحرمان نصف مليون جائع.والتي وفرتها الحكومة لعموم المواطنين.
3...ان من العار وكل العار ربط ارزاق الناس باجندات سياسية ضيقة الافق وبعيدة عن الالتزامات التي تفرضها المواطنة والاخلاق والقيم والشرع والدين ..فالوظائف معروضة لعموم المواطنين والتي لم تخص جهة او حزب او محافظة اووزارة وهي وظائف اما لاخوة في( الوطن اوالدين او المذهب ).وليس معروضة لاعداء وعلى افتراض صوتوا باجمعهم للمالكي او لغيره من الاحزاب فماهي المشكلة انهم بالنتيجة مواطنين عراقيين وليتنافس المتنافسون بخدمة الوطن والمواطن وهذا ماتدعية اغلب كتلكم واحزابكم ..
وهل حلال على مجلسكم التصويت وتوظيف واعطاء الامتازات والتقاعد لحماياتكم بدون ضوابط وخلال جلستين ولأكثر من 8000 شخص ...وعلى عموم المواطنين حرام. اما تستحون وتخافون الله.
ونحن نفخر بديننا الاسلامي الحنيف كونه نظام اجتماعي متكامل لتحقيق العدالة والتكافل ويفخر مدعي التشيع انهم اتباع امام المتقين علي علية السلام وهذا سفر التاريخ يحدثنا عن علي والتعامل مع اعدائه الخوارج :
في زمن خلافة الامام علي عليه السلام وبالتحديد في حرب الخوارج...
جاء نفر من المسلمين وقالوا:
ياامير المؤمنين انت تقاتل الخوارج ولكن تمنحهم العطاء (مرتباتهم ) من بيت مال المسلمين في الوقت ذاته فكيف تقطع رؤوسهم ولا تقطع عطائهم (رواتبهم ) ؟
فأجاب الامام علي (ع) مايمنح من بيت المال هو رزق عوائلهم ونحن لا نحارب عوائلهم !!
ومن هنا جاء القول المأثور ((قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ))..
ان من يدعي التشيع علية ان يكون قولا وفعلا بما يوجبه عليه اتباع امام المتقين وليس سربالا يتسربله كما يشاء والغريب ان من يامر بايقاف التعينات هم من مدعي التشيع !!! فلو افترضنا ان كل الذين يشغلون الوظائف هم خوارج (حاشاهم الله) ويجب ايفاف توظيفهم لانه ممكن ان يصوتوا للمالكي ...فما ذنب عوائلهم .افتونا ماجورين يرحمكم الله..
ان سياسة التجويع ليست وليدة اليوم وانما هي من زمن بعيد واكثر من استعملها هم اعداء اهل البيت عليهم السلام وليس خافيا على الهمام ولاعلى الصغير ماهي( فدك) وماادراك( مافدك) ...كما انه ليس خافيا عليهم وبيانات معاوية والامويين الى ولاتهم في الامصار والكوفة خصوصا والتي كلها تشير الى قطع عطاء كل من يوالي اهل البيت وخصوصا اتباع امام النتقين عليا عليه السلام ..
فهل من العدل ان تدعون التشيع وتتبعون سنة معاوية..الا تبا لكم ولما سولت له به انفسكم واعلموا انتم ومن صوت لهذه المادة واوقف التعينات ان الماثور من الحديث الشريف سيكون سلسلة بعنقه (من سن سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم الدين ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم الدين ))....فاين المفر ياادعياء الدين والتشيع..
وهنا لزاما علي ان اقول :
** *العار كل العار من ينظــَر ويوجه من خارج الحدود او داخل الوطن بالضد من مصلحة الوطن والمواطن.
*** العار كل العار لمن اتخذ ضريح امام المتقين (ع) لاول وابشع جريمة في العراق الجديد وقتل المرحوم محمد تقي الخوئي نجل المرجع الاعلى السيد الخوئي (قدس سره)
***العار كل العار لمن ادخل المجرم الارهابي عبد الناصر الجنابي الى مضيف الامام علي (ع) وتقبل هداياه من قنابل وصواريخ وعلى اثر ذلك استبحت النجف الاشرف وقتل المئات.
***العار كل العار لمن جعل مقبرة الغري الذي يحوي ثراها جثامين الملايين من اتباع امام المتقيين علي (ع) لائذين بجواره وجعلها مسرحا لدعاة مقاتلة المحتل .
***العاركل العار لمن جعل البصرة مسرحا للعصابات وقطاع الطرق ومهربي النفط والخارجين عن القانون.
***العار كل العار لمن استباح مدينة الصدر وجعلها رهينة للخارجين عن القانون.
***العار كل العار لمن استباح كربلاء المقدسة وقتل اكثر من خمسين زائرا لابا عبد الله الحسين (ع) في زيارة النصف من شعبان ولم يراعي حرمة للحسين (ع) وزائريه.
***العار كل العار لمن افشل مشروع البنى التحتية.
***-العار كل العار لمن حاول افشال جولة التراخيص النفطية..
***العار كل العار لمن يتخذ منابر المساجد المقدسة ومنابر الجمعة ومنبر الحسين الشهيد (ع) للشتائم والتهامات والتحريض والبهتان والاباطيل.
***العار كل العار لمن اوقف التعينات وقطع الارزاق .
وحسبنا الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
المهندس حمد العراقي