الجعفري في لقائه حشدا من العراقيين: لا نريد أن يحاكم صدام كشخص فحسب، وإنما نريد محاكمة الحالة الصدامية





التقى الدكتور إبراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية بجمع من المحامين والمقاولين العراقيين، والتقى في لقاء منفصل بأهالي مدينة السماوة من مختلف الشرائح الاجتماعية، وتحدث في لقاءاته عن مفاهيم فكرية وسياسية كثيرة، حيث تناول مبدأ التعارف والاختلاف في الانتماء، قائلا أن التعدد في العراق يفرض على الطوائف والتيارات الفكرية والسياسية المختلفة التحرك بالمشترك الوطني، وعندئذ يكون الاختلاف عاملا إيجابيا.

وتناول الدكتور الجعفري أيضا معنى حب الوطن قائلا أن هذا المعنى الذي نريد أن نرسخه في نفوس الاجيال يعني حب المواطنين، إذ لا معنى لحب الارض دون ساكنيها مشيرا إلى أن سياسات النظام السابق أدت إلى تشويه معنى حب الوطن لانه ارتبط في أذهان الناس بالازمات والحروب والمشاكل التي مر بها العراق، لان النظام استغل هذا المفهوم لتعبئة الناس في خدمة أهدافه الخاصة.

وتطرق الدكتور الجعفري إلى الثقافة في العهد السابق والثقافة التي ينبغي أن ننشرها في العهد الجديد، قائلا أن النظام السابق أشاع ثقافة الكراهية والتسلط والخوف بدل ثقافة الثقة التي ينبغي أن نشيعها في البلاد.

ثم تطرق الجعفري إلى الازمة الامنية التي يمر بها العراق، قائلا ان علينا أن ندعم الجهود الامنية من خلال دعم أداء أجهزة القضاء، ودعم تطبيق القانون الذي يواجه العنف في البلد الذي يستهدف الطالب في مدرسته والعامل في معمله والزائر في المكان المقدس الذي يزوره.

وقد أكد الدكتور الجعفري على أن ينبري كل مواطن من أجل صناعة الاستقرار الامني، وناشد المثقفين والمبدعين والفنانين، معتبرا أن كل العراقيين مسؤولون عن أمن بلادهم كل من موقعه.

وحول العملية السياسية قال الجعفري ان الشرائح التي كانت مستبعدة عن الممارسة السياسية في العهود السابقة ينبغي أن تأخذ دورها الحقيقي في العملية السياسية العراقية، وأن تتخلص من عقدة المحكومية وتخرج حيز أن تمارس دورها في الحكم، لأن العراق بلد الجميع وليس بلدا لفئة دون غيرها.

وأشار الجعفري إلى أن عقارب الزمن لن تعود إلى الوراء، وأننا تقدمنا خطوات في العمل السياسي فعلينا أن نحافظ على ما وصلنا إليه كمرحلة للتقدم أكثر إلى الامام.

وفي موضع آخر قال الجعفري أننا لا نريد أن يحاكم صدام كشخص فحسب، وإنما نريد محاكمة الحالة الصدامية، لأن صدام الشخص لم يتمدد ليرتكب كل هذه الجرائم التي وقعت في العراق، وإنما الحالة الصدامية هي التي امتدت لترتكب هذه الجرائم في عموم العراق.