[align=right]كتابات - بهلول الحكيم

لابد من الاشاره من ان الدكتور الجعفري يتميز بدمث الاخلاق والتدين الى الحد الذي يصفه به اتباعه من انه يستحق لان يكون (مرجعا) الا انه ينئى بنفسه من الدخول عالم الدين من بابه بل انه ارتئى انه يدخله من باب السياسه وسيله للتغير والتجديد .

ولكي لا يختلط الامر على كثيرين ممن يتصورون ان الدكتور الجعفري هنا من باب تمثيله للجعفريه (الشيعه) على اختلاف تصوراتهم ومتبنياتهم الفكريه او من باب ان الجعفري ينتمي الى تلك العائله التكريتيه او المصلاويه او..... او الخ.

اذ كما يشير الدكتور الجعفري في سرد مذكراته في موقعه على الانترنت حيث يقول ان لقب الجعفري قد جاءه نتيجه على طلب منه عند فراره من العراق ايام النضال السلبي ليكون ملاصقا الى هذه اللحظه بالرغم من انه يخوض الان نضالا ايجابيا!!!

بعد ان احتل مكانا مرموقا في مجلس الحكم السابق اوما سيحتله من منصب في الحكومه المقبله. حيث يقول (واقترحت تبديل أسمائنا نحن الاثنين فيكون لقب الحجازي بدلا عن التميمي ولقب الجعفري بدلا عن الاشيقر على ظهر الطائرة ولم أكن أعلم أنّ اللقب الذي أخترته بهذة السهولة والسرعة سيرافق حياتي الى الابد ويذيع صيته في الاوساط اكثر من لقبي الحقيقي.)

ولذلك اقترح على الدكتور (الجعفري) ان يرجع الى لقبه الاصلي الا وهو الاشيقر حفاظا على الجعفريه من المزيد من التشتت ولكي لا يلبس (بضم الياء) على بعض العامه من كونه ناطقا باسم الشيعه الجعفريه او ممثلا عنهم وذلك لانه يؤمن ايمانا شديدا بالمثل القائل (ادفعه بكصبه) والذي لايروق لكثير من العراقيين المضلومين .

وكما ورد في سلسله مذكراته في موقعه بعد ان يشرح تأثير والدته عليه بالتربيه بعد فقدان ابيه وهو في الخامسه من عمره ليقول (وسيبقى حب الاخرين زادي لقطع طريق الوصول اليهم, رغم ما اختلف معهم, وسيظل مفهوم " تجاوز عن الناس يتجاوز الله عنك "الذي تلقّنته من أمي, شعاري للتعامل مع كل من أخطأ أو أساء بحقي, مهما كان حجم الخطأ و درجة الإساءة. )

بطبيعه الحال هذا الكلام جميل وحالم لرجل دين لا رجل سياسه , فالسياسه تحتاج لرجل قوي يعرف متى يضرب وكيف ولماذا , لا ان يتعامل مع الاخرين بالتسامح وخصوصا اذا ما كان محاطا باشرار كالذين كانوا بين ظهرانينا حيث لم يعرف التاريخ لهم مثيلا ومازالوا يتحينون الفرصه لا للهجوم علىالاخرين حسب بل لاقصائهم من الحياة ايضا .

هذا بالاضافه الى ان عامه الشعب ليس بالضروره يماثلونه الراي وهناك الكثير ممن لا يريد التجاوز عمن ظلمه فاذا كان يريد العفوعن الظالم فهذا شانه ولكنه سيكون ممثلا للعراقين اذا ما اعتلى كرسي رئاسه الوزراء ولهذا فهو لا يستطيع فرض اراءه الخاصه على الاخرين ولا يمكنه مساواه الظالم بالمظلوم بحركه تصالح ومسامحه!! وربما كان اختلاف الشيعه عن السنه هوذات السؤال هل كان القاده الاوائل متساون في الفضل ام هناك افضليه لاحد على غيره!!! وبذلك يعود الحق و العدل الى نصابه.

ولذلك كان علينا الوقوف على بعض مواقفه والتي اوردها هو في مذكراته على موقعه بالانترنت حيث جاء

1- لم يكن تاثره واضح المعالم بالفكر الشيعي الاصيل حيث يقول (بدأت قراءتي للكتب الادبية والاسلامية منذ مطلع الستّينات مستهلا بكتب مصطفى لطفي المنفلوطي ( العبرات، النظرات ،وباقي كتبه )، وكتب السيد قطب ومحمد قطب؛ وانفتحت عام 1964 تحديدا على التفسير ( مجمع البيان ) وواكبت بذلك رغبة أمي في تلاوة القران الكريم ببعض التعليقات المبتسرة عن اسباب النزول, بعدها أخذت أُكثر وبشغف من قراءة الكتب. لم تكن المكتبة الاسلامية قد حفلت بعد بنتاج فكري يتولى بناء شخصية الشباب بناءا اسلاميا, ويتكفل رد مايواجهونه من تحديات.)

وهي اشاره واضحه لتاثره بالفكر السني والاخوان المسلمين وحزب التحرير وما الى ذلك حيث بدايه قراءته لقطب وغيره وفي نفس الوقت فهو يقول لم تكن المكتبه الاسلاميه قد حفلت بنتاج فكري يتولى بناء شخصيه الشباب في اشاره واضحه للمرجعيه الدينيه الشيعيه انذاك ومما يؤكد ذلك قوله في مكات اخر من مذكراته من انه كان من مقلدي السيد الحكيم انذاك ولكنه عندما ساله عن امكانيه انخراطه لحزب اسلامي اجابه السيد الحكيم بالنفي وكرر السوآل مره اخرى في مكان اخر واكد السيد الحكيم ذلك الرفض مره اخرى الا انه وجد ان التحاقه بالعمل الحزبي سيكون له شانا اخر!! حيث يقول (توجّهت الى النجف الأشرف لأقف عن كثب على حقيقة رأي السيد الحكيم بهذا الخصوص, وقد إستمعت اليه (ره) وهو يبدي تحفظات عامة على العمل الحزبي من حيث سرّية القيادة. وقد عشت صراعا حادا جرّاء معرفتي بخط الحزب ومتبنياته والمنضوين تحت لوائه من جانب وتحفظات سماحته من الجانب الآخر)

2- بعد ذلك يسرد الدكتور الاشيقر عن علاقاته القويه والمتماسكه مع اهل الموصل (السنه) وما الى ذلك ولا مانع من ذلك ولكن على حساب من ولاجل من وباسم من ؟؟.

3- لم يشر الدكتور عن كيفيه بقاءه في حزب الدعوه والمعروف ان جميع اعظاء الحزب كانوا من المطلوبين قضائيا وامنيا من قبل سلطات البعث المقبور وكيفيه بقاءه بمنصب معاون احدى المستشفيات في كربلاء لغايه سنه 1979 وهي الفتره الحرجه من تاريخ علاقه الحزب بالسلطه!!.وكي ما نعرف الجواب نطالع مقال الكاتب محمد حسين الموسوي في مقال له نشر في موقع كتابات بتاريخ 24 شباط 2005 حيث يقول فيه (اتجه الجعفري بعد ان جمد نشاطه بتنظيمه الى مزاولة مهنة الطب وتعين معاونا لمدير احدى المستشفيات الصغيرة ولم يعرف عنه انه مارس اي نشاط سياسي حتى خروجه من العراق عام 1979).

وكما يضيف الكاتب نفسه في نفس الموضوع اذا يقول (لم يستمر الدكتور الجعفري في مزاولة العمل الحزبي طويلا حيث جمد نشاطه في عام 1971 بعد القاء القبض على مسؤوله الجديد السيد حسن الشيخ علي الذي انهار في المعتقل واعترف على زملائه).

على أي حال يشير الحال الى انه فضل الابتعاد عن المواجهه وكما تربى من ان (الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح).

5- قبيل سقوط الصنم كان هناك اجتماعا للمعارضه العراقيه في لندن وقد شارك به جميع فئات المعارضه الا ان الدكتور الجعفري وجناحه الخارجي لم يكن ضمن ممن يرون التغير لا ندري ان كان (تقيه) او استمرارا لمنهجه الدبلوماسي والمتسامح!!.

كما اننا لم نسمع له ما يشير الى مقاومه السلطات العراقيه ابان تبؤءه منصب الناطق الرسمي لحزب الدعوه (الخارج) والذي يمثله نيابه عن منتسبيه المقيمين في الغرب حيث انقسم الحزب لعده جهات بل اكتفى بالتنظير والممارسات الثقافيه المختلفه .

أي باختصار شديد انه كان يريد ان يدفعها بكصبه كما يقول المثل العراقي مره اخرى.

اذن هذا هو ماضي الدكتور الجعفري الذي اتمنى له من كل قلبي له الموفقيه في ان يجعل العراقيين بطبيه قلبه وايثاره ولكن هل يستطيع ؟

والان وهي المرحله الاخطر في حياه العراق والعراقيين حيث ان الدكتور الاشيقر لم يعد ناطقا باسم حزب مازالت اسماء قيادته سريه وكما حذر منه السيد الحكيم قبل اكثر من اربعون عاما, نجد ان الدكتور الاشيقر ما زال يتحفظ على اسماء حزب الدعوه فما بالك بترؤسه لحكومه مقبله!!

ففي المرحله الحاليه نجد الدكتور الاشيقير قد اتجهه الى نفس الأسلوب القديم أي الابتعاد عن المواجهه واذا ما حصلت فانه يفضل عدم الخوض في غمارها كي لا يناله منها نصيبا.

فازمه النجف لم نجد له أي دور في حلها سوى بعض التصريحات هنا وهناك وبعد انتهائها وعلى الشكل الذي تميز بالدبلوماسيه والشفافيه وووووو الخ

كما أن ازمه الفلوجه لم يكن موقفه واضحا الا بعد ان انتهت الى ما صارت اليه.

هذا بالاضافه الى اننا لم نشاهد له موقفا صارما واحدا يثبت به شخصيته القويه تجاه الارهابين واعداء العراق.

والان نشاهد الاكراد يدافعون عن حقوقهم المشروعه وغير مشروعه بشكل متواصل كي ما يحققوا نصرا لمجموعتهم التي يمثلونها بطرح شروطهم السياسيه السته التي وجدناها على المواقع الاخباريه المختلفه وكذلك فعل السنه وهم ما بين مد وجزر املا في الحصول على تطمينات من حصولهم على مراكز مرموقه وحمايتهم لفئه ضاله كانت مع النظام السابق عبثت بالارض الفساد.

الا ان موقف الدكتور الاشيقر ما زال مبهما من ما هي شروط الشيعه وما مقدار دفاعه عنها وما هو موقفه من مرتكبي الجرائم من انصار العهد البائد ممن يرتقون الان مناصب مهمه بالدوله وكيف سيتصرف معهم مستقبلا .

الدكتور الاشيقر وكما جاء بالاخبار من انه فضل التمسك بمنصب رئيس الوزراء حتى وان كلفه ذلك ابعاد كافه مؤيديه من حزب الدعوه (الخارج) من احتلال أي منصب وزاري قادم وايضا من مبدأ ادفعه بكصبه!.

والان ها هي فاجعه الحله قد ابكت العيون وادمت الوجنات ولكن الدكتور الاشيقر فضل ان يدين العمليه الارهابيه التي اودت برفيق الحريري !! ليبعث برقيه تعزيه دون حتى ان يفكر بارسال احد مؤيديه مثلا (الحملدار ) سابقا وكيل وزير الداخليه حاليا عدنان الاسدي ليبعث ببرقيه مواساه او زياره لاهالي الضحايا.

لا ندري هل جاء هذا من باب ادفعه بكصبه ان انه غير ذلك والله اعلم.

كان من الافضل للدكتور (الجعفري) الاشيقر لو انه قد قال كما قال من قبل جده امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)( اني لكم وزير خير مني امير) وحبذا لو كانت وزارته الخارجيه!.

في حين ان الاماره وكما نراها لا تليق الا للدكتور الجلبي الذي كان وما زال صلبا وبما في مواجهه اعداء العراق من عراقيين وعرب وعجم ولينا بما فيه الكفايه للدفاع عن المسحوقين من العراقين ممن اغتصبت حقوقهم او وقع الحيف عليهم .

فمواقفه التي لا يمكن لاحد ان ينكرها في الدفاع عن الاكثريه المسحوقه وسعيه الحثيث من اجل تثنيت هذه الحقوق لم يعد خافيا على كل فرد وها هو الان يسارع الى تفقد المنطقه المنكوبه بالحله بالرغم من خطوره الوضع هناك متضامنا مع شعبه واهله .

لقد فعل حسنا الدكتور الجلبي بان شارك اهلنا في محنتهم فاكتسب بذلك حبهم واحترامهم وحسنا فعل عندما اشترط على الدكتور الاشيقير بان لايتخذ قرارا يهم العراق بمفرده في رئاسه الدوله دون الرجوع الى لجنه تشكل من قبل الائتلاف العراقي والا لكانت قضيه الشيعه مدفوعه بكصبه!!!!.[/align]