لأجل توقيع واحد .. يقال لك تعال بكرة...( تعال باجر) وكأن التوقيع يحتاج ان ينام الموظف ليلته ويفكر فيه هل هو صحيح ام لا ليوقع ثاني يوم..
تعال بكرة .. هذه كلمة يحفظها كل متخلف من موظفي العراق بدون ان يفكر ان التاجيل لغد معناه المزيد من العرقلة والعمل والالهاء وضياع يوم من العمر..
تبا لعقول متخلفة فالحمار يبقى حمار ول غيرت جلاله.
----------------------------------------
الامام الحسين بن علي العربي الهاشمي والسفارة العراقية "العربية"في كوبنهاكن..عبد الجليل الموسوي
خاص للموقع
"خط الموت على ولد أدم مخط القلادة على جيد الفتاة , ومااولهني الى اسلافي اشتياق يعقوب الى يوسف , وخير لي مصرع انا لاقيه , وكاني باوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواميس وكربلاء , فيملان مني اكراشا جوفا واجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم , رضى الله رضانا اهل البيت , نصبر على بلاءنا ويوفينا اجور الصابرين , لن تشذ عن رسول الله لحمته , بل هي مجموعة له في حضيرة القدس تقر بهم عينه وينجز بهم وعده , الا فمن كان باذلا فينا مهجته وموطنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا , فانني راحل مصبحا ان شاء الله تعالى ""
هذه هي الكلمات المدوية عبر العصور التي اطلقها ابو الاحرار الامام الحسين في كربلاء العراق , فقبل عدة ايام ذهبت الى السفارة الايرانية في كوبنهاكن في اول ايام محرم لكي احصل على فيزا لزيارة الامام الرضا ع ومن ثم التوجه الى بلدي العزيز العراق , فعند دخولي السفارة الايرانية وجدتها متشحة بالسواد حزنا على المصاب وعند دخولي داخل السفارة وجدت تلك الكلمات التي قالها الامام والتي ذكرتها سلفا ,
وبعد تقديم الطلب توجهت الى سفارتنا العراقية القريبة تقريبا من السفارة الايرانية , وعند دخولي السفارة فوجئت بانه لم يكن هناك اي اشارة تشير لتلك الثورة ولانتصار الدم على السيف , ولم تكلف السفارة نفسها ولو بكتابة قطعة سوداء صغيرة تعظم فيها اجور المسلمين بهذا المصاب
وهنا تساءلت في نفسي وباستغراب شديد هل ان الحسين بن علي العربي الهاشمي القريشي هو فارسي ام عربي ؟؟!
والمصيبة ان السفارة لم تكلف نفسها بكتابة اعلان بسيط في موقعها لهذه الذكرى , ولم تكلف نفسها ايضا بالمجئ الى مسيرة عاشوراء التي حضرها الالاف من ابناء الجالية العراقية وغير العراقية والتي انطلقت في شارع النوربرو في كوبنهاكن .
فلاادري هل تعرف سفارتنا " العربية " العراقية بالحسين وهل تعرف ان هناك مناسبة عالمية هي ذكرى عاشوراء؟؟؟
ياايها الدبلوماسيون العراقيون العرب , لقد كشف الامام الشهيد عن برنامجه وخطته التي دفعته الى الثورة فاراد ان يسجل على الباطل بطلانه وان يجعل للحق كوّة يرتفع منها صوته على الدوام , وقد زلزل دولة الظالم وحطم سلطان الباغي وفرق العادي كل ممزق وادال به الى حيث المهوى السحيق , وبذلك ابى الحسين ان ينحني لكبرياء الظالم .. ففي جميع رجالات الامم لانجد بينهم من يجئ مع الحسين قرينا ولن نجد في التاريخ له مثلا ولا نظيرا وانما نجد انسانا يندفع على الموت كما يندفع الطفل على الحياة بكل جوارحه واستعداداته , فهي تجتمع عند الطفل لكي
تحيا وتجتمع عند البطل لكي تموت , وفي حيوانية حياة الطفل سر الموت وفي موت البطل سر الحياة ...
هذا شئ بسيط عن نهج الحسين ياسفارتنا . هذه الحادثة جعلتني ان اهتم وانقب عن كل ماكتب على السفارة سابقا من اختلاسات وفساد مالي واداري وستكون لي جولة اخرى في الايام اللاحقة حتى يتضح المفسد والمسئ من الحسن والمصلح ولكي لاتعود الينا ايام المقبور الهالك وسفاراته التي كانت خاوية من كل معنى ولايوجد فيها من الكفاءات مايشرف العراق وسمعته .
وبالمناسبة انني عندما دخلت الى العراق عن طريق مطار بغداد الدولي وجدته المطار متشحا بالسواد بذكرى ابي الظيم والاحرار , فتذكرت السفارة وشتان مابين الاثنين , وللعلم انني عندما راجعت السفارة لغرض الحصول على الفيزا وجدت في السفارة شخص وكذلك امراة اي نحن ثلاثة فقط في السفارة وذلك في تمام الساعة التاسعة والنصف وبعد ان ملات الاستمارات واخذت الموظفة الجوازات عادت بعد 5 دقائق وقالت ستستلم جوازاتك غدا فقلت لها ماهو النقص الحاصل فقالت لم يبقى سوى توقيع وختم لايستغرق سوى دقيقة واحدة ثم استدركت الموظفة قائلة ان هذه هي اوامر القنصل فاجبتها انه لايوجد هناك مراجعين بالمئات حتى تؤجلوا عمل اليوم الى الغد بل يوجد فقط نحن الثلاثة , والمصيبة ان المراجع الاخر الموجود معي كان هذا المسكين قد جلب جواز سفر عراقي جديد من العراق ويطالب فقط بكتاب مع الجواز من السفارة يؤيد اسمه الثلاثي ولقبه وحسب وثائقه العراقية فرفضوا اعطاءه وقالوا بان الجواز صادر من بغداد ولانعرف هل هو مزور ام صحيح فاستغربت انا وكذلك الرجل وقال ماهو دوركم من هذا التطور والتقدم التكنلوجي وانتم في بلد يتعامل بالبريد والايميل وبالسرعة الفائقة فهل لاتوجد كومبيوترات في بغداد للاستفسار عن جميع هذه الامور العالقة , وقد جئنا في اليوم الثاني وبقينا طوال ساعات عديدة على الشحن لان حضرة القنصلة كما يقول الموظفون انها ذهبت الى المطار اثناء الدوام وعندما جاءت تم انتظارنا الى نهاية الدوام مع صديقي الذي ينتظر معاملة وكالة لم يتم تنفيذها لكون المحاسبة هي الاخرى عندما جاءت القنصلة ذهبت الى البنك كما يدعون , هذا هو واقع السفارة وكان الله في عون الناس لان معاملة السفارة ولله تدعو الى الغثيان .
اخيرا اوجه شكري وتقديري لكل المؤسسات الثقافية والدينية والاعلامية التي احيت يوم عاشوراء في كوبنهاكن والف شكر الى موقع " عراقيون في الدنمارك "على اظهار الصور الرائعة للمسيرة العاشورائية وتحملهم التعب والعناء وكذلك للاخوة في شبكة الاعلام .. وبذلك يبقى الحسين نبراسا ومشعلا يضى الدرب لاحرار العالم .
عبد الجليل الموسوي