عصام حسن

Esam126@hotmail.com



بعد "القنبلة الوثائقية" التي فجرها الدكتور صاحب الحكيم - مقرر حقوق الانسان في العراق - في العاصمة البريطانية حول جرائم النظام العراقي بحق 4000 امراة عراقية في كتاب ضم مئات الصور والوثائق والمستندات موزعة باكثر من 900صفحة، وجدت من واجبي الوطني والمهني والوجداني، ان انقل جانبا من مادار في تلك الامسية التي خصصت للتعريف بالكتاب، والظروف التي احاطت بجمع مواده ومستنداته عبر سنوات طوال.

فكتبت موضوعا مختصرا سجلت فيه بعض المعلومات التي دارت في جانب من الندوة مساء الجمعة 24/10 في كاليري الكوفة بلندن.

كان همي من نقل وقائع ماتم في تلك الامسية ان تكون وسائل اعلامنا العراقية،سبّاقة في كشف مأساة اخواتنا وامهاتنا عندما دفعن ثمن مقاومتهن للنظام المقبور في العراق، وخدمة للحقيقة التي "ضلت" طريقها عشرات السنين.

نص الموضوع:

http://www.iraqcenter.net/vb/showthr...&threadid=4255

ورغم انني كنت اتفهم تجاهل بعض وسائل الاعلام - التي "قبضت" من اموال النفط العراقي حتى اتخمت – لمثل هذا الخبر، ولكنني لم اكن اتصور ان يبلغ الامر بوسائل اعلام عراقية كان لها دور فاعل في مقارعة نظام الطاغية في الامتناع عن النشر بحجة ان فيها مس باعراض الناس.

قد يكون هذا المبرر مقبولا في ظل النظام المقبور، ومع احترامنا لوجهة النظر هذه، ولكن بعد ان تكشفت الامور وتمزقت الحجب، فان التستر على الحقيقة لايمكن ان يحقق هدف الستر على الاعراض، وان امة تخجل من تضحيات ابنائها لايمكن ان تحتل موقعها تحت الشمس.

فهناك حقائق اصبحت واضحة للعيان:

· سجون النظام لم تقتصر على الرجال فحسب، بل كان للنساء فيها نصيب.

· احكام الاعدام التي قد نفذت شملت الرجال والنساء.

· بعض اخواتنا وامهاتنا قد تعرضن لصنوف التعذيب والتشريد والاغتصاب.

هذه حقائق لم تعد خافية على احد، فاذا حاولنا كتمانها ،فاننا سنظلم المراة العراقية مرتين:

الاولى: عندما استغاثت باخوتها الرجال ولم نغثها او ننجدها.

الثانية: بعد استشهادها نتستر على ماحدث لتبقى صفحة الجلاد- في هذا المجال - بيضاء.

ان معركتنا الاعلامية مع بقايا النظام لم تنته بعد، فلا زالت وسائل الاعلام المتكرشة باموال النفط العراقي، تحاول التستر على جرائمه،فتعتبر قصي وعدي" شهداء" والطاغية صدام"عز العرب" ومسليمة الصحاف"سعادة الوزير" ، فهل كتب على شعبنا ان يموت عدة مرات؟

مرة عندما ذبحنا صدام - من اقفيتنا - واعلامنا"العربي" يتفرج ببلادة

ومرة عندما تكشّفت الحقائق فظل ساكتا عنها كشيطان اخرس

وثالثة عندما "وثّق" مقرر لحقوق الانسان في العراق هذه الجرائم، فامتنع الاعلام العراقي - هذه المرة- عن نشرها صونا للشرف الرفيع الذي لم يسلم من الاذى.

فهل ستبقى جرائم النظام "مستورة" و"معتّمة" و"مدفونة" مع مقابرنا الجماعية التي لم ينكشف منها سوى النزر اليسير؟

وتتضاعف ظلامة شهدائنا وعوائلهم نتيجة هذه السياسة الاعلامية التي نمارسها بحق اهلنا بحسن نية؟

وماذا بعد؟

هل كتب علينا ان نقرأ "مقاتل" شهدائنا ونذرف عليهم الدموع و"بصمت" خوفا من انكشاف"المستور"؟