النجف/ واب/ حيدر الكعبي.......
رغم التطور الحاصل في شتى مجالات الحياة، إلا ان بعض الحرفيين مازالوا يعتزون بمهن توارثوها اب عن جد، ومنها صناعة الزوارق او كما تعرف بالعامية (الكلافة) التي ما زال يمارسها عدد من الحرفيين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، رغم تدني مردوداتها المادية وقلت الطلب عليها ودخول زوارق الحديد التي تمتاز بسرعتها وتطورها وشدة الاقبال عليها.
الحاج كمال الكوفي (أحد أقدم صناع الزوارق في الكوفة) يقول لوكالة انباء بغداد الدولية/ واب/ ان "مدينة الكوفة اشتهرت منذ القدم بصناعة الزوارق الخشبية، لوقوعها على ضفاف نهر الفرات المعروف بـ(شط الكوفة) والتي تستخدم في صيد السمك وفي نقل المواطنين عبر النهر، وقد ورثت هذه المهنة عن ابي وجدي، فعائلتنا تعمل في هذه المهنة منذ 150 عاماً ".
وأضاف الكوفي " لقد تراجع العمل في صناعة الزوارق وتراجع المردود المادي لهذه المهنة حيث كنا في السابق نصنع ثلاثة الى اربعة زوارق في الشهر، اما الان فانتاجنا لا يتجاوز الزورق الواحد او الزورقين احياناً، كما ان اسعار هذه الزوارق التي ارتفعت كثيراً عما كانت عليه، حيث كان الزورق يباع بـ 150 ديناراً فقط، فيما يتراوح سعر الزورق الان بين 200 الف الى 3 ملايين دينار حسب نوع الزورق وحجمه".
فيما تحدث سليم الجبوري (حرفي أخر في صناعة الزوارق) ان "احجام وانواع الزوارق تختلف حسب المواد التي تصنع منها، كما ان مواد صناعة الزوارق اختلفت الان عن السابق، في هذه الايام نصنع الزورق من خشب الجاوي ومادة الفايبركلاس، بينما كان الزورق يصنع سابقاً من خشب الصاج ويحشى بالقطن".
وأضاف الجبوري أما " طول الزورق فهو يتراوح مابين 12 الى 25 قدماً".
وعن تراجع صناعة الزوارق وتجارتها واقتناء الصيادين لها قال فليح الحدراوي (صياد) ان " كثرة البحيرات الصناعية لتربية الاسماك قلل من عدد الصيادين في النهر، كما ان العديد منهم اتجه الى التعيين في الوظائف الحكومية، وهو ما جعل مهنتنا تعيش حالة من الكساد".
واضاف الحدراوي " كان سوق البو شمسه في الشارع المطل على النهر في الكوفة، ويعرف اليوم باسم شارع الكورنيش يضم عشرين خاناً تصنع فيها الزوارق، لم يتبق الان سوى خمسة اشخاص يعملون في هذه المهنة، وهم اولاد مطلك واولاد السيد حسن".
وقال الحدراوي ان "مهنة الكلاف مهنة تتوارثها العوائل في الكوفة، فكل شخص يعلم ابناءه ثم تنتقل الى احفاده وهكذا".
وعن انواع الزوارق واصناعتها يقول الحاج خالد رسول لوكالة انباء بغداد الدولية/ واب/ ان " الزوارق التي تصنع هنا تقسم لاقسام منها نوع من الزوارق يسمى (كعد) اما النوع الاخر فيسمى (بلم) والاسماء تختلف حسب شكل الزورق، اما العاملون في صناعة الزوارق فيطلق عليهم باللهجة العامية (الكلاليف) ".
واضاف رسول ان" الزوارق الكبيرة تصنع من خشب الجاوي او التوث وتصل اسعارها الى ثلاثة ملايين دينار ".
ويرى الصيادون ان شحة المياه اثرت كثيراً على الصيد في النهر، وايضا دخول السمك المستورد واقبال اغلب الشباب الى التطوع في سلك الشرطة والجيش لمايلاقوه من راحه ورواتب كبيرة./