خبراء:
"كراهية"بين علاوي والمالكي تمنع التحالف فيما بينهما[line]-[/line]أربع كتل ستشكل الحكومة

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (cnn) -- رجح خبراء في الشأنين العسكري والسياسي فشل مشروع قيام حكومة عراقية جديدة بائتلاف يضم رئيس الوزراء الحالي، نوري المالكي، وسلفه أياد علاوي، بعد تقدم لائحتيهما في الانتخابات العامة، وذلك بسبب التنافس السياسي الشديد "والكراهية" بين الرجلين وصعوبة العثور على قواسم مشتركة بينهما.

ولفت الخبراء الذين كانوا على صلة مباشرة بأوضاع العراق خلال الفترة الماضية إلى أن القوات الأمنية المحلية ستعجز عن تولي المهام العسكرية بشكل كامل بحلول الموعد المرتقب للانسحاب الأمريكي عام 2012، وستحتاج بالتالي للدعم الأمريكي بالمجالات الجوية والاستخبارية واللوجستية.

وقال العقيد المتقاعد بيت منصور، الضابط التنفيذي السابق في إدارة الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القيادة الأمريكية الوسطى التي وصل إليها بعد قيادة القوات الأمريكية بالعراق: "أعتقد أن بوسع الشعب العراقي السير قدماً بالعملية السياسية لأنهم شاهدوا انعكاسات الاقتتال المذهبي في عامي 2006 و2007."

ورأى منصور، في حديث لـcnn، أن الأحزاب الدينية تراجعت في الكثير من المحافظات الدينية، مضيفاً أن العملية الانتخابية كانت "نزيهة" وفق المعايير العامة مقارنة بسائر الانتخابات في العالم الثالث، رغم الحديث عن بعض التجاوزات.

ولفت منصور إلى أن عملية تشكيل الحكومة قد تستغرق وقتاً طويلاً، مذكراً أن الحكومة التي أعقبت انتخابات عام 2005 لم تتشكل إلا بعد ستة أشهر من المفاوضات.

وذكّر منصور بما قالته دراسات لمؤسسة "هيرتدج" حول إمكانية حصول أعمال عنف طائفية خلال فترة المشاورات لتشكيل الحكومة، لاستغلال الفراغ السياسي في البلاد، ما يشعل مجدداً فتيل الحرب المذهبية بين السنّة والشيعة ويعطل الخدمات العامة.
[line]-[/line]العراق سيتحول - إن استقرت الأمور فيه - إلى دولة ثرية لكن عليه تعلم كيفية تقاسم الثروة بين مختلف شرائحه الشعبية [line]-[/line]
ورأى الخبير العسكري أن بقاء القوات الأمريكية في العراق خلال السنوات المقبلة سيساعد على إبقاء الصلات بين الحكومة العراقية وواشنطن على المستوى السياسي والحفاظ على المصالح الأمريكية.

أما بريت ماكريغ، الذي شارك في عضوية هيئة الأمن القوي في عهدي الرئيس السابق جورج بوش وخلفه باراك أوباما، فقد قال إن الانتخابات كانت جيدة على المستويين الأمني والسياسي، نظراً لأن القوات العراقية تولت مسؤولية الحماية بمفردها في حين تمركزت القوات الأمريكية بثكناتها.
ولكن ماكريغ قال إن النجاح في الانتخابات لم يترافق بشكل كامل مع تقدم الناخبين العراقيين على مستوى الطرح السياسي إلى موقع يتخلون معه عن التزاماتهم الأيديولوجية والقبلية.
وبحسب ماكريغ، فإن نتائج الانتخابات الحالية تشير إلى أن الحكومة الجديدة ستتشكل من أربع كتل على الأقل لضمان حصولها على غالبية في البرلمان، ولكنه استبعد التحالف بين قائمة "دولة القانون" التي يقودها المالكي، وكتلة "العراقية" التي يقودها علاوي.
وأوضح موقفه بالقول: "المالكي وعلاوي يكرهان بعضهما، لذلك فإن بناء تحالف بينهما سيكون أمراً صعباً، من غير السهل عليهما القبول بطرح تجاوز الجراح لأجل مصلحة البلد."
واستبعد ماكريغ حصول أعمال عنف على نطاق واسع بعد الانتخابات، باعتبار أن ما حصل عام 2005 جرى في ظل انعدام وجود حكومة حقيقية، غير أنه أكد حاجة الجيش العراقي للدعم الأمريكي خلال الأعوام المقبلة.
ورأى ماكريغ، الذي قاد مفاوضات اتفاقية "وضع القوات" التي نظمت الوجود العسكري الأمريكي في العراق، أن بغداد ستحتاج لأكثر من 30 ألف جندي أمريكي لمساعدتها في مجالات التدريب والاستخبارات والدعم الجوي والاتصالات والاستشارات الأمنية، لسنوات طويلة بعد موعد الانسحاب للوحدات المقاتلة المقرر عام 2012.
ولكنه استبعد أن تتمكن واشنطن من تلبية هذا الطلب بشكل كامل بسبب ضغط القوى المعارضة للحرب في العراق، ورجح بقاء ما لا يزيد على 15 ألف جندي فقط.
وتوقع ماكريغ أن يتحول العراق - إن استقرت الأمور فيه - إلى دولة ثرية بسبب موارده النفطية الهائلة، لكنه دعا المسؤولين فيه إلى تعليم كيفية تقسيم الثروة بين مختلف الشرائح الشعبية.
واتفق ماكريغ ومنصور على أن تجاوز الخلافات المذهبية والعشائرية في العراق لن يحصل بين يوم وليلة، وأشارا إلى أن الشعب العراقي سيحتاج إلى جيل أو جيلين لتجاوز الأحقاد التي ولدها عنف السنوات الماضية.