النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي نصف مليون من الأكراد الفليين.. تعرضوا للاعتقالات واغتصاب النساء

    [align=center]
    شاهد على المأساة يروي لـ: العربية.نت

    نصف مليون من الأكراد الفليين.. تعرضوا للاعتقالات واغتصاب النساء


    [/align]


    دبي - ابراهيم هباني

    أثارت الاتهامات الموجهة للرئيس العراقي السابق صدام حسين في جلسة المحكمة الأخيرة التي بثتها قناة العربية مؤخرا بتهجير ومصادرة أموال الكرد الفيليين مطلع عام 1980استياء كبيرا وسط الأكراد الفيليين، لأن المحكمة تجاهلت قضية الإعدامات الجماعية التي طالت نحو12 ألفا من الشباب.

    وكانت سلطات النظام العراقي السابق قد قامت في مطلع عام 1980 بتهجير 500 ألف أسرة من الأكراد الفيليين إلى إيران على خلفية محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز من قبل أحد المنتسبين لمنظمة العمل الإسلامي، ويدعى سمير نور غلام علي وهو من الأكراد الفيليين.

    وطالت عملية التهجير الصغير والكبير في هذه الطائفة ومصادرة كل ممتلكاتها، واعتقال الرجال بين 17 و40 عاما، وبينهم طلاب المدارس والجامعات وحتى أعضاء في حزب البعث الحاكم، وراح ضحيتها نحو 12 ألفا.

    ويقول الصحفي باسل الربيعي لـ"العربية.نت" إنه واحد من هؤلاء المهجرين، وفقد 5 من أسرته، مشيرا إلى استخدام نحو 10 ألاف من الشباب في تجارب نظام صدام الكيماوية.

    ويضيف أنه بعد محاولة اغتيال طارق عزيز في بغداد 1980 زار صدام حسين جرحى العملية في المستشفى التي استخدم فيها سمير نور قنابل يدوية، ووعد صدام أحد الجرحى بأن يقوم بترحيل كل الأكراد الفيليين الذين اتسمت علاقتهم مع النظام السابق بعدم المعارضة، ويذكر أن تصريحات صدام كانت منقولة على الهواء على التلفزيون العراقي. وبعد أسبوع تم استدعاء كل التجار الفيليين في بغداد إلى غرفة تجارة بغداد بغرض الاجتماع معهم، ولكنهم فوجئوا باعتقالهم وترحيلهم إلى إيران وكانت هي بداية التهجير.

    ويرى أن محاولة اغتيال طارق عزيز لا تعتبر السبب الرئيسي الذي دفع نظام صدام بتهجير 500 ألف شخص وقتل 12 ألف شاب، مشيراً إلى أن "العلمية الإجرامية" كانت بسبب حقد مزودج من النظام للأكراد الفيليين الشيعة، وأن علاقة نظام صدام مع الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال طالما اتسمت بالدموية، موجهاً أصابع الاتهام للرئيس المخلوع صدام حسين داعياً إلى إنزال أقصى عقوبة به نظير "الجريمة" التي قام بها بحق أبرياء ذنبهم أنهم أكراد شيعة".




    أعدموا شقيقيه واقتيد الأطفال لشرطة التسفيرات

    ويصف الربيعي طريقة تهجيره وأسرته من بغداد إلى إيران، حيث قامت قوات الأمن بمداهمة منزله وتم اقتياده وكامل أسرته المكونة من والديه وشقيقيه اللذين كانا يعملان في الجيش العراقي، بالإضافة إلى 4 أطفال، إلى قسم شرطة التسفيرات الرئيسي في بغداد، وقامت إدارة القسم بعزله وشقيقيه عن باقي الأسرة التي تم ترحيلها إلى إيران في ظروف "مهينة"، أما شقيقاه يوسف وسلامة الربيعي، فلم يرهما بعد ذلك بعد أن تم نقلهما إلى سجن الرشيد ثم إعدامهما فيما بعد، وتم نقله هو إلى سجن أبوغريب.

    ويستطرد أنه تم ترحيل 500 ألف من الأطفال والشيوخ بعد أن تم عزل الشباب عن الأسر، وزج بهم النظام في سجون أبوغريب والرشيد المخصصة للملتحقين بالجيش العراقي، والعدد الأكبر الذي فاق 10 ألف شاب وضعوا في سجن نقرة سلمان في مدينة سماوة جنوب العراق على الحدود السعودية.

    ويضيف أن طريقة التهجير تمت بشكل "لا يليق بالإنسان" ولم يكتف نظام صدام بتهجيرهم والزج بشبابهم في غياهب السجون، بل قام بالتنكيل بالشيوخ والأطفال في رحلة التهجير القسري من وطنهم، علاوة على تجريد الأسر حتى مما يطعمون به أطفالهم، واغتصاب الفتيات على مرأى ومسمع ذويهن، العاجزين عن فعل شئ سوى توسلاتهم وصرخاتهم للقوات المكلفة بالترحيل التي لم تحرك ساكنا.




    أخذوها من والديها واغتصبوها 20 مرة

    وفي السياق نفسه يروى الربيعي واحدة من عشرات حالات الاغتصاب التي تعرضت لها الفتيات أمام أسرهم.. "روت لي إحدى الفتيات وتعمل مهندسة مدنية أنه تم اقتيادها بعد أخذها من والديها لاغتصابها، وسط توسلاتهما للقوات المكلفة التي لم تعرهما أي اهتمام، وتم اغتصابها 20 مرة حتى أصيبت بنزيف حاد".


    ويوضح الربيعي معاناة 2000 من الشباب الفيليين بسجن أبوغريب الشهير.. "كانت سلطات السجن تمارس علينا حربا نفسية، كانوا يقولون إن أعراض أسركم تنتهك، وأنتم مرتاحون في السجن". ويضيف بأن إدارة السجن لم تكتف بذلك فقط بل كانت تسب أئمة الشيعة.

    "عندما اشتدت علينا الحرب النفسية قررنا التظاهر وتحطيم السجن، وقمنا بعمل بطولي ولكن تمت محاصرة السجن بطائرات الحرس الجمهوري، وطالبنا إدارته بالإفراج عنا باعتبارنا عراقيين ولم نرتكب جريمة، أو ترحيلنا إلى إيران لنلحق بأسرنا إّذا كانت السلطات العراقية ترى أننا لسنا عراقيين". ويذكر أن السلطات العراقية كانت تردد حينها بأن الأكراد الفيليين هم من جذور إيرانية.

    ويضيف: "بعد يومين تم نقلنا إلى القيادة العامة ببغداد في مجموعات تتكون المجموعة من 100 شخص، لكن الدفعات لم تستمر أكثر من 6 مجموعات، والبقية تم نقلها إلى سجن نقرة سلمان، وتم نقلنا من بغداد إلى خانقين على الحدود الإيرانية في منطقة وسط الأحراش التي تكثر فيها الأفاعي ومن ثم إلى النقطة الحدودية، وبعدها دخلنا الأراضي الإيرانية".

    ويقول إنه رأى تجمعات عسكرية كبيرة على الحدود تؤكد أن النظام العراقي كان بصدد اجتياح إيران، "عند دخولنا إيران استقبلنا بواسطة مجموعة عراقية معارضة بقيادة مالك الحكيم. وهنا اشكر السلطات الإيرانية على حسن استقبالها وترحيبها الأكراد الفيليين".. إلا أنه يقول إن السلطات الإيرانية في الفترة الماضية قامت بتضييق فرص العمل وتحديد نشاط الأكراد الفيليين، مما دفع بمجموعات كبيرة بالهجرة إلى أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا حيث وصل عددهم في إيران طبقاً لآخر إحصائية إلى 201 ألف.

    وهاجم الربيعي بشدة هيئة محكمة صدام حسين التي تجاهلت قضية شباب الأكراد الفيليين، واكتفت باتهامه بتهجيرهم ومصادرة أموالهم فقط .. كما هاجم المعارضة العراقية بأنها استغلت قضيتهم قبل سقوط نظام صدام كجسر ولم تعرهم اهتماماً بعد وصولها للسلطة.




    مشكلتهم مصادرة أوراقهم الثبوتية

    وناشد الربيعي الحكومة العراقية الاستجابة إلى مطالب الأكراد الفيليين والتي لخصها في تعويضهم بأراض أو شقق سكنية بعد أن صادرت حكومة صدام منازلهم وممتلكاتهم، والسماح لهم بالانخراط في المؤسسات المدينة والعسكرية العراقية، لكنه يقول إن المشكلة التي تواجه الأكراد الفيليين في المهجر هي فقدانهم لأوراقهم الثبوتية التي قام النظام السابق بمصادرتها.

    الجدير بالذكر أن منصب وزير المهاجرين والمهجرين بالعراق تشغله سهيلة عبد الجبار وهي من الأكراد الفيليين.

    وكشف بأن الـ12 ألف شاب الذين اعتقلهم نظام صدام بسجن نقرة سلمان الصحراوي قام بتصفيتهم في التجارب الكيمياوية وفقاً لتصريحات سفير العراق برومانيا عادل مراد، وقد حصل الربيعي على وثيقة تفيد بأن نظام صدام كان يستدعي السجناء في شكل مجموعات تتكون المجموعة من 200 سجين لا قامة حفلات لهم.. "كنا نعتقد بأن النظام كان يقيم حفلات للسجناء لكننا اكتشفنا بعدها بأنهم كانوا يؤخذون إلى رحلة الموت لاستخدامهم في التجارب الكميائية حتى وصل العدد إلى 10 ألف قتيل".

    ويوضح أن العدد المتبقى في سجن نقرة سلمان طلب منهم المشاركة ضمن القوات العراقية في حربها مع إبران مقابل الإفراج عنهم والسماح لأسرهم بالعودة للعراق وتعويضهم عما تم مصادرته منهم، لكن النظام لم يف بوعده.. "تم إلباسهم الزي العسكري ووضعوا في الخطوط الأمامية بدون سلاح".

    وقد أعدم النظام العراقي 800 شاب في سجن أبوغريب، بسبب قيامهم بمظاهرة في السجن وفق ما أدلي به أحد الناجين ويدعى نخلة سليمان ويقيم الآن في إيران.

    وكشف الربيعي عن حصوله على وثيقة بتوقيع صدام حسين يأمر فيها بإعدام 300 شاب آخرين بعد إلباسهم الزي العسكري، واعتبارهم أمواتا، وأن يصرف لذيهم رواتب تقاعدية إذا كانوا موجودين في العراق، ومن ضمنهم أبناء عمه كريم ونجم الدين وفتاح عبد الفتاح، ووضعت السلطات العراقية في يد كل قتيل قطعة جلدية مكتوب عليها اسمه وتاريخ إعدامه.

    ويردف أنهم اكتشفوا الجثث في مقبرة محمد السكران المعروفة شرق بغداد في اتجاه بعقوبة، وأن مسؤول المقبرة كان يقوم بعد استلامه الجثث بدفنها عبر نزع القطعة الجلدية ووضعها في إناء زجاجي بجانب الجثة خوفاً من تحلل القطعة الجلدية.



  2. افتراضي

    [align=center]عراقيون ناجون من مقابر جماعية يروون حكاياتهم [/align]

    أسامة مهدي من لندن:

    تباشر مؤسسة الذاكرة العراقية ابتداء من يوم غد الاربعاء عرض شهادات حية لعشرات العراقيين ممن كانوا ضحايا ممارسات النظام العراقي السابق وخريجي سجونه ومعتقلاته الرهيبة بينهم من انقذتهم معجزات من بين قبور جماعية .وقال مصطفى الكاظمي مدير مشروع التاريخ الشفهي المصور في المؤسسة التي يتراسها البروفيسور والكاتب العراقي المعروف كنعان مكية والتي تنفذ برامج كلفتها مائة مليون دولار انها ستبدأ في السابعة من مساء الاربعاء بتوقيت غرينتش وعلى مدى عام كامل من على شاشة "العراقية" الفضائية تقديم شهادات لعشرات العراقيين من خريجي سجون ومعتقلات النظام بينهم ناجون من مقابر جماعية عن الاضطهاد والتعذيب حيث سيعرضون بالوثائق والشهادات الظروف الماساوية التي عاشوها في تلك السنوات .. واشار الى ان المؤسسة سجلت مع كل واحد من الضحايا ثمان ساعات من الشهادات لكنها ستكتفي بعرض الاهم منها لتبقى التسجيلات كاملة في متحف المؤسسة الي اتخذت من ساحة الاحتفالات الكبرى في قلب العاصمة العراقية مقرا لها لتنشيء هناك متاحف واقسام ارشيف بالتعاون مع شركات عالمية تحتوي على ملايين الوثائق بهدف التذكير بجرائم النظام الذي حكم العراق على مدى 35 عاما .

    وعن ابرز الشهادات التي ستقدمها المؤسسة اشار الكاظمي الى انها شهادة عراقي شارك في انتفاضة الجنوب العراقي في اذار (مارس) عام 1991 يشرح فيها كيفية اعتقاله مع 40 شخصا اخرين بينهم اثنين من اخوته وعمه حكم عليهم النظام السابق بالاعدام فاقتيدوا جميعا الى منطقة تقع على الطريق الرابطة بين بغداد وكربلاء وهناك نفذ رجال امن ومخابرات النظام الاعدام فيهم رميا بالرصاص ثم اهالوا عليهم التراب .. لكنه فاق بعد وقت قليل برغم اصابته الخطيرة واستطاع الخروج من القبر الجماعي حيث تصادف مرور اشخاص حينه تمكنوا من نقله ومعالجته .. لكن القدر الذي ساعد على انقاذ الرجل كان له بالمرصاد بعد 14 عاما حيث قتل بعد ايام من تسجيل شهادته وتصوير جسده وعليه اثار الرصاص الذي استخرج منه .. فقد ذهب مؤخرا ضحية كمين نصبه ارهابيون مسلحون لراكبي سيارة كان احدهم في منطقة اللطيفية جنوب بغداد والتي تعرف ب"مثلث الموت" . واضاف ان الشهادات التي ستقدم تحكي هول ماواجهه عراقيون كانوا اقرب الى الموت منهم الى شيء اخر وهم ينتظرون الصعودالى اعواد المشانق او تلقي رصاصات الاعدام او الموت تحت يد جلاد متخصص قد احترف مهنة التعذيب .


    [align=center]اهداف مشروع الذاكرة العراقية[/align]


    وحول اهداف مشروع مؤسسة الذاكرة العراقية يقول الكاظمي انها ترمي الى صناعة ثقافة اجتماعية تتبنى السلام والتسامح وقيم الديمقراطية بشكل يدخل في تركيبة الفرد العقلية بحيث تصبح مفاهيم التعايش ونبذ العنف وسياسة الانتقام جزءاً من ثقافته العامة ومرتكزاً ثابتاً في مكونه الفكري موضحا انه لذلك يعتبر هذا المشروع عملاً تأسيسياً لنهضة ثقافية "نريد ان ننشرها في الارض العراقية خاصة والشرق الاوسط عموماً بحيث تعطي نتائجها بصورة جذرية متأصلة في الوجدان العراقي وذلك من خلال تحويل القسوة التي مرت على الفرد العراقي طوال فترة حكم نظام البعث الى عامل رفض لكل أشكال القسوة وبناء إنسان يعيش هدف محوها من الحاضر والمستقبل". وقال ان المؤسسة ستؤمن للشعب العراقي وشعوب العالم مشاهد عن اعمال داخلية لمؤسسات البعث القمعية والهيمنة الاجتماعية التي سيطرت على مناحي حياة العراقيين بين 1968عامي و 2003 منذ استلامالبعث للسلطة في العراق الى رحيله عنه .

    واشار الى ان رئاسة الوزراء سبق ان وافقت في اب (اغسطس) من العام الماضي على قيام هذه المؤسسة بالمهمة التوثيقية الوطنية والانسانية المطلوبة من خلال جمع كافة الوثائق المتعلقة بالاساءة التي اقترفها النظام السابق بحق الوطن والمواطن عبر تسجيل الشهادات الحية من الذين عايشوا الظلم ومن خلال المحافظة على الناتج الفني العراقي في تلك الفترة سواء منه الذي يشكل مقاومة لممارسات النظام او الذي كان تكريسا لسطوته من خلال اقامة صرح وطني يجمع بين المقومات وسط العاصمة بغداد في موقع ساحة الاحتفالات الكبرى في جانب الكرخ ليشكل معلما من معالمها ومركزا مفتوحا امام جميع المواطنين على ان يكون هذا الصرح وقفا وطنيا وان يكون لمؤسسة الذاكرة العراقية دور الالتزام بالاعداد والتصميم والتنفيذ والاداء وذلك بعد ان كان مجلس الحكم المنحل قد فاتح امانة بغداد قبلها بتخصيص ساحة الاحتفالات الكبرى لمؤسسة الذاكرة العراقية لتنفيذ مشروعها الاستذكاري الذي سيكون معلما ضخما من معالم العراق الحديث .

    واشار الى ان مؤسسة ذاكرة العرق كانت عرضت في مكتبة الكونغرس في واشنطن حوالي 11 مليون صفحة لوثائق من حزب البعث وأجهزة الأمن التي كانت تابعة لصدام . وتتحدث حوالي 2.4 مليون صفحة جمعتها المؤسسة عن الأعمال الأسوأ التي جرت في شمال العراق بما في ذلك معاملة صدام الوحشية للأقلية الكردية في الثمانينات من القرن الماضي حيث كتب على غلاف أحد الملفات عنوان "القرى التي أبيدت" ويحتوي الملف على أسماء آلاف القرى الكردية التي دمرت وتواريخ تدميرها أثناء محاولة صدام ضرب المعارضة الكردية مبينا ان واحدة من الوثائق التي صدرت في 1998 تقول "أن طائرتنا قصفت مدينة سيوان وبلكجار بالأسلحة الكيميائية" في إشارة إلى حملة "الأنفال" التي شنها صدام على الشمال العراقي وقال أن الوثائق التي جمعتها المؤسسة لا تشكل سوى جزء صغير من الوثائق المتعلقة بوحشية نظام صدام حيث يزال معظم تلك الوثائق في أيدي التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي أطاح بنظام صدام .

    واضاف الكاظمي ان المؤسسة تقوم كذلك بجمع تسجيلات على أشرطة الفيديو لحزب البعث وقال أن "النظام كان يجب تسجيل العديد من الأحداث والفعاليات العامة والاجتماعات الخاصة وعمليات التعذيب على أشرطة فيديو .. ونحن نجمع أشرطة مزعجة" . واوضح ان المشروع الطموح وضع أرشيف ومتحف للذكرى ومجموعة من الشهادات الشفوية والمؤسسة تحرص على الاطلاع على مشاريع مشابهة في بلدان أخرى وزار ممثلون منها العام الماضي أرشيف برلين حول الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية السابقة والذي لعب دوراً كبيراً في نشر الوعي بالطرق التي كانت يتبعها النظام القمعي السابق في ألمانيا الشرقية قبل أن يتم توحيدها مع ألمانيا الغربية في 1989 .

    واشار الى ان المؤسسة قامت كذلك بجمع الأعمال التي كتبها فنانون معارضن ومنفيون في فترة حكم صدام كذلك الدعاية التي كانت تقوم بها الحكومة منذ تلك الفترة ، لتكون تلك الأعمال بذرة لعملية جمع الفنون بشكل دائم في الموقع الذي سيقع فيه بناء النصب في بغداد اضافة الى النشاطات الأخرى المهمة التي تقوم بها المؤسسة ومنها مشروع التاريخ الشفوي الذي يعتمد على جميع شهادات ضحايا القطاعات التي ارتكبت في عهد صدام حيث تم تسجيل أكثر من أربعين مقابلة حتى الآن تأمل المؤسسة في بثها على شاشات التلفزيون في الشرق الأوسط .


    [align=center]انشاء المؤسسة[/align]

    وقد تم إنشاء مؤسسة الذاكرة العراقية في عام 2003 كامتداد طبيعي للعمل الذي بدأه الباحث والمؤلف (كنعان مكية) في عام 1992 الذي قام بحفظ سجلات حزب البعث العربي العراقي وتحليلها من خلال إنشاءه (مشروع التوثيق والبحث العراقي TRDP) ضمن مركز الدراسات الشرق الأوسطية المرتبط بجامعة هارفارد ، حيث بدأ العمل مع وثائق تم العثور عليها خلال الانتفاضة التي أعقبت حرب الخليج الثانية في 1991م . وبعد تحرير العراق في 2003 انتقل مشروع التوثيق والبحث العراقي إلى بغداد حيث أصبح نواة مؤسسة عراقية جديدة هي (مؤسسة الذاكرة العراقية) التي وسعت مهمتها لتشمل توثيق كافة حقائق التجربة العراقية تحت الحكم الدكتاتوري الذي امتد ما بين 1968 إلى 2003 .

    وتنحو المؤسسة منحىً إنسانياً ثقافياً بغض النظر عن الدين أو العرق أو المذهب . وفي عام 2003 قرر مجلس الحكم ومن بعده الحكومة المؤقتة تخصيص ساحة الاحتفالات لإقامة صرح وطني وتم التوقيع على تأجيرها لمدة (49) سنة وأن المؤسسة ستقيم عليه أكبر متحف ومكتبة في الشرق أوسط لعرض مجموعة كبيرة من الوثائق والأفلام لاطلاع الشعب العراقي على تلك الوثائق والأفلام . وقام بعض مدراء المؤسسة بزيارة المؤسسات المشابهة كمعهد التذكير الوطني في وارسو وأرشيف بودابست كذلك في جنوب أفريقيا وكثير من تلك المتاحف . وتقوم المؤسسة حالياً بحفظ ملايين الوثائق كما تقوم بمشروع التاريخ الشفهي المصور حيث تم تصوير عشرات الشهادات التي ادلى بها عراقيون في المنفى وفي داخل العراق .
    ويدير المؤسسة أساتذة اختصاصيون في هذا المجال ومثقفون وكتاب وفنانون من المعارضين للنظام السابق لهم بحوث كثيرة في مجال معارضة النظام وفضح أساليبه ونواياه


    [align=center]مشروع التاريخ الشفهي المصور[/align]

    يوضح مصطفى الكاظمي ان مشروع التاريخ الشفهي المصور في مؤسسة الذاكرة العراقية الذي يديره يعمل على تسجيل الشهادات مباشرة من ضحايا نظام البعث في العراق خلال الفترة 1968 – 2003 ، بصرف النظر عن الانتماء القومي والمذهبي والأيديولوجي.

    ويقول ان الضحية هو كل عراقي وعراقية تعرض بشكل مباشر للقسوة والاضطهاد والمضايقة من قبل نظام حزب البعث أو تضرر بشكل غير مباشر نتيجة تعرض أقربائه أو معارفه لتلك الممارسات. ويشير الى ان المؤسسة تسعى إلى تعزيز الإمان بفردية وقدسية الإنسان العراقي بغية الوصول إلى اعتراف اجتماعي لحجم هذه المعاناة. مجموع هذه الشهادات، رواية تلو الرواية، تظهر قصة العراق بعيدا ً عن الأيديولوجية وتساهم في غرس ثقافة التسامح ونبذ كافة أنواع العنف وسياسات الانتقام.

    وقال ان مهمة مهمة التاريخ الشفهي المصور تتطلب السير وفق سياق منسجم تتلخص مهامه في الخطوات التالية:

    .. القيام بعمل بحث دقيق يستقصي الضحايا في مختلف مناطق العراق.

    .. دراسة الوثائق التي يقدمها الضحايا والتأكد من صحتها كوثيقة سليمة لا تشوبها شائبة.

    .. تسجيل مباشر لشهادات الضحايا بالصوت والصورة، مع الإشارة إلى أن الشهادة الواحدة تستغرق وقتا ً طويلا ً من الإعداد والتمهيد، إضافة إلى أن وقت التسجيل يستمر لساعات طويلة، وأحيانا ً لعدة أيام حتى يتم استكمال الشهادة الواحدة.

    .. الحصول على وثائق وصور ومتعلقات الضحايا الشخصية، لتكون في المستقبل مادة متحف الذاكرة العراقية المزمع تأسيسه في بغداد.

    .. تدوين نصوص الشهادات وتوثيقها وأرشفتها ضمن منهجية شاملة حديثة، لتكون جاهزة في مجالات البحث كمصدر من مصادر البحث العلمي.

    ..إنتاج أفلام للضحايا وفق مواصفات فنية حديثة.

    .. كتابة دراسات تستند على شهادات الضحايا، بطريقة علمية محايدة.

    .. يلتزم منهج الحياد العلمي، وذلك كجزء من الخط العام والثابت للمؤسسة، وهو يحرص على تسجيل الشهادات بطريقة وثائقية دقيقة، من أجل أن تكون مصدرا ً من مصادر التاريخ العراقي، توضع تحت تصرف الباحثين والمختصين، إلى جانب تحقيق أهداف المؤسسة في منع تكرار ما حدث، وصناعة ثقافة الإنسان الذي يحترم الإنسان.


    [align=center]مشروع الاعمال الفنية[/align]

    اما مشروع الأعمال الفنية في مؤسسة الذاكرة العراقية يقول الكاظمي فانه ينطلق من رؤية ثابتة بأن ماحدث في العراق خلال الفترة بين عامي 1968و 2003، ترك بصماته السلبية على الفن والذوق العراقي فقد أريد شطب جمالية الفن العراقي، واستبدالها بنمط غريب يتحرك بقرار سلطوي، وقد تراجع نتيجة ذلك دور الفن العراقي الحر، وتناثرت أعمال الفنانين العراقيين في دول مختلفة، ومن هنا كان لا بد من العمل على إعادة الروح الى الفن العراقي وإعطاء الفنان دوره الحقيقي.

    واضاف مصطفى الكاظمي ان مشروع الاعمال الفنية يتضمن صورا من آراء من معاني مزدوجة ولغة مشفرة، موضوعة باحتجاج مهذب للذين عاشوا وعملوا تحت ظل النظام حيث سيجمع المشروع الدعاية، سيجمع الاعمال الفنية الممنوعة التي هي من انتاج الفنانين العراقيين والتي تعكس صورة الحياة تحت حكم البعث، المدى الكامل لردود الفعل الثقافية تجاه النظام ,التعاون، الاحتجاج، التعايش والتكيف وقال ان هذه الاتهامات سوف تجمع في مجموعة دائمة تمثل مدى واسع من الفن المرئي والتعبيري بضمنها الكتب والاغاني والافلام وبرامج التلفزيون واعمال الفنون الجميلة الاخرى.

    ايلاف
    [align=center][/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني