[align=center]حكايا المقهى

الأرقام الزوجية والفردية
[/align]



[align=justify]
فــاروق الخال

الحكاية: لاحظت بطريق الصدفة إن هناك عدد غير قليل من السيارات تحمل لوحة أرقام أمامية فقط فيما أختفت اللوحات الخلفية منها ، مما يثيرهذا إستغرابي كلما كنت أصادفها، وعندما أخبرت جليسي في المقهى بذلك عطس وأستغفر وقال (تجيك السالفة) ، وقص علي السالفة من أولها فأزددت إستغرابا.

نحن لا نناقش هنا ما تراه الحكومة نافعا للمصلحة العامة من قوانين وقرارات وتعليمات وممنوعات وتحديدات وتحذيرات الى آخر القائمة فهي (أدرى) بما ينفعنا وما يضرنا ونحن المواطنون المسالمون أول من نسلم بذلك دون الدخول في نقاش لا مخرج منه، ولكن في بلاد الغاب بلادنا وهذا منذ الأزل والحمد لله لدينا علة في التطبيق، علة ومصيبة وعقدة لا يحلها حلال ولا يفتي بها قاض، فالقرارات والقوانين عندنا كما يشبهها البعض المتحامل مطاطة، أو حسب ما يردده أهلنا (تريدها صغار صغار ، تريدها كبار كبار) فمرة تجد هذه القوانين جامدة يابسة صلبة صلدة بل ومؤذية عند التطبيق،ومرة تجدها سلسة لينة طيعة متسامحة متساهلة أو ربما فلتانة وحبلها على الغارب !!.

فكلنا يعرف أن الحكومة العراقية قد أصدرت تعليمات حددت بموجبها السماح بسير المركبات في العاصمة بغداد وفق نظام الأرقام الفردية والزوجية بالتناوب وحددت أيضا الغرامات المترتبة على المخالفين وهو ما فرضته المصلحة العامة يالتأكيد ولا خلاف على ذلك ، ولم تنس الحكومة أيضا وهي مشكورة أن تستثني من ذلك المركبات التي يقلها بعض ذوي المهن الخاصة ومنهم على سبيل المثال الأطباء والصحفيون،وأوكلت بالطبع تطبيق هذه التعليمات لرجال شرطة المرور بارك الله في جهودهم وأعانهم على مشاق عملهم ولكن..

بعض أخوتنا في المرور لهم طريقتهم الخاصة في التطبيق، فهو لا يطلب منك التوقف ليستفهم عن عذرك في المخالفة إذا ما كنت مخالفا وإذا ما كنت مشمولا بالإستثناء أم لا بل تلتقط عيناه رقم مركبتك وهي تسير ويدونه في دفتــــر الغرامات دون علمك لتواجه مصيرك المحتوم عند مراجعتك دوائر المرور لاحقا ويكون عندها قد سبق السيف العذل !! وأمام هذا التطبيق المؤذي وغير الصحيح إضطر البعض لإبتكار (لوفة) يتلافوا بها هذه (المصيبة) بخلع لوحة الأرقام الخلفية لأن رجل المرور يعتمد دائما في إصطياده للمخالفين على اللوحة الخلفية أي بعد أن تكون المركبة قد مرت من أمامه، وكانت هذه كل (السالفة التي أخبرني بها جليسي) والسؤال هنا يتعلق بالضرر الكبير الذي ينتج عن وجود مركبات تسير في الشارع بدون لوحة أرقام خلفية وهو ما يعتبر هوية تعريف رسمية ناقصة للمركبة ، وجريرة ذلك هو حوادث مرورية أو جرمية أو خلاف ذلك ترتكب في الشارع دون أن نتمكن من معرفة هوية الجاني بعد أن تكون المركبة قد أعطتنا دبرها الخالي من الأرقام وتركت المكان مسرعة . لذلك نتمنى على وزارة الداخلية أن تشدد على ضرورة إتباع السياقات الصحيحة في تطبيق التعليمات من قبل إخوتنا رجال المرور حتى نجنب المواطنين إختراع هذه الطرق غير القانونية لإجتناب هذا التطبيق الخاطيء والمضر للتعليمات ونخلص من وجع الراس
[/align]