النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    المشاركات
    3,861

    افتراضي كيف استطاع الحكم في الرياض تجنب أخطاء الشاه

    نحن نثق بآل سعود
    بتاريخ 10-11-1427 هـ الموضوع: مقالات

    نحن نثق بآل سعود
    كيف استطاع الحكم في الرياض تجنب أخطاء الشاه

    نواف عبيد*
    إن الحرب التي تشنها أمريكا ضد الإرهاب قد ركزت حول تجديد الاهتمام بالسعودية : فقد كان أسامة بن لادن و خمسة عشر من أصل ستة عشر من الإرهابيين المتورطين بالهجمات التي حدثت ضد الولايات المتحدة هم من المواطنين السعوديين.


    إن وجود القوات الأمريكية على الأراضي السعودية هو السبب الرئيسي لتذمر أسامة بن لادن. فالسعودية لم تكن ذات أهمية استراتيجية على الرغم من امتلاكها نسبة 25% من الاحتياطي العالمي للبترول، كما أنها تشرف على مكانين إسلاميين مقدسين. بل انصب كثير من الاهتمام حول دور المملكة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، إلا أن بعض المحللين قد أبدوا اهتمامهم حيال قضية أكثر قلقاً وهي: الاستقرار في المملكة. فقد أصبح مقارنة المملكة العربية السعودية في عام 2001 بإيران عام 1979 أمراً اعتيادياً. وفي هذا البحث، توقع السقوط الوشيك للأسرة السعودية الحاكمة على أيدي المسلمين المتطرفين كما حدث في إيران، وهذا بالتالي يؤدي إلى ظهور شعب إسلامي متطرف آخر معاد للغرب.
    لاريب أن هناك تشابها بين نظام الحكم السعودي الحالي والأنظمة الحاكمة التي كانت قبل الثورة الإسلامية في إيران، وذلك من حيث الاستبدادية وطبيعتها الملكية وفسادها ومقاومتها للديموقراطية وعلاقتها المميزة مع الولايات المتحدة التي كانت مكروهة من قبل رجال الدين المحافظين ووصفها بأنها أنظمة غير إسلامية، إذ كان هناك تشابه بين أوضاع الدولتين الداخلية مثل: الصعوبات الاقتصادية ووجود جماعات إسلامية كبيرة، و توتر سائد حول الوجود الغربي في بلادهم. ومع ذلك،فقد تغاضى هذا التشابه عن الاختلافات الخطيرة والعديدة.
    ويسعى صناع السياسة الأمريكية إلى البحث عن الطريق الأمثل للتعامل مع السعودية بحيث يحثونها على أن تحسن التصرف في التركيز على الوضع الحالي من أن تنخدع بالمشابهات المذكورة آنفاً.
    أولا، سلكت "ثورة الشاه البيضاء" منهج التحديث السريع بغض النظر عن رأي المسلمين المحافظين. وكانت خطة الشاه ترمي إلى إصلاح الأراضي لمساعدة الفقراء، وزيادة حقوق المرأة في التصويت، والسماح بتشكيل الأحزاب السياسية، وتشجيع إضفاء الصبغة الغربية في اللباس العام وفي أسلوب الحياة، والموسيقى، والأفلام وبرامج التلفاز. وغني عن القول أن هذه الخطة قد أثارت غضب المتشددين الذين شجبوا "تسمم إيران بالحياة الغربية".
    إلا أن السعودية حذت مسلكاً تمثل في شعار "التحديث دون اللجوء إلى المظاهر الغربية". فليس هناك فقراء يمكن مساعدتهم عن طريق إصلاح الأراضي، ولا يوجد من يتمتع بحقوق التصويت، ولا توجد خدمة إلزامية. وهناك رقابة شاملة وشديدة على الأمور ذات السمة الغربية مثل الأفلام، الكحول، والدخول إلى خدمة الانترنت. بالإضافة إلى ذلك بينما كان الشاه لا يعير اهتماماً لرجال الدين الشيعة، نجد أن السعوديين قد استطاعوا استرضاء الإسلاميين بجميع طبقاتهم، وذلك عن طريق المشاركة في السلطة مع المؤسسات الدينية في ميادين التعليم، والدين، وفي عملية تفسير الأحكام الدينية المتعلقة بصياغة القرارات، وفي القضايا الاجتماعية. فليس من المعقول أن نعقد مقارنة بين رجل الدين المتشدد المنفي آية الله الخميني و أسامة بن لادن. فالخميني كان عالماً إسلامياً إيرانياً ولم يشارك البتة في أعمال إرهابية ضد معارضيه عندما كان في المنفى في فرنسا.[1] أما أسامة بن لادن اليمني الأصل، فلم يكن عالماً دينياً بل تميز بالعنف الشديد.
    كان الخميني يلقى احتراما واسعا من قبل رجال الدين الإيرانيين. أما أسامة بن لادن فقد كانت تستهويه الأعمال البطولية، إلا أنه لا يتمتع بالاحترام الحقيقي بين المؤسسات الدينية السنية.
    وبالانتقال إلى العناصر الأخرى لمجتمعاتهم -المعتدلين، والطموحات العسكرية والسياسية- نجدها شديدة الاختلاف بين هذين النظامين.
    إن الأسلوب الذي نهجه الشاه قد أزعج المفكرين المعتدلين. وأدى قيام الشاه بتعيين مؤيديه في مناصب عسكرية رئيسية إلى إضعاف شكيمة القوات المسلحة. وقد ساهمت سياسته الديموقراطية الشكلية بإلحاق الأذى أكثر من جلب المنفعة، وقد أوجد هذا بحد ذاته المعارضين الذين اعتقدوا أنه سيتم تمثيل مصالحهم، وبناء على ذلك عانى هؤلاء من الإحباط عندما لم يتم تنفيذ ما هدفوا إليه، وقد أدى استمرار الشاه في نهج هذه السياسة إلى تقليص عدد مؤيديه.
    وأما الأسلوب العملي الذي انتهجته الأسرة الحاكمة السعودية فإنه يتجه نحو توسيع دائرة مؤيديها. فبدلاً من أن يكون المفكرون المعتدلون خارج نطاق الحكومة، ساهم هؤلاء مع دعاة التحديث في المجلس الأعلى لصياغة القرارات في المملكة –وهذا المجلس يتألف من 31 عضواً بما فيهم الملك، وولي العهد، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء و 29 وزيراً يمثلون ظاهرياً رجال الدين والمعتدلين في المجتمع السعودي. وفي هذا المجلس 24 وزيراً من أصل 29 وزيراً لاينتمون للعائلة الحاكمة، وهذا الوضع أفسح لهم المجال لتمثيل الشعب. ويقوم كل من ولـي العـهد "عبـد اللـه" و "الأمير سلطان" (وهو القيادي الثاني في الحكم) بإتاحة الفرصة الفعلية للوزراء لاعتماد وتنفيذ السياسات التي يرونها ضرورية بمهام عملهم.
    وتقوم الأسرة الملكية السعودية بشغل المناصب المتوسطة والعالية المستوى في القوات العسكرية والأمنية. وعلاوة على ذلك، ولتجنب الوقوع في خطر الديموقراطية المحددة، يعمد السعوديون إلى عدم بث روح آمال الطموحات السياسية، ومن ثم القضاء عليها نهائيا فيما بعد.
    إن عدم الأخذ بالديموقراطية في السعودية قد يعمل على إثارة سخط الشعب ضد العائلة الحاكمة وهذا هو الاختلاف الثالث والخطير بين نظامي الحكم وهو: الشرعية.

    لقد قاتل والد الشاه القوقازيين وجاء إلى السلطة عام 1921 بمساعدة بريطانيا. وكانت أمه تنحدر من "يرفان" في أرمينيا. وتم تنصيب الشاه في "العرش المتغطرس" عام 1953 وذلك بمساعدة الولايات المتحدة و بريطانيا، عقب الاستغاثة القومية غير الناجحة لرئيس الوزراء "مصّدّق"، وكان ينظر إلى الشاه كأجنبي وهو في بلده.


    لا تعاني الأسرة السعودية الحاكمة من افتقار وجودها الشرعي. فقد حاربت هذه الأسرة وتمكنت من الأرض. وهي تعتبر الآن الأسرة الحاكمة الوحيدة في المنطقة التي تحكم ما فازت به. وهذا إلى حد ما شيء طبيعي بالنسبة للمملكة العربية السعودية وللمنطقة الوسطى منها والتي تعد المنطقة الأكثر قوة وهي منطقة نجد. وعلى الرغم من الرأي السائد وهو أن العديد من أعضاء الأسرة الحاكمة فاسدون، إلا أن البعض الآخر منهم لهم شعبية واسعة مثل ولي العهد الأمير عبد الله، والأمير سلمان (حاكم الرياض)، والأمير أحمد (نائب وزير الداخلية).

    وبالرغم من وجود تقارير حول الانهيار الاقتصادي في إيران، فقد زادت حدة الفقر فيها -عقب سقوط الشاه – على نحو أكثر مما شهدته السعودية أو من الممكن أن تشهده المملكة في المستقبل القريب. واستطاعت عائدات النفط في إيران، والإصلاح الاقتصادي خلال ثلاث فترات من الصمود علاج الضعف الحاصل في الاقتصاد، في حين كانت السعودية في وضع لا يستدعي أن تقلق من طبقة الفقراء الضخمة الساخطة والثائرة.
    ويتباين الشعبان السعودي والإيراني بشكل كبير من الناحية الديموغرافية. فالأسرة السعودية الحاكمة تبذل جهوداً ضئيلة للسيطرة على السكان البالغ عددهم تقريبا 17 مليون نسمة (المقارب لعدد سكان لوس أنجلز وضواحيها)، وهذه الجهود أقل من الجهود التي بذلها الشاه حيث كان عدد سكان إيران يفوق عدد سكان السعودية بثلاث مرات. أضف إلى ذلك أن هناك تفاوتات إقليمية تحبذ الأسرة الحاكمة. فإقليم الإحساء يسوده الشيعة، الذين كانوا مصدر عداء وعنف للغربيين، إلا أن هؤلاء كانوا قليلي العدد (حيث أنهم يشكلون 10% من مجموع عدد السكان) وإن الاختلافات الدينية بينهم وبين السنة (الذين يشكلون 90% من مجموع عدد السكان ) كبيرة جدا، بحيث لا يمكن أن يكون بينهم أي اتجاه للتآلف. لذا، فإن المتطرفين في الإحساء لا يشكلون أي مصدر خطر للأسرة الحاكمة.

    أما الأقاليم الغربية والجنوبية الغربية فقد كانت تفتقر إلى الشخصيات والموارد، والدعم الخارجي الضروري لتقديم أي شيء غير الإزعاج المحلي للنظام الحالي.

    وعموماً، تعمل النزعة الإقليمية للمملكة لصالح الأسرة الحاكمة عن طريق توزيع أؤلئك الذين قد يتحدون للقيام بحركة ثورية، وكذلك عن طريق إبقاء ذوي النفوذ - من علماء الدين أو كبار علماء الدين الوهابيين – بالقرب من الأسرة الحاكمة في إقليم نجد.
    وأخيراً -وبخلاف إيران- لا يمكن اعتبار علاقة السعودية المميزة مع الولايات المتحدة الأمريكية أنها علاقة ذات محبة وطيدة. فبينما الرئيس السابق "نيكسون" وإدارته لم يعيرا أي اهتمام لطبيعة وضع الشاه غير المستقر، نجد أن الإدارة الأمريكية الأخيرة قد تعاملت مع النظام السعودي باحترام وحذر أكثر، كما أنها ساهمت في إرساء دعائم سياسة ثنائية حذرة.
    وبينما يعرب النظام السعودي علناً عن معارضته لكثير من سياسة الولايات المتحدة، إلا أن المملكة تعزز من دعمها للولايات المتحدة من وراء الستار.
    إن السعوديين لديهم الخبرة الواسعة في توازن الحاجة إلى المساعدة الأمريكية العسكرية مع السعي إلى إيجاد الانطباع لحماية السيادة القومية.
    إن أحد التصرفات المثيرة للشغب التي قام بها الشاه هو الوضع الشرعي للمعاهدات الخاصة بالقوات العسكرية، وهو إجراء كان يطمح إلى منح الحصانة الدبلوماسية إلى أعضاء البعثة العسكرية الأمريكية التي كانت تؤدي الخدمة في إيران، وإلى موظفيهم وأسرهم.
    قد يبدو للمراقبين الغربيين أمراً تناقضياً بأن الأسرة السعودية الحاكمة التي ترفض الديموقراطية، وأسس الحرية والمساواة تستطيع أن تحظى بالمساندة الشعبية الواسعة. ولكن ما يمكن اعتباره تناقضاً عند الغرب، يعدّ سياسة في الشرق الأوسط.

    وبسبب مكانة حكام المملكة العربية السعودية الشديدة الحساسية، فإن أي ضغط خارجي قوي من أجل الإصلاح لن يجدي. فمن المنظور الأمريكي، يتجلى التناقض السعودي الحقيقي بأن على الولايات المتحدة أن تقوم بتسوية قيمتها الاعتبارية بشكل روتيني من أجل الحفاظ على العلاقة المميزة مع الأسرة الحاكمة السعودية لحماية مصالحها الحيوية، وللحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.




    ملحوظة: نواف عبيد المستشار الامني للحكومة السعودية..وكاتب مقال حول تدخل السعوديين بالمال والسلاح لتغذية الصراع الظائفي في العراق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    000
    المشاركات
    1,930

    افتراضي

    على وزارة الخارجية العراقية

    أن ترفع تصريحات السعودية التي نشرت بالامس 30.11.2006حول العراق والتي كتبها عبيد , الى مجلس الامن ،والائمم المتحدة، وحقوق الانسان، كي يعرفوا ماهية التدخل الذي يتبناه علنأ حضيرة ال سعود النافقة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني