مجالس الصحوة الشيعية خيانة وطنية

كتابات - محمد حسن المالكي

ذكرت انباء عديدة ان النية تتجه في مدن جنوب العراق والفرات الاوسط لتشكيل مجالس الصحوة الشيعية لمحاربة جيش المهدي ( الخارجين على القانون الامريكي)على غرار مجالس الصحوة السنية في غرب العراق وشرقه .
ان تشكيل مجالس للصحوة الشيعية هدفها التمهيد للحرب الاهلية وليس محاربة الخارجين على القانون لان هناك الكثير من مسؤولي مدن الجنوب من الخارجين على القانون من مزوري الشهادات وباعة الشاي التالف والحليب الفاسد وناهبي اموال الاعمار لازالوا بلا حساب او عقاب لانهم ينتمون الى حزب من عصابة الاربعة التي تحكم العراق وليس الى التيار الصدري ،ونحن نعتقد ان الغاية الامريكية من تشكيل مجالس الصحوة الشيعية لمحاربة التيار الصدري وتدمير جيش المهدي على يد زعماء العشائر الاقطاعيين الباحثين عن الثروة والمال والدولار الامريكي .

ان هدف زعماء عشائر الفرات الاوسط والجنوب العراقي في تعاملهم مع السلطة السياسية كان الحصول على المال وليس لاهداف وطنية باستثناء ثورة العشرين ، وكان موقف هولاء الزعماء من نظام صدام موقفا مشينا ولا يعبر عن وطنيتهم وعراقيتهم الاصيلة فقد وقفوا مع نظام صدام وهو يقتل ابنائهم ويعتقل رجالهم ويهدم بيوتهم في اهوار الناصرية والعمارة ومناطق الفرات الاوسط وم لايحركون ساكنا وكل ذلك مقابل حصولهم على الاموال المجزية من نظام البعث وفي السادس من نيسان عام 2003 اجتمع هولاء الزعماء مع قصي صدام حسين في فندق الشيراتون في بغداد وتعهدوا له بالدفاع عن الوطن الى اخر قطرة من دمائهم وقد سلم قصي لكل زعيم منهم مبلغ مليون دينار وهو مبلغ كبير في ذلك الحين لكن وعودهم ذهبت ادراج الرياح اذ لم يواجهوا الاحتلال الامريكي الذي اجتاح مناطقهم رغم وجود المال والسلاح والرجال لديهم وبعد دخول قوات الاحتلال الى العراق ذهب المئات من زعماء العشائر الى بريمر في القصر الجمهوري بمن فيهم رجالات العشائر الجنوبية والفراتية لتقديم فروض الطاعة الى حاكم العراق الجديد وانشد بعضهم اهازيج تمدح بريمر حسب مانقل لي الشيخ العشائري عباس الساعدي من اهالي الراشدية وقد منحهم بريمر الاموال ايضا وبعد بريمر جاء علاوي لرئاسة الوزراء وايضا ذهب الجميع اليه للطاعة والولاء له وليس للعراق فهم مع الريح يميلون حيث تميل .

الذي اود قوله بصدد مجالس الصحوة الشيعية المرتقبة جملة من التساؤلات
اولا / ان مجالس الصحوة السنية كانت رد فعل على جرائم تنظيم القاعدة الارهابي الاجنبي المؤلف من السعوديين والليبيين واليمانيين وغيرهم والسوال ماهو هدف الصحوة الشيعية غير شن الحرب على ابناء العراق الرافضين للاحتلال من التيار الصدري وجيش المهدي الذي قاتل الاحتلال عام 2004 ولازال في وقت لم يكن فيه زعماء العشائر قد صحو من نومتهم فهل هذا جزاء الموالين للوطن وللعراق وهل هذا جزاء الوطنية والاخلاص للبلد ؟؟؟

ثانيا / ان مجالس الصحوة السنية كانت تحت راية الامريكي بتراوس ومن تخطيطه ولا يخفى ان مجالس الصحوة الشيعية المرتقبة انما هي تحت الراية الامريكية وليس من اجل العراق وتهدف الى تنفيذ هدف امريكي قديم بالانتقام من التيار الصدري وجيش المهدي ليس اكثر

ثالثا / لماذا لم تكن هناك مجالس صحوة شيعية عندما كان الانتحاريون من القاعدة يهاجمون الحلة والبصرة والنجف وكربلاء ومدينة الصدر والمحمودية والناصرية ولماذا لم يتم تشكيل مجالس للصحوة الشيعية عندما اعترف الاميركيون بقرارهم (1483) بانهم قوات احتلال غازية وملاذا لم نسمع لهم صوتا للمطالبة بخروج قوات الاحتلال من العراق ولماذا لم يصحو زعماء عشائر الجنوب والفرات الاوسط عندما ضرب الاميركيون النجف وكربلاء والبصرة ومدينة الصدر والحلة والديوانية والعمارة الم يكن الوطن والعراق بحاجة للصحوة العشائرية الشيعية وقت انتفاضتي عام 2004؟؟؟

رابعا/ ان تشكيل مجالس للصحوة الشيعية ياتي في وقت مهم وحرج بالنسبة للمالكي وبوش الصغير فهم يريدون اعادة رجال البعث الصدامي الى هرم السلطة السياسية العراقية وهم يعلمون ان الصدريين هم العقبة الوحيدة في وجه مشروع المصالحة الدموية مع القتلة من رجال الامن والمخابرات الصداميين ومالم يتم كسر جناح الصدريين وتقليم اظافرهم لن تكون هناك عودة امنة للبعثيين الى المواقع الحساسة في الدولة ن ولذلك فان المالكي يلح الحاحا بامر من سيده الصغير بوش على الاسراع في تشكيل مجالس الصحوة الاقطاعية الشيعية لضرب التيار الصدري تحت شعار براق ومخادع اسمه (محاربة الخارجين على القانون )، ويعلم اغلب العراقيين ان زعماء عشائر الجنوب كانوا يؤيدون نظام البعث الصدامي بل ظلوا يوفرون الحماية لكبارالبعثيين و رجال الامن الصدامي حتى يومنا هذا في جنوب العراق والفرات الاوسط ويمنعون التعرض لهم بسوء ،كما ان اقتراب موعد انتخابات مجالس المحافظات يوجب على خونة الشعب الاسراع في ارتكاب مجازر واسعة لخلط الاوراق ومنع اقامة الانتخابات لعلمهم بخسارتهم المرتقبة في انتخابات المحافظات .

ان زعماء العشائر الجنوبيين والفراتيين يؤيدون الفدرالية التقسيمية ويؤيدون قانون النفط والغاز لا لان هذه الامور تصب في مصلحة العراق بل لان وجود شركات اجنبية وفدرالية تقسيمية يعود بالفائدة الخاصة لهم فالمهم لهولاء الزعماء الحصول على المال والدولار وليس مهما بقاء الاحتلال او مغادرته ارض العراق وليس مهما تقسيم العراق من عدمه او نهب ثرواته اما التيار الصدري فهو رافض للفدارالية والتقسيم وقانون النفط الامريكي ولذلك فهو عقبة في وجه هولاء القادة العشائريين .
ادعو الاخوة من ابناء العشائر الوطنيين الى عدم الوقوع في الفخ الامريكي ورفض اقامة مجالس الصحوة الامريكة في مدن الجنوب والفرات الاوسط وبغداد وان يقدموا النصح لزعماء عشائرهم بخطا فكرة مجالس الصحوة الشيعية لان هدفها واضح ومعروف وهو ضرب التيار الصدري وعند ذلك لن ينجو شيخ عشيرة من انتقام العراقيين الوطنيين ، وانا اقترح بدلا من هذه المشاريع الفاشلة المطالبة بخروج قوات الاحتلال الامريكي من المدن العراقية وتقوية الشرطة والجيش العراقي وزيادة عديده على اسس وطنية عراقية بعيدا عن الطائفية والمحاصصة الحزبية والولاء للاحتلال الامريكي .

[email protected]