النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2003
    المشاركات
    267

    افتراضي حزب الدعوة غني عن شهادة حسن العلوي

    حزب الدعوة غني عن شهادة حسن العلوي



    كتابات - حسن العاشور



    لا احد ينكر ان هناك تغيرا كبيرا قد حدث في العراق وهو تغير يضع العراق في سياق الريادة على صعيد التداول السلمي للسلطة في وسط دولي يدرج على التداول العسكري لها ، فما حدث ان العراقيين قد ناهضوا نظاما مستبدا اعرقهم في حمام دموي وانهم بجهدهم هذا قد هزوا اركان ذلك النظام فعجلت امريكا بسقوطه خوفا من ان تسقطه قوى اخرى .

    فالذي اسقط نظام صدام هو جهاد العراقيين ونضالهم وكفاحهم ، وان المتتبع للشأن العراقي قد لا تغيب عن ملاحظته حقيقة ان بعض الساسة حاولوا جاهدين بعيد سقوط النظام الدكتاتوري ان يستعيروا لغة القوى التي كان لها الدور البارز في مقارعة النظام الدكتاتوري واسقاطه ، لتكون تلك اللغة المستعارة مفتاحا يمكّن حائزه من الدخول الى اللعبة الجديدة لتداول السلطة ولكنهم ، اي بعض الساسة وللاسف الشديد لم يلحظوا المتغير الكبير الذي طبع عراق ما بعد صدام ، رغم كون هذا المتغير الجديد ذا مظهر طاغ من خلال ما يتمتع به من حضور كبير على مستوى الوجدان الفردي للانسان العراقي ، اقصد بذلك المتغير الكبير اقتناع العراقيون بما يؤكد ان البعث لوثة كانت قد المت بالعراق لا بد من الشفاء منها سواءا على صعيد الدولة العراقية بما تتضمنه من فكر مؤسسي واداري وسياسي كانت تلك اللوثة قد استوطنت فيه وقد ترتب على ذلك دفع اثمان باهظة من رصيد العراق بسبب ممارسة البعث الحمقاء التي عصفت بكل طموح العراق وتطلعه وبكل ما لديه من مصداقية اخلاقية لتعيده الى ربقة الاحتلال .

    هذا المتغير الكبير والذي يتمتع بالحضور الكثيف لم يلتفت اليه بعض الساسة رغم حرصهم على استعارة لغة العراق الجديد التي يطمحون بالدخول من خلالها الى لعبة السلطة الجديدة التي يتم تداولها بعيدا عن الانقلابات العسكرية ، من هؤلاء الساسة على سبيل المثال لا الحصر حسن العلوي ، واعتقد ان الجميع يعرف من هو حسن العلوي ، فهو مهندس الثقافة التي قاربت بصدام تخوم التاليه والتقديس ، فقد عمل زمنا طويلا مضطلعا باخطر المسؤوليات الاعلامية والثقافية التي كرست الدور التخريبي الذي طال العراق وكاد ان يطوح بمنظومة قيم الانسان العراقي لولا اصالة هذا الانسان وعمق جذوره الحضارية التي جعلت منه وعلى الدوام انسانا مستعصيا على الطغاة ، وانني لاثق بالعدالة الحقة التي اوصلت الجلاد الى الاعدام ، بان لا تكف عن ملاحقة كل اؤلئك الذين دبجوا له خطابه المجرم .

    كان حريا بالعلوي ان يعتذر للعراقيين على ما قام به وهو يرى المقابرالجماعية ومشاهد التعذيب والقتل التي كان صدام يمارسها ضد العراقيين ، ولكنه لم يفعل واليوم وبعد ان ذهبت احلامه ادراج الرياح حيث تنصل عنه رفاق الامس ولم يحصل على سفارة في واحد من بلدان القومية التي تبجح بها ، راح بعض الصحافة العربية يحاول ان يسوقه كمفكر وباحث ربما في ما يخص كلامه عن عمر والتشيع والذي حاول من خلاله ان يطرح افكارا كان قد سبقه اليها احمد عباس صالح في كتابه اليمين واليسار في الاسلام الذي صدر في سبعينيات القرن المنصرم ، بل ان ما يضع افكار احمد عباس صالح في السياق الصحيح للنهضة التي صدقت في حرصها على وحدة المشروع العربي بعيدا عن مزايدة التعصب القومي ، لان صالح اراد ان يؤكد تلاحم الراشدين علي وعمر على طريق ذاهبة في اتجاه تحقيق اهداف الرسالة المحمدية التي راى فيها بوضوح مواطن عظمة العبقرية الانسانية التي كان عليها رسول الله ( ص) والمقربين منه كعلي وعمر في حين اراد علوي ان يقدمها على انها مشروع قومي وشتان بين ما اصل له احمد عباس صالح وبين ما ادعاه حسن العلوي .

    ولو ان العلوي بقي واقفا على صعيد الفكر ، ينتحل هذه الفكرة ويدعي تلك ، لكان الشر اهون ، ولكنه راح ينظر للسياسة في هذه الفترة العراقية الحرجة ويسوق التهم ويقدم النصائح الى هذا الطرف او ذاك وكانه الحكيم الذي يجارى او صاحب اليد البيضاء ، فقال في معرض حديث له الى مجلة الراية القطرية : ان العراقيين يتمنون عودة اياد علاوي بعد الفشل الذريع لحكومتي الجعفري والمالكي على حد تعبيره ، ولا ادري على م بني العلوي هذه الاحكام ؟ اعلى الانتخابات التي التي ازاحت علاوي نفسه ام على التوظيف الامريكي لاياد علاوي ومشروعه ليس بهدف ايصاله الى سدة الحكم ، ولكن بهدف ابتزاز المالكي ؟ الم يلعب علاوي دور المخدوع عندما طرحته امريكا كبديل مفترض وليس حقيقي عن المالكي لتحقيق اهداف امريكية كان المالكي يمانع في تحقيقها ، وكانت النتيجة ان الامريكان وصلوا الى موقف مفاده ان المالكي هو رجل العراق الذي لا بد من بقائه في السلطة ولكن لا بد من التلويح ببدائل افتراضية وليست واقعية على الاطلاق القصد منها ازعاج ادارة المالكي ، ومن ثم ابتزازه ، وللاسف الشديد ان اياد علاوي كان قد اكتشف متاخرا انه كان يلعب دور المخدوع ، الذي افقده الكثير من مصداقيته الوطنية ، وربما طوح بمستقبله السياسي ، فلماذا يقدم العلوي هذه الرهانات الخاسرة التي جاءت تشخيصاتها في سياق حديثه نفسه عندما قال ان الامريكان لا يقفون الى جانب محسوب عليهم عندما يسقط الى الارض وان امريكا لم تتدخل لانقاذ احد اصدقائها او حلفائها عندما يسقط ، لان اوضح امثلة هذا القول اياد علاوي وليس المالكي ، بل انا اذهب ابعد من ذلك لاقول لحسن العلوي ان الامريكي هو اول من يجهز على حليفه وصاحبه اذا اهتز كيانه بدليل ما حدث لصدام حسين .

    ويقول العلوي في سياق حديثه للمجلة القطرية ان المالكي غير مهيا لهذه المسؤولية التي هو يتصدى لها الان ، لانه على حد تعبيرة كان موظفا صغيرا في مديرية تربية بابل لفترة وجيزة ثم انتقل مرة واحدة الى رئاسة الوزراة ، لا ادري ما الذي يريد العلوي ان يوصله الى القاريء العربي من خلال هذا القول ؟ هل يريد ان يوصل رسالة تفيد ان المالكي انتقل من مديرية تريبة بابل الى رئاسة الوزارة ؟ وهذا القول محض افتراء ، لان المالكي بقي ربع قرن في المهجر بسبب معارضته لنظام البعث, فهو لم ينتقل من تربية بابل الى رئاسة الوزارة كما يدعي العلوي وانما عارض النظام وهاجر بعد ان طاردته المخابرات فمارس كاي عراقي شريف العمل من اجل تحرير شعبه من ربقة الدكتاتورية.

    اعتقد ان معظم العراقيين قد يتحملون ، لجلدهم ومقدرتهم الكبيرة على الصبر من يسوق التهم الباطلة ضد رئيس الوزراء ، او ضد هذا السياسي او ذاك ، لان الخطاب السياسي لا يخلو من بعض الهفوات ، رغم ان الوقائع اثبتت وتثبت يوما بعد اخر ان العراقيين احبوا المالكي والتفوا حوله كرجل راهن على هويتهم العراقية الموحدة المستند على تنوعهم المؤصل لتلك الهوية ، والمؤكد على عمق جذورها ، ولكن لا مجال لتحمل من يحاول ان يسفه احلام العراقيين ويتجاوز على مرتكزاتهم الحضارية ويطال صبرهم وصمودهم ودم شهادتهم ، فهكذا اعتداء تجاوز المباني ليطال المعاني ، كان قد جاء في قول العلوي عندما وصف حزب الدعوة بانه حزب صعير وتجربته صغيرة ومنغلق على نفسه ، وهو وصف مجحف يشكل عدوانا على العراقيين الذين ارتبطوا بهذا الحزب ، بطريقة او باخرى ، وقدموا التضحيات الجسام .

    اولا اود ان اقول ان حزب الدعوة الذي قاد جهاد العراقيين ضد حزب البعث الصدامي الذي ظل العلوي مخلصا له هو اغنى من ان يقدم له شخص كحسن العلوي شهادة حسن سلوك .

    لا ادري ماذا يقول العلوي في اعدام صدام للصدر الاول مؤسس حزب الدعوة وماذا يقول في اغتياله للصدر الثاني الذي مثل الامتداد الحقيقي للصدر الاول وماذا يقول في الالاف من شهداء الدعوة من مراجع وعلماء واكاديميين وكتاب ومثقفين وطلبه وشباب ، اهم منغلقين على انفسهم ؟ وهو المنفتح ، حقا ان الانسان ليعجز عن تصور حقيقة من لا يرى حجم الدعوة الحقيقي.

    في الختام اردت ان اسجل هذه الحقائق التاريخية ، والتي اظن ان حسن العلوي ما زال يتذكرها ويتذكر انه قد اتى الى اجتماع لحزب الدعوة الاسلامية في بداية رحلته مطلع عام 1980 ليعلن التوبة امام جمع كبير في دمشق ، وهي توبة قد فتحت له الطريق الى الاشتراك في مؤتمر لجنة العمل المشترك الذي انعقد في بيروت عام 1991 ولا اظنن ان العلوي ينكر ان المالكي كان هو المنظم للمؤتمر المذكور واحد قادته ، واظن ان حسن العلوي لا ينكر جوابه لي حين سالته يومها وكنت اغطي المؤتمر لاحدى الصحف اللبنانية ، سالته اترى ان الدكتاتورية و الاستبداد التي استوطنها هذا النظام الجائر في اعماق العراقيين من السهل استئصالها ، فاجاب بعد ان اثنى على السؤال باننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نبرأ مما اصبنا به جور صدام وظلمه ، فلماذا هذا الانقلاب المفاجيء لحسن العلوي ؟ ربما كان سببه الاول هو عدم تعينه سفيرا فراح يدبج دبج هذا الخطاب الجديد ، الذي تضمن وصفه الحبل الذي التف حول عنق الطاغية صدام بانه ربطة عنق ، ولا احد يستغرب هذا الموقف من شخص امضى جل عمره بعثيا ، فهو لم يعارض صداما على الاطلاق ، وكان قد اعترف بهذا علانية ومن خلال محطات الاعلام ، وان مشكلته كانت بسبب قرابته لعدنان الحمداني الذي اعدمه صدام ، فوضعت حوله علامات الاستفهام وحامت حوله الشبه فامر بمغادرة العراق ، وقد التمس من صدام العودة ولكنه لم يسمح له بها .

    من الافضل للعلوي وغيره ان يطووا الماضي لانه اليم ، وان يدخلوا الى مساحة الحاضر متطلعين الى المستقبل بعيدا عن لوثة البعث
    .
    ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    374
    الاخ مستر حيدر: شكرا لنشرك الموضوع موصولا بالشكر والامتنان للجهد الذي يبذله الاستاذ حسن عاشورفي التصدي الى كل من يحاول تصفية حساباته مع حزب الدعوة الاسلامية سواء كان ممن كان ضمن التنظيم واسقطته يد العبث وحب القيادة في براثم الانفصال والانشقاق او او لئك الذين لا زالوا يمارسون نفس الدور الذي كان مرسوم لهم من قبل سياسة البعث .( حسن اللاعلوي) اسم لا يحتاج الى كثير من التفسير فهو اقل من ان يعطى حيزا من الاهتمام خاصة بعد ان نشرغسيله على الشرقية والعربية وغيرهما عندما اراد الاعلام البعثي والعربي القومجي ان يقدموه ( مفكرا)مع اننا لا نجد في مقابلاته مايدل على انه كذلك بعد ان راينا الشطحات اللغوية والاسلوب الهزيل والالفاظ التي لا يمارسها او يقبلها الا من يريد ان يرضي اقرانه في الثقافة والاسلوب التافه. واخيرا نقول للاخ حسن عاشور تذكر قول الشاعر
    ( اذا اتتك مذمتي من ناقص ........... فهي الشهادة لي باني كامل)..والكمال لله تعالى
    فما اللاعلوي الا واحدا من تلك الحثالات التي كما يقال ( تيّه المشيتين) .
    °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°ليس كل ما يعجبك يرضيك°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في ولاية امير المؤمنين
    المشاركات
    139

    افتراضي

    السلام عليكم
    الكل يعلم بان ( عدو العلوية) منافق من الدرجة الاولى
    مرة يمدح طاغيته صدام ومرة اخرى يذمه ....ان التاريخ يعيد نفسه بالنسبة الى هذه الحثالات التي ابتلي العراق بها.
    لوبقي الحكم في العراق لحزب الدعوة بدون محاصصات لما كان الوضع هكذا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني