غسان العسكري
لا يمكن التحدث عن خطورة الوضع في منطقة الحسينية وهي منطقة جميلة وآمنة ومستقرة وفيها خليط واسع من جميع الاطياف ولم تشهد حالات عنف او قتل طيلة الفترات السابقة وعاش اهلها بمحلة وسلام قبل ان تدنسها اقاد المجرمين والسفاحين والقتلة المأجورين حيث بدات حملات التهجير القسري للسكان بعد ان اجبرتهم عصابات جيش المهدي على ترك منازلهم او التعرض للتصفية والخطف والقتل ، وتأتي هذه الاحداث امتداد لأعمال العنف التي شهدتها مدينة الصدر والمناطق المجاورة لها حيث قامت عصابات مقتدى بقتل الابرياء وهدم البيوت انتقاما من المواطنين الذين لم يقبلوا بالوضع المأساوي الذي اصبحت عليه المنطقة وسيطرة الميليشيا عليها ، وهم يحاولون ان يعالج الوضع من الداخل ويتم التخلص من المنحرفين الداخلين في شبكة الاجرام الدموية وسلوكهم غير السوي وغير المؤدب والبعيد عن كل القيم والاخلاق والاعراف لأنهم مجموعة منبوذين ومشردين جمعهم القتل فتوحدوا واستحسنوا هذه اللعبة لاسيما وهو العمل الوحيد الذي يجيدون تنفيذه بدقة ، وضج اهالي الحسينية بعد ان تمت تصفية المواطنين العزل وقتلهم ممن تفوه بكلمة رفض للأعمال الاجرامية التي يمارسها هؤلاء المنحطين وفي رابعة النهار وفي الشارع امام مسمع ومراى الجميع ، ويبدأ الاطفال بالصراخ لرؤية هذا المنظر البشع وتلك الوحشية في التعامل مع البشر حيث يقومون باعدام المشتبه به وغير المشتبه في الساحات العامة والاسواق ليكون عبرة لغيره لأنه تفوه بكلمة على زعيمهم الروحي وقائد صولاتهم الاجرامية مقتدى، وناشد اهالي المنطقة المنكوبة الحكومة ان تسرع لتخلصهم من هذه العصابات التي تتزيا بزي الدين وتفتعل الاعمال القذرة البعيدة كل البعد عن الدين والاخلاق وكأنها تمارس دورها السابق الذي مارسته في ايام الحكم البائد لاسيما وتعيد الى الاذهان تلك الصور المرعبة البشعة ، وهي نفس الوجوه التي سامت المواطنين انواع العذاب وخلعت عنها زي البعث وزي الامن والمخابرات وارتدت زي جيش المهدي دون فرق بين الاهداف والنوايا لأنها تصب في ذات الهف وهو القتل والتدمير والتشريد ، واهل المنطقة يعرفونهم فهم منبوذون وغير محترمون ومن حثالة المجتمع ومن خريجي السجون وارباب السوابق ممن يقلبون باسماء امهاتهم لعدم معرفة ابائهم والذين تفرقوابعد سقوط النظام البائد ليجتمعوا ثانية تحت خيمة مقتدى الذي وفر لهم القوة والرهبة والجاه الفارغ ومارسوا انواع الرذائل اللااخلاقية من اغتصاب الفتيات وقتل المواطنين الابرياء ، واصبح اسم جيش المهدي مصدر خوف ورعب لدى اهالي الحسينية والمناطق المجاورة نتيجة لقساوة التعامل مع البشر .
وفي هذه الايام تشهد المنطقة حملة تهجيركبيرة تقوم بها تلك العصابات المجرمة حيث وزعوا منشورات تجبر السكان بترك منازلهم بعدما قتلت القوات الامريكية المجرم حسين ديزل واعوانه حين هجمت على وكرهم في احد البيوت وقتلت اثنان من افراد العصابة ومن قيادي عصابات مقتدى وحملوا الثالث معهم بالطائرة للتحقيق معه ، وتعامل الجنود مع هذا المجرم بوحشية حيث قاموا بحرقه وهو مايدلل على مدى اجرامه وعطشه للدم والقتل ومدى ما وصل من رسائل انداءات استغاثة من اهل المنطقة نتيجة اجرام هذه العناصر المجرمة، وتنفس الجميع الصعداء غير ان القضية لم تنته عند هذا الحد فقد قامت عصابات جيش المهدي بنصب مراسيم عزاء له بعد ان رفض اهله ان يستلموا جثته او يدفنوه وشرعت العصابات بالبحث عن الابرياء ممن تزور لهم الاتهامات بالوشاية للقوات الامريكية حول مكان اختبائه ، وكل شخص تحوم حوله الشبهات يعدم في الفاتحة حتى تجاوز العدد حدا لا يمكن السكوت عليه ، وانتشر الرعب في المنطقة وهرب عدد كبير من العاملين في دوائر الدولة والموظفين خوفا من ان تخترق اجسادهم رصاصة من رصاص السفاحين المستمر والذين امروا عددا كبيرا من العوائل بالرحيل وترك المنطقة الى منطقة اخرى حتى اعادوا الى الاذهان صنائعهم السابقة وافعالهم الاجرامية والوحشية في عهد النظام الصدامي البائد حين كان صدام يعدم في الشارع ويزج الابرياء في السجن ويرحل ويشرد العوائل وييتم الاطفال ويرمل النساء دون ان تأخذه الشفقة والرحمة ، وهؤلاء المجرمون صنيعة البعث وازلام النظام الدموي وعصابات الامن والاستخبارات والمخابرات البعثية الصدامية، والمشهد تكرر بوحشية ودموية اكثر من سابقاته .
وناشد الاهالي الحكومة والشرفاء من البرلمانيين والجيش والشرطة ان يستعجلوا بالقدوم اليهم ليخلصوهم من هذا البلاء والوباء وهم لا حول لهم ولا قوة امام ابن فلانة وابن فلانة وامام المنحطين خلقيا من حثالة المجتمع وقاذوراته ، ووجهوا نداء استغاثة الى الحكومة للأسراع بمعالجة الموقف المتأزم والذي يعيد الى الاذهان تصرفات القاعدة في شمال بغداد وفي الانبار والموصل وديالى وكأن جيش المهدي وعصاباته الاجرامية يمارسون نفس الاسلوب من الترويع والتهجير ويقربون الى الأذهان الصورة المرسومة عن ارتباطهم بالقاعدة لسلوكهم ذات النهج وسيرهم على نفس الستراتيجية ، فهل من مغيث لمنطقة تعيش تحت رحة الجلادين وتعبث بها البنادق والرصاص ولا يستطيع احد التحدث بكلمة واحدة لئلا تعالجه رصاصاة او يعدم ويذبح بالشارع كما حدث في فاتحة المجرم حسين ديزل ؟، هو نداء حقيقي من قلب الجرح ومن منطقة مفجوعة موجوعة ومن مواطنين عزل تطوقهم العصابات المجرمة بالنار والحديد وتجعل ايامهم ولياليهم جحيما لا يطاق ، ومنطقة الحسينية تستنجد وتتضرع الى الحكومة ان تنزل بهؤلاء السفاحين اشد العقوبة وتنظف المدينة منهم ومن شرورهم ، وهو نداء يرفع من هذا المكن الى انظار القيادجة العليا للقوات المسلحة عسى ان تسارع وتهب الى نجدتها قبل ان تندثر ولا يبقى على ارض احد .