شيحة بن هاشم


هو : شيحة بن هاشم بن قاسم أبو فليتة بن مهنا الأعرج بن حسين بن مهنا بن


داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن


الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر


ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب


أول أمير للمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ومؤسس بيت


آل شيحة وواحدهم شيحى


إستولى على الإمارة بعد مقتل ابن عمه قاسم بن جماز بن قاسم أبوفليته


أمير الجمامزة وانتزع إمارة المدينة منهم سنة 624هـ


ولم يتمكن الجمامزة انتزاعها منه ولا من أولاده الذين تداولوا الإمارة


توارثيا وعنوة وسط أحداث عنيفة داخل وخارج البيت الحسينى


فأثر ذلك على حياة أهل المدينة وغيرت كثيرا من مجرى التاريخ


وانبثق من رحم هذا البطن عدة بطون لها تأثير ملموس وأخص


منها البطون الذى عاصرت انهيار الامارة


فسقطت الإمارة فى مهاوى التاريخ إيذانا عن بداية ختل وخديعة


الزمان لهذا البيت الشريف الذى تشرد أهله وطوردوا أيما مطاردة


حتى طمست هويتهم وضاعوا فى فى برايا وبوادى المدينة


وسقطوا من دواوين أهل النسب


وذكر صاحب سمط العوالى ما نصه :


" ولم نعد نسمع لهم ذكرا "


تواروا متخفين بعد أحدى الحوادث الجلل وساعد فى إخفائهم قبائل


تلك النواحى حتى انصهروا معهم ومع تقادم الزمن خسر كثير


من هؤلاء هويتهم وأنسابهم ومن أهما البطون التى عايشت


وعاصرت فترة الانهيار وهم :


آل نعير ـــ آل جماز ــ آل شيحة ــ آل عيسى ــ آل راجح


آل زيان ــ آل هبة ــ آل ثابت ــ آل طفيل ــ آل سند


والقائمة تطول


وقد أجمعت المصادر على أن أبناء شيحة بن هاشم سبعة رجال وهم :


(1) عيسى الحرون (2) أبوالحسن منيف


(3) أبو سند جماز (4) هاشم


(5) سالم (6) نرجس ( حسن )


(7) محمد


وجميعهم له أعقاب منتشرون فى الأمصار


ومنهم كثيرون تحالفوا مع بعض القبائل الأخرى خوفا من البطش


ومنهم من هاجر إلى أرض الكنانة مصر


وجاء فى كتاب المغانم المطابة في معالم طابة
لمؤلفه : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ج3/1211
ط1/1423هـ .... مايلى
شيحة بن هاشم بن قاسم بن مُهنَّا الحسينيُّ، وقد ذكرنا نسبه في ترجمة جدِّه قاسم، وولده جَمَّاز.
ولي الأمير شيحةُ المدينةَ سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، انتزعها من الجمامزة ببأسه وسطوته، وحدِّة شوكته، وذلك أنَّ الأمير قاسم بن مهنَّا كان منفرداً بولاية المدينة من غير مشارك ولا منازع، فلمَّا توفي تولَّى مكانه أكبرُ أولاده جماَّزٌ جدُّ الجمامزة، واستمرَّ في ولايته إلى أَنْ توفي، ثمَّ استقرَّ في موضعه ولدُه قاسمُ بنُ جمَّاز ابنِ قاسم بن مهنَّا، واستمرَّ فيه إلى أَنْ قتله بنو لام، وركبوا مِنْ قِبَلِه صهوةَ الملام.
وكان الأميرُ شيحةُ نازلاً في عَرَبِه قريباً منه، فلمَّا بلغه قتل قاسم، افترَّ من مُحيا شأنه المباسم، فركب سُبل الفُرصة وسلكها، ولم يزل مسرعاً حتى دخل المدينة وملكها، وذلك في سنة أربعٍ وعشرين وستمائة، واستقرَّ فيها استقرارَ العان، الشَّامخ الأعيان، ولم يتمكن الجمامزة من نزعها منه ومن ذريته إلى الآن.
وأقام الأميرُ شيحةُ في ولايته مدَّةً طويلة، وبُرهة من الزَّمان حفيلة، وكان من عادته إذا غاب أن يستنيب ولده عيسى في المدينة، وكان مُجتباه وحِبَّه، وعلى المُلك أمينه، فَقُدِّر أَنَّ شيحة سافر إلى العراق، وصفا لأعاديه من بني لامٍ الوقت /481 وراق، وعارضوه في الطَّريق وختلوه، فظَفِروا به في بعض الأماكن وقتلوه، فبلغ الخبر الجمامزة، فطمعوا في المدينة، فتوجَّهت جماعةٌ منهم في سكونٍ وسكينة، وقصدوا الاستيلاء على البلد، وتفريح رُوحِ الوالد باتباعه الولد، فَفطِن لهم الأمير عيسى وقَبَضَ بهم قَبضَ الدابغ الجلد، ومغَّسهم تمغيساً، واستقرَّ عيسى في الولاية مُدَّة، على ما يليق بالحال من استكمال العِدَّة والعُدَّة، إلى أن أظهر الكراهية لأخويه جمَّاز ومنيف، وأخرجهما من المدينة بالوجه العنيف، ومنعهما من الدُّخول إليها، وصدَّهما عن الوقوف لديها، فاتَّفق رأيهما على إعمال حيلةٍ تحتوي على خلعه، واستعمال مكيدة تنطوي على قطعه وقلعه، فكاتبا وزيره، والتزما توقيرَه وتعزيره، ووعداه بكل جميل، وسألاه أنْ يزيغَ عن صاحبه ويميل، فأمرهما بالتَّوجُّه إليه والقدوم عليه، فلمَّا قدما احتال لهما في دخول الحصن العتيق باللَّيل، فقبضا على عيسى قَبض القنَّاصِ على اللَّيْل، من غير إعمالِ رجلٍ وخيل، وأصبح حاكمَ المدينة الأميرُ منيفُ بن شيحة، ورقيَ المنبر حقاً أبانَ به توشيحه وترشيحه، ولم يزل في المدينة حاكماً في اعتزاز، والمُلكُ به في اهتزاز، ومؤازرُهُ وساعدهُ أخوه جمَّاز، إلى أن تُوفي في عامِ سبعٍ وخمسين وستمائة، فوليها من يومئذ الأميرُ عزُّ الدِّين بنُ جمَّاز بنِ شيحة، ولم ينازعه أخوه الأمير عيسى بن شيحة.
ثمَّ إنَّ ابن أخيه مالكَ بنَ منيف انتزعها منه في سنةِ ستٍ وستين وستمائة، فاستنجد عليه الأميرُ جمَّاز بصاحب مكة وغيره من العُربان، وساروا إلى المدينة في جمعٍ حفيل، وجمٍّ غفير، كأنهم رِجلان من الغِرْبان، فلمَّا عجزوا عن إخراجه، وتعرض للبور وأتراجه، قوَّضوا وتفرَّقوا، وانفضُّوا من حوله وتمزَّقوا، وبقي جمَّازُ في جماعته، وتفرَّد في رِفاقته ورِباعته، أرسل إليه مالك بن منيف يقول: أراك حريصاً على إمرة المدينة وأنت عمي وصِنْوُ أبي، وقد كنتَ له معاضداً مساعداً، وعمَّا يكره مجانباً ومُباعداً، ونحن نتجنب عقوقك، ويجب أَنْ نحترمك ونرعى حقوقك، وقد استخرتُ الله تعالى، ونزلتُ لك عن إمرة المدينة طوعاً، وتركتها غيرَ مُكْرَهٍ ولا موصلٍ إلى أحدٍ بقتالك رُعباً ورَوْعاً، فَسُرَّ بذلك جمَّازُ وشكر على إزاحة الفساد، وحمِدَ الله تعالى على حقن الدماء وبلوغ المراد، واستقلَّ بالإمارة من يومئذٍ إلى أَنْ حَلَّ في حُفْرته، ثمَّ استقرت إلى الآن بيدِ أولاده وذرِّيته.

العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين
تقي الدين محمد بن أحمد الحسني الفاسي ج 5 ص 22،23،24
تحقيق: فؤاد السيد
مؤسسة الرسالة ط2-1406هـ 1986م
شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا الحسيني . صاحب المدينة .
وجدت في تاريخ بعد العصريين ، أن الملك الكامل صاحب مصر ، أمره أن يكون مع العسكر الذي جهزه إلى مكة لإخراج راجح بن قتادة الحسني ، وعسكر الملك المنصور صاحب اليمن ، في سنة تسع وعشرين وستمائة ، وذكر أيضاً أنه وصل إلى مكة في ألف فارس، جهزهم الملك الصالح بن الملك الكامل صاحب مصر، في سنة سبع وثلاثين وستمائة، وأخذها من نواب صاحب اليمن، ولزمهم شيحة ونهبهم، ولم يقتل منهم أحد، ولزم وزير ابن التعزي ثم خرجوا منها لما سمعوا بوصول العسكر الذي جهزه صاحب اليمن، مع راجح بن قتادة وابن النصيري، ولا أدري هل كان شيحة في سنة تسع وثلاثين أميراً على مكة مع العسكر أو مؤازراً لهم فقط؟ وكانت ولايته للمدينة بعد قتل قاسم بن جماز بن قاسم بن مهنا الحسيني جد الجمامزة، كما ذكر ابن فرحون في كتابه ((نصيحة المشاور)) . وذكر أن الجمامزة لم يتمكنوا من نزعها منه، ولا من أحد من ذريته إلى الآن. انتهى.
قلت : هذا وهم، فقد وجدت في ذيل المنتظم لابن البزوري: أن عمير بن قاسم بن جماز المذكور، انضم إليه في صفر سنة تسع وثلاثين، جمع عديد، وأخرجوا شيحة من المدينة، ولم يزل هارباً حتى تحصن في بعض التلال أو الجبال، ثم عاد لإمرة المدينة، ولم أدري متى كان عوده ؟. وتوفي في سنة سبع وأربعين وستمائة، كما ذكره ابن البزوري في تاريخه مقتولاً ، قتله بنو لام.


ابناء الامير الهاشم شيحه الحسيني


اننا إذا مااردنا أن نستذكر اجداد سنجارة الذين يقولون انهم كلهم ابناء محمد الحارث الشريف أي ثابت وعلي وزميل وزامل ، وإذا ماتدرجنا في اعقاب هؤلاء ووردنا ذكر ضرغام بن ثابت وأبن غريب ، وايضاً في عبده عرار وشهوان وجعفر وجشعم وهيازع وتدرجنا في اعقاب ذكرت ابناء لهذه الأعلام كضيغم أو يحيا او اسماء حتى بعض الافخاد أو غيرذلك ، فأن بإمكاننا تحديد نسبهم وبالاسناد الثابت ، فهولاء ذكر التاريخ اسماءهم وقربتهم بوضوح باعتبارهم اشراف هواشم ذات نجار واحد والحجة في هذا ثابتة ، وإن مايتردد عن تنسيب لهم مرات بطي او بعبيدة من جنب او غير ذلك لاتتعدى كونها إلا اجتهادات ليس فيها سند تاريخي ثابت ومحدد ، وبنوا جل هذه الاجتهادات على المكان اجا وسلمى اللذان كانا يعرفان بجبلي طي ، وفاتهم ان التاريخ يذكر ان اشهر الطائيين الذين كانوا في الجبل قبل ان يعرف باسم شمر هم بنو لام والنبهان ، وان الصولة كانت لبني لام من المدينة إلى العراق ، وأن هناك علاقة للاشراف الحسينية بطي هؤلاء ويربطهم مع بعض حلف مشترك ذكره ابن خلدون ، وان هذه العلاقة نراها قد انعكست على حتى الاعقاب المتداخلون مع بعض ، وخير مثال مانراه واضحاً في ذلك ماشار له شايع الأمسح في قصيدته :
تواردوا طي على الجود والثنا وساع المناكب من موارث لام .
كذلك يمكن ان نلاحظ العلاقة بين الأشراف بني الحسين اهل المدينة وبني لام والنبهان من طي في تقاسيم البطون المكونة لقبيلة سنجارة ، وبإمكان القراء الأعزاء ان يقارنوا ذلك في تقاسيم قبيلة بني لام وتفرعاتها وتقاسيم النبهان ايضاَ وتقاسيم الفروع الحسينية من اهل المدينة التي وردت اعقابها بوضوح في زهرة المقول ، فانهم سيلاحظون بوضوح هذه العلاقة إلى اليوم .
اما الذين قالوا بحسنية شمر او بعض من شمر فليس هناك دليل ابداً على هذا الزعم ، وان الروايات او القصص الخرافية التي صاغها البعض ليجعلها نسب لبعض البطون او الفروع الشمرية ليست صحيحة ولايوجد لها أي سند تاريخي ثابت مطلقاً ، وان مايحاك عن ذكر وثائق خطية او اشارات لتواقيع يستدلون بها عن بعض اعلام الاشراف لايمكن ان تقفز على ثوابت التاريخ ابداً ، وهي من حيث تحقيق النسب الشرعي باطلة ، تذكرني مارأيته في بعض من تلك الأوراق والوثائق المزورة في زيارة لي إلى دولة في المغرب العربي ، وكيف ان جعلوا الكثير من الفروع الغريبة الثابتة انسابها لكل الملا جعلوها من الأشراف ، وما ان يطلع النسابة الصادق والمحقق الممارس فسيرى بطلانها وفق ثوابت التاريخ ، ان اهم سند اثبات في تحقيق الانساب هو مصادر التاريخ الثابتة والمعاصرة للعلم المراد بحث اعقابه ، فعندما مايقولون في عبدة او سنجارة او الاسلم اسماء اجداداً اعلاماً يجمع على ذكرهم الرواة والكتاب والمؤلفون المختلفون بينهم واهل النسب انفسهم ، فهنا تكون اللبنة الأولى للبحث في صحائف التاريخ المختلفة ومن خلالها سيتم معرفة تلك الفروع ، وإذا لم تذكر في التاريخ فلن ينفعنا أي اجتهاد نقوله ! ولحسن الحظ ان الاجداد الأعلام المكونة لكثير من بطوننا التي اشرنا لها مذكورون بوضوح ، وان الخلل بين التاريخ والمتواتر هوا ان المتواتر يذكر الجدود المشهورة كسلسلة واحدة بينما التاريخ يذكرهم عائلة واحدة تتفرع إلى أبناء عمومة وأقارب وهكذا . لقد ورد ذكر هؤلاء الأمراء كثيراً في عهد المماليك الذي دام مئات السنين وذكرت أغلب قبائل العرب أحلافاً لهم وسماها الحمداني ، وأيضاً أشار القلقشندي وبوضوح للمراسيم المكتوبة التي كانت تمنح لهم باعتبارهم امراء العرب شاماً وحجازاً وعراقاً وتهامة ، ورغم ان القلقشندي وابن فضل الله العمري الذي أخذ عنه رجعوا بنسب حديثة إلى قول الحمداني انه إلى فضل وأن فضل إلى ربيعة الطائية الا ان فاتهم كثيراً ان الحمداني الذي قال هذا قد ذكر فرجاً أبا حية وعده من آل فضل أيضاً ، رغم ان فرجاً ابا حية سيد حسيني لالبس ابداً في نسبه وقبره إلى اليوم مزاراً في جبانة معروفة بجانبة الشيخ فرج وتقع شمال مدينة سلمية الواقعة شرقي حمص ، وان الذين اخذو عن الحمداني مؤخراً في هذا الأمر لم يستطع أي منهم القول ان فرجاً هذا طائي ، ومثال ذلك وصفي زكريا صاحب كتاب عشائر الشام الذي اخذ عن الحمداني نسب حديثة الطائي وأهمل قول الحمداني إن فرجاً ابا حية من هؤلاء الذين نسبهم إلى طي ، وأشار وبكل وضوح إن فرجاً ابا حية سيد حسيني ، ناهيك عن الإشارات الكثيرة في من اخذ عن الحمداني في ان حديثة إلى فضل الطائي اكدو على وجود تناقض واضح في القول هذا وان حتى المحققين في كتب هؤلاء قد اشارو إلى وجود امور غير واضحة في هذا الانتساب .
إن امراء العرب الاشراف هؤلاء حفظت انسابهم مؤلفات الاشراف الثابتة والمتوالية وذكرت اسماء الاعقاب وتفرعاتهم إلى وقت ليس بالبعيد ، وإن مااشرت له انا في الدرر الثمينة واللؤلؤة المنيفة ماهو إلى استدراك معمق لسيرة هؤلاء وضبط انسابهم ومعرفة أعقابهم اليوم سواء في شمر او غيرها من القبائل .
إن شهرة الأمير حديثة بن منيف واعقابه في التاريخ لاتخفى على أحد ، وتتوجت بظهور الأمير عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة الذي عده المؤرخون زعيماً أعلى لطي والذي قاد حرباً إلى جانب المماليك في عين جالوت ، والذي مدحه الشاعر الطائي صفي الدين الحلي باعتباره مقدم طي رغم ان الحملة التي قادها الأمير عيسى لم تكن قد خلت من نجارات عربية كثيرة نتأكد منها من خلال العشائر المتحالفة معهم من طي أو غيرها ، والتي ذكرها الحمداني من قبل مع أجداده ، ولعل البيت الثاني في القصيدة مايشهد عن نفسه عندما يشير إلى ان المقصود كان الدفاع عن ديار قبر عبيد الله فتلك المنطقة اشتهرت من قبل انها لبنو عبيد الله الأعرج الذي ينحدر منه حديثة وكان مثلها شائع أنا ذاك بالقول ( السماء لله والأرض لبني عبيد الله ) فقال الحلي :
سل الرماح العوالي عن معالينا
واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
سائل العرب والأتراك مافعلت
في أرض قبر عبيد الله ايدينا
ومن ابناء عيسى الستة يرد ذكر الحارث والد محمد الذي لقبوه بنعير ، ويرد ذكر زميل وزامل وعلي ورملة في نفس الشجرة من آل حديثة وأكثر من هذا يرد ذكر ثابت بن محمد وضرغام بن ثابت وآل غريب واسماء أخرى أجداداً لبطون هامة في سنجارة ، والتي جعلت كلها تحت المسمى الأشهر محمد الحارث ، وإن تفاصيل امرة محمد بن الحارث الشريف قد ذكرت أيضاً في التاريخ وذكر نفوذه ومصرعه واعقابه وذكر التاريخ تآمر بعض منهم في المدينة بأمر من اشراف مكة وبمباركة من المماليك وعلى حساب ابناء عمومتهم المناصرة الذين نسبوا هؤلاء على خط المناصرة الذين كانوا في المدينة ولم يفارقوها حتى عودة فروع المنايفة آل حديثة هؤلاء ، ويرد ذكر اعقاب الاجداد الذين تآمرو في المدينة جداً جداً حتى فترة قليلة لايمكن ان تضيع على ابنائهم اليوم ولا يشاركم احداً بها من خارج رهطهم او يخاصمهم عليها .
ان الذي استفدناه في تحقيق نسب بعض الفروع الحسينية الشريفة من المنايفة في شمر والذين اشار لهم مؤلفوا المدينة بكل وضوح وعدوهم صرحاء النسب وانهم يرتبطون بمنصور بن جماز بن شيحة الحسيني ، رغم انهم في الثابت في التاريخ الذي يأخذ البحث الدقيق ابناء حديثة بن منيف بن شيحة الحسيني إلا ان الذي استفدناه من ذلك اننا إذا مارأينا اعقاب منصور في زهرة المقول فسيرد ذكر عرار وشهوان وجعفر وجشعم وهيازع وعطية وايضاً في التفرعات تلك الضياغم واليحيا وهؤلاء المعروف اليوم انهم اسماء لبطون وعمائر في عبده الشمرية وهذا ينعكس على ما لاحظناه في اشراف سنجارة المنايفة ، وإذا ما أخذنا اليوم التركيبة الشمرية ووجود سنجارة وعبده ضمن قبيلة واحدة فإن تلك إشارة على وجود تلاحم مصيري شريفي واحد جمعهم مع طي وجذام قحطان .

إن الأشراف في شمر ذات نسباًً حسينياً دخلوا مع طي وحصراً اللامية والنبهانية منهم وهذا بالنسبة لأشراف سنجارة ، ناهيك عن وجود بطون جذامية واضحة النسب فيهم ، وفي عبدة دخل الأشراف مع الربيعية ابناء عبد جذيمة بن زهير من طي ، وفي الأسلم دخل الأشراف مع جذام القحطانية الداخلة اصلاً مع بني عبد جذيمة من بني زهير الطائية .
إن علاقة الأشراف هؤلاء بطي علاقة قديمة وواضحة ، وهي علاقة مصيرية بحتة ذكرها المؤرخون منهم ابن خلدون ، كذلك هناك البطون الجذامية التي حالفت امراءهم منذ ان نشأ منصب امير قبائل العرب الذي ابتدعه الايوبيون وحافظ عليه المماليك طوال تاريخهم الطويل ، حيث منح الأمير حديثة بن منيف الشيحي الحسيني منصب امير قبائل العرب وبمرسوم مكتوب من قبل الملك العادل شقيق صلاح الدين ، واستمر هذا المنصب المكتوب في اعقابه حتى بدايات الدخول العثماني للمنطقة . ومن اعقابه واعقاب اعقابه كانت اعلام مشهورة ذكر سيرها التاريخ بوضوح ، تحولت اسماء هؤلاء الأمراء اسماءاً لعشائر ولبطون في شمر ، واندمجت كل الفروع الطائية والجذامية تحت هذا المسمى العشائري واعتبروا الكل ابناء لهذا العلم .
ومن اراد الاطلاع على تفاصيل واسعة ووافية ومهمة عن ذلك فعليه الرجوع إلى كتابي الدرر الثمينة في معرفة اشراف المدينة واللؤلؤة المنيفة في معرفة دولة الأشراف ال حديثة .

وهذه نبذة موجزة عن الخطوط الثابتة للأشراف الحسينية في شمر وهي في عدة فوائد :
الفائدة الأولى : الأشراف الثوابت النعيرية : وهم اعقاب الشريف ضرغام بن الأمير الشريف ثابت بن ضيغم بن خشرم بن العجل بن ثابت بن محمد ( نعير ) بن الحارث بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن منيف بن شيحة الهاشم الحسيني .
وأبناء الشريف ضرغام كانوا بادية حول المدينة المنورة وكان معهم فروع قليلة من غير الأشراف داخلة معهم ، وكان له سابق امرة على قبائل الجبل الطائية لام والنبهان ، وبعد جلاء تلك القبيلتين دخلت البطون التي لم تغادر الجبلين منهم تحت مسمى الثابت ، وبقوا تحت أمرة بني ضرغام بن ثابت ، واكتسب الكل المسمى المعروف اليوم عشيرة الثابت من قبيلة سنجارة .
الفائدة الثانية : الأشراف آل غريب وهؤلاء ذكرهم أيضاً صاحب زهرة المقول بادية حول المدينة وصاحب خروجهم خروج أبناء عمومتهم آل ضرغام بن ثابت وجاوروهم المنزل ، وقد ذكر رواة المتواتر انهم فرضوا الجزية على عشائر في مناطق تيماء وما جاورها ، وكان تداخلهم الفعلي قد تم مع ابناء عمومتهم آل زامل بن عمر بن موسى بن مهنا بن عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن منيف بن شيحة الهاشم الحسيني ، وعرف اعقاب الأمير زامل ايضاً بالفداقة للقب لحق بهم ، ودخلت في هذا المسمى آل زامل بطون جذامية كانت سابقاً حليفة لآل حديثة ، وعرف الكل بعشيرة الزامل من قبيلة سنجارة .
الفائدة الثالثة : تلاحم الأشراف الحسينية اعقاب الشريف زميل بن علي بن حديثة بن منيف بن شيحة الهاشم الحسيني مع النبهان من طي فعرف الكل بعشيرة الزميل ، والتي تركز عمودها الفقري بآل ثنيان وأقاربهم أعقاب الشريف زميل مع من دخل معهم من النبهان من طي وغيرها من الفروع فكانوا عشيرة الزميل من قبيلة سنجارة .
الفائدة الرابعة : الأشراف الرمال : وهم أعقاب الأمير رملة بن جماز بن محمد بن أبي بكر بن علي بن حديثة بن منيف بن شيحة الهاشم الحسيني ، وهؤلاء كانوا نواة لعشيرة كبيرة عرفت باسم الغفيلة دخل بها بطون من غير الأشراف الرمال ، رغم احتفاظ الرمال برئاستها العليا وهم عشيرة رئيسية من قبيلة سنجارة .
الفائدة الخامسة : الأشراف آل علي : وهم آل علي الداخلون مع ابناء عمومتهم الضياغم الجعفر ، أحفاد الأمير منصور بن جماز الشيحي الحسيني ، وهؤلاء هم أعقاب الأمير زيد بن عيسى بن جماز بن محمد بن ابو بكر بن علي بن حديثة بن منيف بن شيحة الهاشم الحسيني .
الفائدة السادسة : ان العشائر الأربع التي تعرف اليوم باسم قبيلة سنجارة نسبة إلى غلام امير المدينة المنورة علم الدين سنجر ، وكان غلاماً لابو الأشراف المذكورين أعلاه وهو الأمير منيف بن شيحة الهاشم الحسيني ، ويبدو أن سنجر هذا هو الذي تكفل بتربية أبناء الأمير منيف ، والذي منهم حديثة أبو الأشراف المذكورين أعلاه ، كذلك عرف هؤلاء الأشراف بزوبع نسبة إلى الأمير عيسى بن مهنا بن مانع بن حديثة بن منيف بن شيحة الهاشم الحسيني الذي اشتهر كثيراً .
الفائدة السابعة : لانستطيع القول أن كل الثابت اليوم ابناءاً للشريف ضرغام بن ثابت ، أو ان كل الزميل ابناءاً للشريف زميل بن علي ، او ان كل الزامل ابناءاً للشريف زامل ، او ان كل الرمال ابناءاً للشريف رملة ، بل ان اعقاب هؤلاء الأشراف المحققة انسابهم مع من انضم اليهم من طي وجذام كانوا سنجارة القبيلة الشمرية العريقة اليوم .
الفائدة الثامنة : الأشراف آل طوالة في الأسلم ، وهم أعقاب الشريف سنان بن لاحم بن رطيان ، وهؤلاء لهم أمرة قبيلة الأسلم في نجد .
الفائدة التاسعة : الأشراف آل حسان في قبيلة الاسلم ، وهؤلاء لهم الرئاسة العليا للأسلم في العراق .
الفائدة العاشرة : الأشراف المناصير الداخلون في عشائر الصلتة في قبيلة الأسلم ، وهؤلاء من الأشراف الحسينية المناصرة من أمراء المدينة أيضاً .
الفائدة الحادية عشر : الأشراف الضياغم : وهؤلاء أعقاب الشريف ضيغم بن خشرم بن دوغان بن جعفر بن هبة بن سليمان بن جماز بن منصور الشيحي الحسيني .
الفائدة الثانية عشر : الأشراف الهيازع : وهم أعقاب الشريف هيازع بن هبة بن سليمان بن جماز بن منصور الشيحي الحسيني . وهؤلاء معروف قرابتهم لبعض فروع عبدة .
الفائدة الثالثة عشر : الأشراف الجشعم : وهم أعقاب الشريف جشعم بن غنام بن دعيثر بن غنام بن زيان بن جندب بن شفيع بن جماز بن منصور الشيحي الحسيني .
الفائدة الرابعة عشر : الأشراف اليحيا : وهم أعقاب الشريف يحيا الريشان بن زريق بن يحيى بن عويد بن شايع بن مبارك بن عرار بن أحمد بن زهير بن سليمان بن زيان بن منصور الشيحي الحسيني .
الفائدة الخامسة عشر : الأشراف آل عرار : وهم أعقاب الشريف عرار بن أحمد بن زهير بن سليمان بن زيان بن منصور الشيحي الحسيني .
الفائدة السادسة عشر : الأشراف آل شهوان : وهم أعقاب الشريف شهوان بن أحمد بن زهير بن سليمان بن زيان بن منصور الشيحي الحسيني .